مكب نفايات في موسكو يكشف مساعي تركيا لتفادي العقوبات الأمريكية

الخميس 22 أغسطس 2019 01:48 م

عقدت موسكو وأنقرة محادثات عاجلة في يوليو/تموز الماضي حول ربط الشركات والمقرضين في تركيا بنظام المراسلات المالي الروسي كبديل لنظام "سويفت" الدولي المالي، الذي تتحكم به الولايات المتحدة.

جاء ذلك حسبما أظهرت وثيقة حكومية عُثر عليها ملقاه في مكب للنفايات بالقرب من العاصمة الروسية موسكو، وفقا لوكالة "بلومبرغ" الاقتصادية الأمريكية.

وأظهرت الوثيقة أن الجانبين الروسي والتركي التقيا بعد فترة وجيرة من تعرض أنقرة لتهديدات من واشنطن بفرض عقوبات إذا تسلمت نظام الدفاع الصاروخي "إس-400" من موسكو.

وقالت "بلومبرغ" إن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عزز علاقته بنظيره الروسي "فلاديمير بوتين" في السنوات الأخيرة، وتضمن ذلك التنسيق بشأن الأزمة في سوريا، في حين قامت روسيا بتكييف (تعديل) نظامها المالي لمواجهة العقوبات الدولية منذ ضمها القرم من أوكرانيا عام 2014.

وذكرت الوكالة أن نائب وزير المالية الروسي "أليكسي مويسيف" أكد ان المحادثات تمت بالفعل، وذلك بعد ظهور تفاصيل الاجتماع في الوثيقة الحكومية التي عثر عليها ملقاة بمكب نفايات بالقرب من موسكو.

والاثنين نشرت قناة "بازا" (Baza) الإخبارية الروسية، عبر تطبيق "تيليغرام"، نسخة مصورة من رسالة لنائب وزير المالية الروسي تناولت تفاصيل الاجتماع مع نائب وزير المالية التركي "بولنت إكسو".

وقال "مويسيف"، خلال اتصال هاتفي مع "بلومبرغ": "تمت مناقشة جدوى توقيع مذكرة حول تلك المفاوضات، وتقرر أننا بحاجة إلى العمل عليها، والآن نحن نعمل عليها".

وأضاف: "بناءً على ما سيكون في المذكرة، سنمضي في تنفيذه".

وأنشأ بنك روسيا المركزي نظام خاص للمراسلات المالية عام 2014؛ بهدف توفير الحماية ضد مخاطر منع موسكو من الوصول إلى خدمات "سويفت".

وقال "بوتين"، في يونيو/حزيران الماضي، إن روسيا تجري محادثات حول ربط الصين بشبكتها المالية. كما أنشأ البنك الروسي أيضا بطاقات "مير" المصرفية، بجانب نظام بطاقة لنظام مدفوعات وطني للتعامل مع المدفوعات المحلية عام 2015 لمواجهة العقوبات الأمريكية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول بارز بوزارة الخزانة التركية (رفض الكشف عن هويته) تأكيده عقد الاجتماع، قائلا إن الجانبين تحدثا عن أمور روتينية، رافضا الكشف عن التفاصيل.

وحسب الرسالة، ناقش المسؤولون في المحادثات التي جرت في موسكو إمكانية ضم البنوك التركية إلى نظام المراسلات المالية الروسي، إضافة إلى توسيع استخدام "مير" ليشمل المزيد من المقرضين الاتراك، كما أجروا محادثات حول الدفع بالعملة الوطنية للبلدين.

وعلى مدي العامين الماضيين، خفضت روسيا بشكل كبير حصة الدولار في احتياطياتها التجارية الدولية، وسط تهديدات بتمديد الولايات المتحدة عقوباتها لتشمل حظر البنوك الروسية من التسويات بالعملة الخضراء، فيما قال "بوتين"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن عقد بيع "إس-400" لتركيا لم يتم تسويته بالدولار.

كانت المناقشات بين تركيا وروسيا ملحة لدرجة أن نائب مدير إدارة السياسة المالية بالوزارة دفع شخصيا تكاليف استضافة المسؤولين الاتراك في قاعة خاصة لوفود الدولة في مطار فنوكوفو بموسكو، وفقا للرسالة التي تم العثور عليها بمكب النفايات، ثم طلب التعويض.

وطلبت وزارة المالية إيضاحا حول الوثيقة المهملة (الملقاة في النفايات) من الشركة التي تتعامل مع التخلص من النفايات، حسبما أفادت الخدمة الصحيفة التابعة لها.

المصدر | الخليج الجديد+ بلومبرغ

  كلمات مفتاحية

العقوبات الأمريكية على تركيا العقوبات الأمريكية على روسيا العلاقات التركية الروسية