كيف تحولت إيران إلى قوة إقليمية عنيدة؟

الجمعة 30 أغسطس 2019 10:44 ص

تمتلك إيران، سلسلة من العلاقات والتحالفات الاستراتيجية، التي مكنتها من التحول إلى قوة إقليمية، تستطيع الصمود أمام الضغوط السعودية والأمريكية والإسرائيلية.

وعبر عقود، نسجت طهران، تشابكات عميقة في المنطقة، جعلت منها رقما يصعب تجاوزه، في ملفات عدة، فضلا عن قوة عسكرية متصاعدة عززت مواقفها الإقليمية والدولية. 

وقبل ساعات، هدد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، "أمير علي حاجي زاده" باستهداف القواعد الأمريكية في كل من قطر والإمارات وخليج عمان عند أول صاروخ أمريكي على بلادنا.

هذا التقرير الذي نشرته "dw" يقدم لمحة عن شركاء إيران واستراتيجياتها في المنطقة، بداية من الارتباط الإيراني السوري عام 1979 حين وقفت سوريا عقب الثورة الإسلامية في إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية كبلد عربي وحيد إلى جانب نظام الملالي. 

وبعد تولي "بشار الأسد" زمام الحكم في سوريا، تحولت إيران ـ بالاشتراك مع "حزب الله" الشيعي ـ إلى قوة حماية للحاكم الفتي، وتوطدت العلاقة ـ ومعها تبعية "الأسد" لطهران ـ بعد تفجر الثورة في عام 2011.

يقول خبير الشؤون السياسية "نديم شهادي" إن طهران استثمرت نحو 105 مليار دولار لتكون قوة على المسرح السوري، بينما تتحدث وزارة الخارجية الأمريكية في المقابل عن نفقات بنحو 21 مليار دولار. 

لبنان

وتحظى إيران بتواجد مؤثر أيضا في لبنان من خلال "حزب الله"، المنظمة شبه العسكرية التي نشأت في عام 1982 في خضم الحرب الأهلية اللبنانية، وتأسست بهدف مواجهة القوى العسكرية الإسرائيلية التي تدخلت في تلك السنة أيضا في جنوب لبنان. وبعيد تأسيسها عزز نحو 1500 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني الحركة بهدف تصدير الثورة الإسلامية إلى لبنان.

وفي عام 2006 خلال الحرب بين (إسرائيل) و"حزب الله" قدمت إيران للميليشيا، نحو 11.500 صاروخ. كما تم تدريب نحو 3000 مقاتل تابع لحزب الله. 

وفي السنوات اللاحقة دعمت إيران "حزب الله" حسب تقديرات أمريكية بنحو 200 مليون يورو سنويا، وبتفجر الحرب في سوريا قفز هذا المبلغ إلى نحو 700 مليون دولار. 

العراق

بعد التدخل الأمريكي عام 2003 استغلت إيران انهيار الدولة في البلد المجاور لتعزيز نفوذها، تارة بوسائل دينية، بحجة دعم حج الملايين من مواطنيها إلى مدينتي النجف وكربلاء في الجنوب العراقي التي يتم تمجيدهما من قبل الشيعة الإيرانيين أيضا.

وتارة سياسيا بدعم حكم رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" (2006 ـ 2014) الشيعي الذي عاش خلال حكم "صدام حسين" بعض السنوات في المنفى. 

اليمن

وفي اليمن، فإن طهران، ممثلة هناك بالحوثيون الشيعة الذي يقودون حربا بالوكالة مع خصمها الأكبر السعودية، التي تقف على رأس تحالف دولي مكون في غالبيته من دول عربية يدافع عن الحكومة الشرعية بزعامة الرئيس "عبدربه منصور هادي".

وفي الوقت الذي يتحمل فيه التحالف تكاليف باهظة، تستثمر إيران بالمقارنة مبالغ محدودة، وهي تراهن بالخصوص على التجهيزات العسكرية للمتمردين. 

حماس

إيران عززت أيضا العلاقة مع حركة حماس التي تبسط نفوذها على قطاع غزة، ودعمتها في السنوات الماضية ماليا وعسكريا. 

وبغض النظر عن الاختلافات العقائدية ـ "حماس" منظمة سنية ـ فإن إيران ترى في وجودها في قطاع غزة إمكانية أخرى لتهديد (إسرائيل) أو على الأقل لبث القلق فيها. 

كذلك تدعم إيران أيضا منظمة "الجهاد الإسلامي" التي سبق لها أن نفذت عمليات ضد الاحتلال.

مضيق هرمز

وفي الشهور الأخيرة، برهنت إيران مؤخرا عن قوة ردعها في مضيق هرمز، أحد أهم الممرات للملاحة البحرية في العالم، لاسيما بالنسبة إلى نقل النفط. وكرد فعل على إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة، هددت إيران بإغلاق المضيق، واحتجزت سفينة بريطانية، فضلا عن عدة أعمال تخريبية ضد سفن تجارية دولية من بينها سفينة تابعة السعودية، دون أن تتبنى ذلك رسميا.

وتواجه الملاحة الدولية قرب مضيق هرمز، مضايقات إيرانية، واحتجاز سفن، وتعرض ناقلات نفط لهجمات.

ويعتبر مضيق هرمز ممرا استراتيجيا لتجارة النفط العالمية، وتعبره يوميا ثلث كمية الخام المنقول بحرا.

المصدر | الخليج الجديد + dw

  كلمات مفتاحية

وجود عسكري إيراني سلاح حزب الله علاقة إيران بحماس مضيق هرمز

إيران تعلن تعبئة 17 ألف زورق في الخليج وبحر عمان