بلومبرغ: فريدمان رجل ترامب الفاقد للدبلوماسية في إسرائيل

الجمعة 30 أغسطس 2019 06:13 م

وصفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، سفير الولايات المتحدة لدى (إسرائيل) "ديفيد فريدمان"، بأنه رجل الرئيس "دونالد ترامب" الأكثر افتقارا للدبلوماسية.

وبصفته أكبر مبعوث أمريكي إلى واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً، اعتبرت الوكالة الأمريكية أنه "يمكن وصف فريدمان، بأي شيء سوى كونه دبلوماسيا".

فسفير "ترامب"، كسر ذلك القالب الذي حافظ عليه أسلافه غير الحزبيين من خلال إثارة غضب الفلسطينيين، بتعليقات مفادها أن "الدولة اليهودية لها الحق في ضم بعض مناطق الضفة الغربية"، وفق الوكالة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، افتتح "فريدمان" حفريات أثرية تحت منازل فلسطينية في حدث حضره أيضا الملياردير "شيلدون أديلسون"، أحد أكبر مانحي حملة "ترامب" الانتخابية.

وعندما منعت (إسرائيل) اثنتين من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين (رشيدة طليب وإلهان عمر) من زيارتها هذا الشهر، أيد "فريدمان" القرار.

ويوشك نطاق نفوذ "فريدمان"، أن يصبح أكثر وضوحا هذه الأيام، بينما يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية قبل انتخابات 17 سبتمبر/أيلول المقبل، تزامنا مع استعداد الولايات المتحدة للكشف عن الجزء السياسي من خطتها للسلام بالشرق الأوسط (المعروفة إعلاميا بصفقة القرن).

ويستند "نتنياهو"، إلى الادعاءات الإقليمية للمستوطنين اليهود كأحد أعمدة محاولته للبقاء في السلطة، بعد عدم تمكنه من تشكيل حكومة إثر تصويت جرى في أبريل/نيسان الماضي، وفي حين أن "فريدمان" لم يعلن أي دعم له، إلا أن نفوذه ساعد في تحويل السياسة الأمريكية الإسرائيلية نحو زعيم "الليكود".

ويعلق مدير مشروع السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "ديفيد ماكوفسكي"، على هذا النفوذ، قائلا: "غالبًا ما يُنظر إلى السفير الأمريكي كشخص يحاول تقريب الإسرائيليين والفلسطينيين (..) لا أعتقد أنه (فريدمان) يرى هذا جزءًا من أجندته على الإطلاق".

ويحاول "نتنياهو"، الغارق في فضيحة فساد، إغراء الناخبين من خلال تصوير نفسه كزعيم موثوق يدعمه حلفاء أمريكيون أقوياء، وعبر ظهوره بملصقات دعائية مصافحا "ترامب".

وفي إعلان آخر لحملة زعيم الليكود، تظهر صورة الرئيس الأمريكي وهو يجري اتصالا هاتفيا، مرفقة بشعار: "من تفضل أن يجيب عليه؟".

و"فريدمان"، البلغ من العمر 61 عاما، هو ابن حاخام يهودي ويلائم هذا المشهد، إذ كان يقود في السابق أصدقاء أمريكا المؤيدين للمستوطنين في مركز بيت يشيفا (مدرسة لتعليم التلمود والشريعة اليهودية).

كما ضغط من أجل نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس في مايو/أيار 2018، وفقًا لـ"رون ديرمر" سفير (إسرائيل) لدى الولايات المتحدة منذ عام 2013.

وغير هذا النهج عقودًا من السياسة الأمريكية، وأثار غضب الفلسطينيين، الذين قالوا إنه ينتهك القانون الدولي وينهى مصداقية الولايات المتحدة في العمل كوسيط عادل بمفاوضات السلام.

وقال "ديرمر": "عادة ما يفصل السفير عن الرئيس مكالمتين هاتفيتين أو ثلاث، لكن الأمر مختلف الآن، إذ تربط فريدمان علاقة شخصية بـ  (ترامب)، وهو ما يجعله فعالا للغاية"

وخلال الحملة الانتخابية السابقة، قدم "ترامب" لـ "نتنياهو" هدية سياسية من خلال الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان (السورية المحتلة)، وكان رد فعل "فريدمان" على ذلك كـ "طفل جميل ورائع" حسب تشبيه "ترامب" نفسه.

كما أيد "فريدمان" اقتراب (إسرائيل) من ضم مستوطنات الضفة الغربية، التي حكمت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا بعدم شرعيتها، وإزاء ذلك، وصفه "محمود عباس" رئيس السلطة الفلسطينية، بأنه "ابن كلب" وذلك خلال خطاب ألقاه في مارس/آذار الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرغ

  كلمات مفتاحية

بنيامين نتنياهو محمود عباس دونالد ترامب

فلسطين تدرس تقديم شكوى ضد فريدمان لدى الجنائية الدولية