كشف الكاتب والروائي البريطاني من أصل هندي "سلمان رشدي" أنه عاش حالة نفسية مضطربة، خلال فترة اختفائه، منذ صدور فتوى بإهدار دمه في ثمانينات القرن الماضي، بعد تأليفه كتاب "آيات شيطانية"، الذي اعتبر مهينا للإسلام والنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم.

وقال "رشدي" إنه كان يشعر بقلق كبير، بسبب كم الحراسة التي أحاطته خلال تلك الفترة، مردفا: "كنت قلقا دوما من جدوى فكرة الاختباء والتخفي، لأن الحراسة المشددة يمكن ملاحظتها بصورة لا تصدق.. لأن هناك جيشا صغيرا يحيط بك وهذا يدفعك للشعور بأن ما يحدث معاكس تماما للاختباء"، بحسب ما نقلت عنه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأربعاء.

وأضاف أن أكثر ما آلمه خلال السنوات الماضية، هو فكرة الصمت والاختباء والابتعاد عن الأضواء، بسبب مهاجمته بعد روايته المثيرة للجدل.

وردا على سؤال حول ما الذي تعلمه؟ قال "رشدي": "تعلمت ربما أنني أقوى مما أعتقد، ما اعتقدت أن بإمكاني دعم نفسي للنجاة من تلك التجربة، ولكنني فعلت ذلك، وأعتقد أن ما يحصل هو أنك تتعلم التقدير أكثر، تقدير الأشياء أكثر مما كنت في السابق، مثل فن الأدب وحرية التعبير وحق قول أمور لا تعجب أناسا آخرين".

وكان قائد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 المرشد الأعلى الراحل "الخميني"، قد أصدر فتوى تدعو لقتل "رشدي"، بعدما اعتبر كتابه "آيات شيطانية" تجديفا وردة عن الإسلام، ما أجبره على الاختباء لسنوات، فيما يقول متشددون إيرانيون إن فتوى "الخميني" لا يمكن إلغاؤها وصارت أبدية بعد وفاته.

وفي 2016، قررت إيران رفع قيمة مكافأة قتل "رشدي" لتصل إلى 4 ملايين دولار، بعد أيام من إعلانها زيادة سابقة قدرها 600 ألف دولار.

وكانت حكومة الرئيس الإيراني السابق "محمد خاتمي" الإصلاحية قد نأت بنفسها في 1998 عن الفتوى، وقالت إن التهديد ضد "رشدي" انتهى بعدما عاش مختبئا 9 سنين.

وقتل مترجم الكتاب إلى اليابانية طعنا في 1991، كما هوجم أناس آخرون لهم صلة بنشره.

لكن المرشد الإيراني الحالي "علي خامنئي"، خليفة "الخميني" قال في 2005 إن الفتوى ما تزال قائمة.