سياسيون تونسيون يستنكرون استغلال مرشح رئاسي لقادة الجيش بحملته

الاثنين 9 سبتمبر 2019 12:00 ص

استنكر سياسيون وناشطون تونسيون لجوء مرشح رئاسي إلى استغلال صورة جنرالات الجيش في حملته الانتخابية، ودعوا هيئة الانتخابات إلى التدخل لمنع توريط المؤسسة العسكرية في اللعب السياسية.

وتداولت صفحات اجتماعية صورا وفيديو للمرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق، "عبدالكريم الزبيدي"، في اجتماع شعبي في مدينة المنستير (شرق)، حيث ظهر وخلفه صور له مع جنرالات الجيش، فضلاً عن تداول صورته مع قائد أركان الجيش السابق، الجنرال "رشيد عمّار".

ودون القيادي السابق في حزب الحراك "طارق الكحلاوي": "من يقفون وراء الزبيدي يصرون على توظيف الجيش لتركيب صورة الرجل القوي على شخص ضعيف بالكاد يستطيع أن يعبر".

وتابع: "هذا الإصرار على تضخيم صورة الرجل القوي غير المتناسبة معه من إعلانه نية الانقلاب وصور قيادات الجيش أصبحت تلامس الخطر والمغامراتية. على هيئة الانتخابات أن تحدد موقفاً واضحاً. عدا عن ذلك سيرى الجميع ضعفه الليلة (خلال المناظرة) كما هي العادة. هو أضعف من نملة ولا يرتقي إلى مرتبة عريف من حيث التصميم والشجاعة".

ودوّن الناشط في حزب التيار الديمقراطي "نبيل فرحات": "نستنكر بشدة الزج بصور رموز الجيش الوطني في حملة انتخابية خاصة بهذه الطريقة التي توحي بأن المرشح قائد عسكري أو أن له شيئاً من خصال ضباط الجيش الوطني أو بأنه مرشح الجيش الوطني. في محاولة تضليل بائسة لمرشح المخزن. الزبيدي بصدد ضرب وتشويه رمزية أحد أهم أركان الدولة".

وأضاف القيادي في الحزب ذاته "محمد العربي الجلاصي": "سؤال هزلي.. عندما يخسر عبدالكريم الزبيدي الانتخابات هل سيقبل بالنتائج أم سيحرك الدبابات باتجاه قصر قرطاج؟ بعد الشاهد (رئيس الحكومة) الذي يستقوي بالدولة على منافسيه، نحن أمام مرشح يريد أن يوهمنا أنه يستقوي بالجيش على الدولة نفسها، والجيش من هذا براء. ننتظر تدخل الهيئة المستقلة للانتخابات لإيقاف الرجل عند حده".

ودوّن النائب "عماد الدائمي": "أثبت عبدالكريم الزبيدي أنه لعبة في أيدي جهات تتحكم فيه من خلف الستار تسيّره كما تريد، مستغلّة ضعف شخصيته الرهيب. اعترافه الغبي – بعظمة لسانه- بأنه كان مستعداً يوم الخميس الأسود، في يونيو/حزيران الماضي، للقيام بانقلاب عسكري لمنع حصول انقلاب سياسي، يؤكد أنه كان مستعداً لمخالفة الدستور وارتكاب جريمة خيانة عظمى لتنفيذ أجندة جهات مقربة من شق السبسي (الرئيس الراحل) في معركته مع شق الشاهد".

وأضاف: "للتاريخ، كنت شاهداً على سلوك غبي مشابه قام به الزبيدي، وزير الدفاع في 2013، قبيل إبعاده عن الوزارة مع نهاية حكومة الجبالي. حيث كان لعبة في يد الجنرال عمار يتحكم فيه كما يشاء. وهو ما دفعنا آنذاك لتهديده بمحاكمة عسكرية وللضغط الشديد على حمادي الجبالي وعلى النهضة الشريكة في الحكم للقبول بإقالته هو والجنرال عمار. إبعاد الزبيدي وعمار عن الجيش كان للتذكير نقطة انطلاق مسار تغيير جوهري في المؤسسة العسكرية، مسار يسميه محللون دوليون "الثورة الهادئة".

وكان "الزبيدي" كشف قبل أيام أنه أعطى أوامره للجيش بتطويق البرلمان لمنع انعقاد جلسة قال إنها كانت مخصصة لـ"الانقلاب" على الرئيس الراحل "الباجي قائد السبسي"، وهو أثار موجة استنكار في البلاد دعت عدداً من السياسيين والمراقبين إلى المطالبة بمحاكمته بتهمة "محاولة الانقلاب العسكري".

والإثنين الماضي، بدأ 26 مرشحا تونسيا، حملاتهم الانتخابية الرئاسية، انتظارا للاقتراع المقرر له منتصف سبتمبر/أيلول الجاري.

وجاء انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية في تونس، بعد شهر ونصف على وفاة الرئيس السابق "الباجي قائد السبسي"، وسط ضبابية في الرؤية، وتحد يتمثل في ضرورة أن ينجح البلد الوحيد الناجي من تداعيات "الربيع العربي"، في تمتين مكتسباته الديمقراطية.

ودفع موت "السبسي" في 25 يوليو/تموز الماضي، قبل وقت قصير من انتهاء عهدته، إلى إعلان انتخابات رئاسية مبكرة، كان يفترض أن تجري في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد الانتخابات النيابية المحددة في أكتوبر/تشرين الأول.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

قائد السبسي الانتخابات الرئاسية التونسية الجيش التونسي

تحذيرات من تدخل إسرائيلي بانتخابات الرئاسة التونسية

تونس.. تكوين لجنة لمراقبة تمويل الحملات الانتخابية