أجلت المؤسسة العامة للسينما في سوريا تأجيل العروض الجماهيرية لفيلم "دم النخيل"، وذلك بعد موجة انتقادات أعقبت العرض التجريبي له.

وقالت المؤسسة في بيان باسمها واسم المخرج "نجدت أنزور"، إن القرار جاء بعد الاستماع للآراء و"النقد الإيجابي والسلبي"، بعد العرض التجريبي على الصحفيين وإجراء مؤتمر صحفي لفتح باب النقاش.

وأوضحت في بيان لها على "فيسبوك"، أن القائمين على الفيلم حريصون "على أن تصل الرسالة الوطنية بشكلها الصحيح لكل شرائح مجتمعنا السوري المنوع والمتكاتف بكل أطيافه، وخاصة لأهلنا في كل المحافظات التي قدمت أغلى ما تملك في سبيل عزة الوطن ورفعته".

وأوضح البيان أن تأجيل العرض الجماهيري سيكون فرصة لـ"دمج الآراء التي جمعناها ليخرج الفيلم بصيغته الجاهزة للعروض الجماهيرية، منسجما مع قيمة وقداسة كل تلك التضحيات".

وقدمت المؤسسة والمخرج اعتذارهما "ممن ينتظرون مشاهدة الفيلم بلهفة".

وأشارا في البيان إلى أن ثمة من "يتربصون بكل عمل وطني وبكل نجاح وبكل فرح كالفرح العظيم الذي عشناه عندما كرمنا بشار الأسد وعائلته بحضور هذا العرض وأغنانا بملاحظاته حوله" حسب تعبير البيان.

وأكد البيان أن الهدف من الفيلم هو "إبراز دور الجيش العربي السوري العقائدي الذي ينتمي أبناؤه إلى كافة شرائح المجتمع السوري في كافة محافظاته".
 

ورغم أن الفيلم لم يعرض جماهيريا بعد، إلى أنه أثار موجة انتقادات تركزت خاصة في محافظة السويداء، إذ انتشرت على الصفحات الإخبارية والشخصية هناك ملاحظات تقول إن المسلسل يسيء إلى صورة التضحيات التي قدمتها المحافظة، وثمة من قال إن الفيلم أظهر أبناءها في صورة الخائف من تنظيم "الدولة الإسلامية".

ويتحدث الفيلم من وجهة نظر القائمين عليه عن معارك بين قوات النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة تدمر، وهو من إخراج "نجدت أنزور" الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الشعب التابع للنظام، وكتابة "ديانا كمال الدين"، الموالية للنظام، ووافق عرضه الأول يوم 11 سبتمبر/أيلول، وحضره "الأسد" وعائلته.

ومعلوم أن محافظة السويداء رفضت تجنيد أبناءها في قتل السوريين الآخرين ما جعلها عرضة لعقاب النظام الذي نقل مجموعات من "الدولة الإسلامية" إلى ريف المحافظة الشرقي، وارتكبوا الصيف الماضي مجزرة مروعة بحق أهالي بعض القرى راح ضحيتها عشرات القتلى إضافة إلى أسرى معظمهم من النساء والأطفال.

وكرس "أنزور" إخراجه السينمائي مؤخرا لتناول أعمال تظهر جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتصدير رواية النظام على أن الثورة السورية هي تنظيم "الدولة الإسلامية"، دون الإشارة إلى جرائم النظام والميليشيات الإيرانية والروسية بحق السوريين.