و.بوست: هجمات أرامكو دليل جديد على فشل سياسة ترامب بالشرق الأوسط

الاثنين 16 سبتمبر 2019 04:46 م

يبدو أن هجمات السبت على منشأتين نفطيتين رئيسيتين في السعودية مثلت تصعيدًا حادًا في الصراع على السيادة الإقليمية بين السعودية وإيران.

وقيل إن غارة جوية بطائرة بدون طيار أدت إلى توقف نصف إنتاج السعوديين اليومي من النفط، وقد تبنت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن المسؤولية، لكن وزير الخارجية "مايك بومبيو" ألقى باللوم في الهجمات على إيران.

من جانبها، تنفي إيران الادعاءات الأمريكية، وتقول إنها آخر موجة من الكذبات المعتادة للإدارة الأمريكية.

ومع ذلك، يبدو بناءً على تعقيد هذا الهجوم أن إيران بالفعل هي المنفذ الحقيقي، ولدى الحوثيين ضغائنهم ضد السعوديين، الذين شنوا حرباً وحشية ضدهم، لكنهم يفتقرون إلى التطور اللازم للقيام بهذه الضربة الجراحية دون مساعدة كبيرة من حلفائهم في طهران.

الرهان الفاشل على السعودية

وبغض النظر عن هوية الفاعل، يقدم هذا الهجوم دليلًا إضافيًا على فشل سياسة "ترامب" في الشرق الأوسط، وفي جوهر المشكلة، يأتي قرار "ترامب" الضمني بإسناد القيادة في الشرق الأوسط إلى (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية، وهما خصمان متشاكسان وحدهما العداء المشترك (والمفهوم) تجاه النظام الإيراني.

وفي حين اختار الرؤساء السابقون للولايات المتحدة منذ فترة طويلة القيام برحلاتهم الأولى إلى كندا أو المكسيك، اختار "ترامب" الذهاب إلى الرياض في مايو/أيار 2017. وكان الرئيس الأمريكي سعيدا بالاستقبال الحافل الذي تلقاه من أفراد العائلة المالكة السعودية.

وفي مقابل وعد فارغ بشراء 350 مليار دولار من الأسلحة الأمريكية (الرقم الفعلي أقل من 30 مليار دولار، ومعظم المبيعات حدثت بالفعل قبل عهد "ترامب")، أعطى "ترامب" ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" شيكا على بياض لفعل ما يراه مناسبا.

وفي غضون شهر من زيارة "ترامب"، نظم "بن سلمان" انقلابًا لرفع نفسه من منصب ولي ولي العهد إلى موقع ولي العهد، ما جعله الرجل الأقوى بلا منازع وراء عرش والده المسن، الملك "سلمان".

وفي حين قام "بن سلمان" ببعض الأشياء الجيدة باستخدام سلطاته غير المحدودة مثل منح النساء الحق في قيادة السيارات، فإن ولي العهد استخدم سلطته بشكل متهور وضار في معظم الأوقات.

وأطلق "بن سلمان" حصارًا على قطر، وهي حليف آخر مهمًا للولايات المتحدة، في محاولة فاشلة للضغط على العائلة المالكة هناك للتوقف عن دعم القضايا الإسلامية، وقام بحبس بعض أغنى رجال المملكة لابتزاز الأموال التي زعم أنهم حصلوا عليها بطريقة فاسدة.

واختطف رئيس وزراء لبنان في محاولة فاشلة لإجباره على الوقوف أمام وكلاء إيران في لبنان، وقام بتصعيد الحرب ضد الحوثيين، وخلق أزمة إنسانية حادة في اليمن (10 ملايين يمني على شفا المجاعة) دون أن يستطيع هزيمة الحوثيين، وبطبيعة الحال، كان من شبه المؤكد أنه مسؤول عن اغتيال وتقطيع الصحفي "جمال خاشقجي".

في كل خطوة على الطريق، وقف "ترامب" إلى جانب السعوديين، وغرد الرئيس الأمريكي بعد قيام "بن سلمان" بحبس عشرات الأمراء ورجال الأعمال دون محاكمة في عام 2017 قائلا: "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية، إنهم يعرفون تمامًا ما يفعلونه"، وقد تبين لاحقا أن "بن سلمان"، البالغ من العمر 34 عامًا، ليس لديه فكرة عما يفعله إطلاقا.

مع ذلك، يحافظ "ترامب" على التزامه بالدفاع عن السعودية، وهو يرفض تسمية "بن سلمان" باعتباره الجاني وراء مقتل "خاشقجي"، وقد استخدم حق النقض ضد مشروع قانون لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب الدموية في اليمن، والأهم من ذلك كله، لقد خرج "ترامب" من الصفقة النووية الإيرانية على الرغم من امتثال إيران، استجابة لضغوط أصدقائه في الرياض وتل أبيب على ذلك.

شرق أوسط يشتعل

إذن نحن هنا مع شرق أوسط على وشك الإشعال، وتشير إيران إلى أنها ستخرج عن حدود تخصيب الوقود في الصفقة النووية وأنها لن تخفض أنشطتها المزعزعة للاستقرار، وردت (إسرائيل) بتصعيد الضربات الجوية ضد الوكلاء الإيرانيين في لبنان وسوريا والعراق، فيما تدق طبول حرب حقيقية ضد إيران ربما لن تشمل الولايات المتحدة فقط ولكن أيضا (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية.

ولكن يبدو أن "ترامب" بدأ يطور أفكارا مختلفة للتعامل مع إيران خلال الأشهر الأخيرة، ومن هنا جاء قراره بالتخلص من مستشار الأمن القومي "جون بولتون"، وهو من الصقور المناهضين لإيران، وإظهاره الاستعداد لإجراء محادثات مع إيران وحتى لتخفيف العقوبات المفروضة عليها، وستجعل الهجمات على البنية التحتية النفطية السعودية من الصعب على "ترامب" إيجاد حل وسط؛ وإذا كان النظام الإيراني مسؤولاً، فقد يكون قد أطلق النار على قدميه.

وتعد إيران دولة راعية للإرهاب ومنتهكا شنيعا لحقوق الإنسان، وهي تستحق حصة كبيرة من اللوم في زعزعة استقرار الشرق الأوسط، لكن "ترامب" لم يؤد إلا إلى تفاقم الأزمة من خلال دعم أصدقائه السعوديين والإسرائيليين على نحو أعمى، وفي هذه المرة، لا تعد سياسات إيران العدائية - بما في ذلك الهجوم على منشآت النفط السعودي - أكثر من رد فعل.

المصدر | ماكس بوت - واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

وول ستريت جورنال: مسؤولون سعوديون يناقشون تأجيل اكتتاب أرامكو

لماذا قررت إيران التصعيد الآن؟ وضاح خنفر يجيب

ترامب: إيران متورطة في هجوم أرامكو ولا أريد حربا معها