خبراء يشككون في قدرة السعودية تجاوز أزمة إمدادات النفط سريعا

الخميس 19 سبتمبر 2019 07:20 م

أكد تجار ومحللون أن قدرة السعودية على تحاشي ظهور أزمة في إمدادات النفط، إثر هجمات استهدفت شركة "أرامكو"، لن تتضح إلا بعد أسابيع.

وبرروا ذلك  بأن مخزون المملكة من النفط يمكن أن يسد، مؤقتا، الفجوة ويغطي حجم الضرر الذي لحق بمنشآتها في بقيق وخريص، شرقي المملكة، بعد هجمات السبت.

ووفقا لما نقلته عنهم "رويترز"، اليوم الخميس"، فإن تقديرات المحللين تستند إلى تشككهم في ما أعلنته الرياض حول إمكانية الانتهاء من الإصلاحات بموقعي بقيق وخريص النفطيين، سريعا.

كما استندوا إلى غياب الشفافية فيما يخص المخزونات السعودية، ما يزيد الغموض حول قدرة الرياض على مواصلة تزويد الأسواق بالنفط دون انقطاع.

وفي هذا الإطار، قال أحد كبار المتعاملين الأوروبيين إن جانبا كبيرا من كميات النفط، المقرر وصولها في أكتوبر/تشرين الأول، كانت بالفعل في ناقلات مبحرة، ولذا فإن أي فجوة محتملة ربما تظهر قرب أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأضاف: "حدث تدافع جنوني على أسواق العقود، لكن التدافع في المعاملات الفورية سيأتي فيما بعد".

ونقلت "رويترز" عن أحد قدامى المتعاملين النفطيين، أن تحركات شركة أرامكو للتجارة، الذراع التجارية لأرامكو السعودية، التي تديرها الحكومة لشراء منتجات مكررة، يزيد من الغموض الذي يكتنف مستوى مخزونات المملكة.

وأوضح: "تردد حديث عن استثمار عشرات الملايين على مدار عقدين في إنشاء مرافق تخزين تحت الأرض يشتبه المرء أنها تحتوي إلى حد كبير على منتجات مكررة. لكن لماذا إذا شهدنا أرامكو للتجارة تشتري منتجات؟"

وقالت شركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية، في مذكرة، إن خبراء هندسيين يرون أن تقييم الضرر بهجمات أرامكو "كان يجب أن يستغرق أسابيع، خاصة أن العمال لم يُسمح لهم بالعودة إلى مجمع بقيق إلا (يوم الثلاثاء) للمرة الأولى".

وأضافت: "من المرجح ألا يتضح حجم الضرر بالكامل إلا في الأسابيع المقبلة".

وقدرت شركة "كيروس" لتحليل البيانات أن المخزون السعودي في الداخل انخفض بما يقارب 10 ملايين برميل في يوم واحد. حيث هبط في 16 سبتمبر/ أيلول إلى 66.5 مليون برميل، من 76.4 مليون في اليوم السابق.

وبدأ بعض كبار الزبائن يتجهون لموردين آخرين لتلبية طلباتهم. واستأجرت الوحدة التجارية التابعة لشركة "سينوبك" الصينية (أكبر شركات التكرير في آسيا) 4 ناقلات للنفط الخام على الأقل هذا الأسبوع من الولايات المتحدة.

وحتى إذا حافظت السعودية على تدفق النفط دون تغيير في الأحجام للزبائن، فثمة علامات على أنها قد تواجه صعوبة في توريد الخامات نفسها.

ويعد نوع الخام عاملا مهما لدى شركات التكرير التي تملك مصافي مبنية لتكرير أنواع بعينها من الخامات الأثقل أو الأخف.

وبقيق هي المركز الرئيسي لمعالجة الخام العربي الخفيف، والخام العربي الخفيف الممتاز، المستخرج من حقول الغوار والشيبة وخريص.

وأخطرت أرامكو ما لا يقل عن 6 من شركات التكرير في آسيا، أنها ستزودها بالمخصصات الكاملة من النفط الخام في أكتوبر/تشرين الأول، لكن شركة واحدة على الأقل تلقت معلومات عن تغيير الخام.

وتتسلم شركات التكرير الأوروبية والتركية الخام العربي الخفيف من سيدي كرير في العادة، وهي أكثر الشركات عرضة لخطر اضطراب الإمدادات.

وفي هذا الإطار، قال مصدر مطلع بالصناعة إن شركة تكرير أوروبية واحدة على الأقل لم تتلق من الرياض أي مواعيد للشحن في أكتوبر/ تشرين الأول.

وبينما قال مصدر في أرامكو، الثلاثاء الماضي، إن مجمع بقيق يعمل بالفعل ويتولى معالجة مليوني برميل في اليوم، مقارنة مع 4.9 مليون برميل يوميا قبل الهجوم، لم تقدم الشركة تفاصيل تُذكر عن حجم الضرر الذي لحق بموقعي بقيق وخريص.

وثارت مخاوف حول مدى السرعة التي يمكن بها إتمام الإصلاحات، خاصة في ظل روايات شهود عيان عن نشوب حرائق هائلة بسبب الهجمات، ونشر صور من الأقمار الصناعية تظهر مواقع محترقة.

ولذا يرى مؤسس شركة "بلاك جولد إنفستورز"، وأحد الخبراء المخضرمين في صناعة النفط؛ "جاري روس"، أنه من الصعب عدم تصديق أن الرياض "مفرطة في التفاؤل" في جدولها الزمني، بشأن استئناف إنتاجها النفطي بطاقته الكاملة.

وكان رئيس أرامكو السعودية التنفيذي؛ "أمين الناصر"، قد أعلن امتلاك شركته لأكثر من 60 مليون برميل من النفط الخام داخل البلاد، دون أن يوضح الكمية المخزونة في الخارج (أوكيناوا باليابان، وروتردام في هولندا، وميناء سيدي كرير المصري).

وتظل الأسئلة عن السرعة التي يمكن أن تنضب بها هذه المخزونات بلا أجوبة حتى الآن.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

إمدادات النفط السعودية هجمات أرامكو

أسعار النفط العالمية تتجه لارتفاع أسبوعي يتجاوز 7%

بي.كيه.إن البولندية: هجوم أرامكو لا يهدد شحناتنا من النفط السعودي