ف. تايمز: السعودية تجبر عائلات ثرية على الاستثمار في اكتتاب أرامكو

الجمعة 20 سبتمبر 2019 06:01 م

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن السعودية تجبر كبار العائلات الثرية في المملكة على دفع أموال في عملية الاكتتاب الأولي لشركة "أرامكو"، والذي يخطط ولي العهد؛ "محمد بن سلمان" لتنفيذها قريبا، كجزء من عملية التقييم التي قدرها بتريليوني دولار.

جاء ذلك في تقرير للصحيفة، كتبه مراسلوها في دبي وأبوظبي ولندن.

وأشارت الصحيفة، نقلا عن 8 مصادر لهم علاقة بخطة إعادة الثقة في صفقة "أرامكو"، إلى أن ما يجري حاليا هو "محاولة لي ذراع وبلطجة" إزاء عدد من العائلات الثرية في السعودية، لإجبارهم على أن يكونوا مستثمرين أساسيين فيما يطلق عليه أكبر طرح عام في التاريخ.

وأوضحت أن عددا من هؤلاء العائلات تعرض أفرادها وقياداتها للاحتجاز في القضية التي عرفت إعلاميا بـ"الريتز كارلتون" في 2017، والتي أطلقت الحكومة عليها "حملة مكافحة الفساد"، حيث تعرض بعضهم للتعذيب، وفق مصادر كشفت عن هذا الأمر، آنذاك، وتم الإفراج عن غالبيتهم بعدما قيل إنهم توصلوا إلى تسويات مالية مع السلطات.

وقالت مصادر إن من بين الذين تعرضوا لضغوط من أجل الاستثمار في اكتتاب "أرامكو"، الأمير "الوليد بن طلال"، والذي كان من بين محتجزي "الريتز"، ولا تزال معظم أرصدته مجمدة في السعودية.

وقال أشخاص مطلعون إن هناك مقترحا تم طرحه باستخدام أرصدة "بن طلال" في عملية اكتتاب "أرامكو"، بحسب ما ترجمته "القدس العربي"، اليوم الجمعة.

وبحسب أحد المصادر، فقط طلبت السلطات من ثري سعودي دفع 100 مليون دولار أمريكي، وفق ما صرح به أحد مستشاريه، طالبا عدم الكشف عن هويته.

وأضاف المصدر أن هذا الثري كان أيضا من بين محتجزي "الريتز"، وتوصل لتسوية مع السلطات تخلى فيها عن أرصدة، ووافق على تقديم دفعات شهرية إلى الحكومة.

وأردف ساخرا: "يتم تشجيعه الآن على القيام بواجبه الوطني، ولكن هناك حدود للوطنية".

واعتبرت الصحيفة أن الضغوط التي تمارسها السلطات على العائلات المحلية تكشف عن المدى الذي ذهبت إليه الرياض لطرح "أرامكو" في السوق العام، بعد 3 أعوام من الإعلان عن الأمر للمرة الأولى.

وتعكس تلك التطورات إشارة غير مريحة للمصرفيين الغربيين، الذين تدفقوا على المملكة للحصول على دور في نصح شركة "أرامكو"، أو قيادة عملية الطرح.

وبينما رفضت "أرامكو" التعليق، قال مسؤول سعودي إن "المزاعم التي تتحدث عن ضغوط تمارسها الحكومة السعودية على العائلات والأفراد من داخل وخارج المملكة للمشاركة في اكتتاب أرامكو بأسعار محددة، عارية عن الصحة وغير دقيقة".

وأضاف أن "شكل الطرح المنتظر لأرامكو لم يتم الإعلان عنه من السلطات المعنية، وعليه فأي تكهنات في هذا الوقت لا أساس لها".

وقالت الصحيفة إن من بين الشركات الغربية التي ستشارك في الترويج لعملية الطرح العام "جي بي مورغان" و"غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" و"كريدي سويس"، ولا يعرف إن كانت هذه المؤسسات الغربية على علم بالضغوط التي تقوم بها الحكومة على العائلات الثرية في المملكة، والتي قال أحد الأشخاص العالمين بالأمر إنها جاءت من الحكومة السعودية وليس من الشركة نفسها.

وأضافت أن عملية الطرح توقفت مؤقتا، خشية التسبب بحرج لولي العهد، والذي قدر قيمة الشركة بتريليوني دولار، خشية عدم تحقيق هدفه.

وقالت بعض المصارف التي منحت دورا في عملية الاكتتاب، هذا الشهر، إنها أخبرت المسؤولين السعوديين أن قيمة تريليوني دولار يمكن تحقيقها.

ويرى محللون أن تريليون أو تريليون ونصف هو رقم واقعي، فالشركة هي أكبر منتج للنفط الخام في العالم والأكثر ربحا، إلا أن المستثمرين يخشون من مخاطر سياسية.

لهذا السبب، تقول الصحيفة، فإن العائلات الثرية، بمن فيهم 300 رجل أعمال وأمير سجنوا في الريتز كارلتون، يعتبرون عنصرا أساسيا في نجاح الاكتتاب من خلال عروض اكتتاب زائدة.

وقال أحد المطلعين: "سيجد آخرون أنه من الصعوبة قول لا"، واصفا نهج الحكومة بأنه قائم على "المداهنة والبلطجة".

وقالت عائلة سعودية تم الاتصال بها، عبر أحد المديرين المقربين منها، إنه أخبرها بأن الأرصدة المجمدة خلال عملية "الريتز" ستحول إلى أسهم "أرامكو".

وقال مصرفي آخر: لمَ لا؟ فهذه العائلات لا تستطيع الحصول على تلك الأموال في أي حال".

وتخطط أرامكو لاكتتاب نسبة 3% في سوق تداول المالي بالرياض، بما في ذلك الحصة المخصصة للعائلات الثرية. مما يعني زيادة الحصة الخاصة بالمملكة إلى 60 مليار دولار.

وقد يظل الطرح محدودا بنسبة 1% من أسهم الشركة.

ومن المتوقع التواصل مع المستثمرين الإقليميين مثل أبوظبي والكويت والآسيويين.

وقال مصدر آخر إن العائلات الثرية في لبنان ومصر ومن هي على علاقة جيدة مع العائلة المالكة قد يتم الاتصال بهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اكتتاب أرامكو طرح اكتتاب أرامكو الريتز كارلتون أمراء الريتز كارلتون

الرئيس الصيني يدين هجوم أرامكو ويدعو لتفادي التصعيد

التايمز: الهجوم على أرامكو كشف نقاط الضعف لدى السعودية

بلومبرج: الوليد بن طلال يعود لتصدر مليارديرات العرب