مصارف عالمية تراجع تفضيلها الاستثمار بالسعودية لصالح قطر

الأحد 17 فبراير 2019 01:02 ص

قالت وكالة "بلومبرغ"، الأحد، إن مصارف عالمية تراجع حاليا قرارات اتخذتها سابقا بالاستثمار في السعودية، والابتعاد عن قطر، إثر الأزمة الخليجية الأخيرة.

وفضل عدد من المصرفيين الدوليين مطاردة أرباح توقعوها مغرية في الرياض، على أن يتوجهوا إلى قطر (المعزولة) في بداية الأزمة، إذ بدت مخاطر العمل التجاري مع الدوحة كبيرة؛ بعد أن حذرت السعودية والإمارات المصرفيين وقتها بشكل غير رسمي من "عواقب" هكذا عمل، وفقا لما نقلته الوكالة الأمريكية عن مسؤولين تنفيذيين بالمصارف، رفضوا الكشف عن أسمائهم.

لكن توقعات الأرباح الاستثنائية لم تتحقق، خاصة بعد أن تأخرت السعودية في تنقيذ وعد قطعه ولي عهدها "محمد بن سلمان" بطرح 5% من أسهم شركة أرامكو (عملاق النفط السعودي) للاكتتاب الدولي، والذي كان مقررا في يوليو/تموز الماضي.

كما ساهم تبني "بن سلمان" لسياسة خارجية عدوانية، وتداعيات جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في تغيير أسس حساب المخاطر التي يقدرها المستثمرون على الساحة الدولية، وفقا لما نقلته بلومبرغ عن "غريغوري غوز"، أستاذ الشؤون الدولية والمتخصص بالشأن السعودي في جامعة تكساس.

ولذا بدأ عدد من التنفيذيين في بنوك وشركات عالمية كبرى، مثل: "غولدمان ساكس"، و"أتش أس بي سي هولدينغ" في بالتفكير بإصلاح علاقاتهم بوزارة المالية في قطر، وصندوق ثروتها السيادي.

مؤشر يورومني

وفي هذا الإطار، نقلت "بلومبرغ" عن رئيس مجموعة أوراسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "أيهم كامل" قوله: "لقد تغير السياق الجيوسياسي لأزمة قطر، وعلى أقل تقدير فإن الأزمة لن تتحرك في اتجاه تصاعدي".

واتجه مصرفيون لاستعادة ثقة وزير المالية القطري "علي شريف العمادي"، حيث سافر العشرات منهم إلى الدوحة لحضور مؤتمر "يورومني"، الذي حضره الوزير، في وقت بدت فيه حسابات الظهور بمؤتمرات اقتصادية تنظمها الرياض معقدة منذ أزمة اغتيال "خاشقجي" إثر تنظيم حملات عالمية لمقاطعة الداعمين الاقتصاديين لولي العهد السعودي.

وتابعت الوكالة الأمريكية أن بعض مدراء البنوك العالمية جاؤوا من دبي إلى الدوحة عبر عمّان أو الكويت، بسبب حظر الرحلات المباشرة، رغم غيابهم عن الحدث ذاته (مؤتمر يورومني) قبل عام واحد.

وبينما قاطعت شخصيات عالمية مؤتمر "دافوس في الصحراء" الذي نظمته الرياض بعد أيام من من اغتيال "خاشقجي"، وحضره البعض دون شارات تعريفية حتى لا يكتشف أمرهم، لم يخف أحد ممن حضر مؤتمر "يورومني" هويته.

ومع ذلك، يفضل المصرفيون إعادة بناء الجسور مع قطر بهدوء حتى لا يعرضوا أعمالهم التجارية السعودية للخطر، بحسب بلومبرغ، خاصة في ظل إعلان سلطات المملكة عن خطط لتحصيل نحو 11 مليار دولار من خصخصة أصول عامة في 2019.

وفي حين يتوقع "روري فايف"، كبير الاقتصاديين بشركة مينا للاستشارات (مقرها لندن) أن تتردد الدوحة في إصلاح العلاقات مع البنوك ذات العلاقة الوطيدة بالسعودية، رجح أن ترحب بمبادرات البنوك الأخرى، في ظل المعروض لديها من صفقات ضخمة تتعلق بخطوط أنابيب الغاز، إضافة إلى مشاريع تطوير البنية التحتية في إطار التحضير لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وأشار "فايف" إلى أن تقييم هذه الصفقات يبدو مربحا للغاية بالنسبة للمستثمرين، مرجحا أن تمارس السعودية ضغوطا أقل على البنوك التي تعمل معها في ظل تغير المناخ الدولي تجاه الرياض.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية قطر الأزمة الخليجية الرياض دبي الدوحة جمال خاشقجي الكويت الإمارات

ف. تايمز: السعودية تجبر عائلات ثرية على الاستثمار في اكتتاب أرامكو