هكذا خاضت مصر حربين ضد إثيوبيا وخسرتهما

الأحد 22 سبتمبر 2019 11:18 ص

مع وصول المفاوضات بين مصر وإثيوبيا، حول سد النهضة، إلى طريق مسدود، تتردد أنباء عن إمكانية دراسة مصر الخيار العسكري.

وعبر آلاف السنين، وفي العصر الحديث، وبدعم من الاحتلال البريطاني، مارست مصر نفوذا سياسيا على نهر النيل، من المنبع الى المصب، لكن طموح إثيوبيا غير كل ذلك.

ويتوقع مراقبون أن يشعل سد النهضة "أول حرب" على المياه في العالم، لافتين إلى أن ذلك حدث مرتين، وكان الفوز حليف الجانب الإثيوبي فيهما، حسب العديد من المراجع التاريخية.

مع غروب شمس الإمبراطورية العثمانية، بزغت مصر كقوة عسكرية كبرى في أفريقيا، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر اتجه خديوي مصر "إسماعيل"، لإقامة إمبراطورية مصرية كبرى تسيطر على القرن الأفريقي ومنابع النيل، لذلك عمل على إقامة جيش كبير بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين، من المنتمين لولايات الجنوب، والذين غادروا بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.

  • معركة غوندت 1875

في ديسمبر/كانون الأول 1874، توجهت قوة مصرية قوامها 1200 جندي من ميناء كسلا تحت قيادة الضابط السويسري "مونزينغر" واحتلت كيلين.

ولكن مع احتجاجات إثيوبيا، انسحب الجيش، غير أنه خلف حامية وراءه لحماية بعثة كاثوليكية، رغم وجود تلك البعثة في المنطقة لأكثر من 40 عاما دون حماية.

وخلال أكتوبر/تشرين الأول 1875، احتلت قوة مصرية بقيادة الكولونيل الدنماركي "سورن آريندوب"، منطقة غيندا، وأرسل مبعوثا إلى ملك إثيوبيا "يوحنا السادس"، يطالبه بترسيم الحدود.

وحينها اعتبر الملك الإثيوبي، الرسالة بمثابة تهديد فسجن الرسول، ليعلن ملك إثيوبيا في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الحرب على مصر.

جاء ذلك في وقت وردت فيه الأنباء للجانب الإثيوبي، بأن المصريين يعززون قواتهم داخل الأراضي الإثيوبية بنحو ألفي جندي، قدموا بقيادة "مونزينغر باشا"، من كسلا، فنصب لها الأثيوبيون كمينا بالقرب من العدوة، حيث لقي "مونزينغر" وكل القوة التي كان يقودها تقريبا حتفهم على يد قبائل "الدناكل"، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1875.

وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني، هوجمت قوات الكولونيل "آريندوب"، في غوندت، وكانت القوات المصرية تتكون من 2500 جندي بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين وقد فوجئوا باستخدام القوات الإثيوبية للبنادق.

وقد لقي "آريندوب" حتفه في هذه المعركة، وكان ذلك مصير ضباطه أيضا، ومنهم "أراكل نوبار"، ابن شقيق رئيس وزراء مصر حينئذ "نوبار باشا".

وبحلول 16 نوفمبر/تشرين الثاني، كانت المعركة قد انتهت، ولم ينج منها سوى عدد قليل.

  • معركة غورا 1876

وبعد هزيمة "غونديت"، جرد الجيش المصري حملة أكبر قوامها 20 ألف جندي على إثيوبيا عام 1876، بقيادة "محمد راتب باشا"، والجنرال الأمريكي "وليام لورينغ"، حيث تقدم المصريون إلى غورا، وأقاموا حامية هناك.

وفي 5 و6 نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، شن الجيش الإثيوبي، وكان قوامه 200 ألف مقاتل، هجوما على القوات المصرية.

وكانت القوات الإثيوبية المهاجمة مسلحة بالبنادق ومدفع واحد.

وكان "راتب باشا"، يريد المبادرة بمهاجمة الإثيوبيين، غير أن الجنرال "لورينغ"، فضل التحصن في المعسكر الذي كان محاطا بتلال اعتلتها القوات الإثيوبية التي فتحت نيرانها على من في المعسكر المصري.

وقد حاول أحد قادة الجيش المصري وهو "إسماعيل باشا كامل"، إعادة تجميع الجيش، دون جدوى.

وفي 8 و9 مارس/آذار من العام التالي، هاجمت القوات الإثيوبية غورا.

وفي 10 مارس/آذار، قاد "رشيد باشا" و"عثمان بك نجيب"، هجوما مضادا ضد الإثيوبيين، الذين صدوه وأنزلوا بالقوات المهاجمة خسائر فادحة، واستولوا على الكثير من المعدات.

وفي 12 مارس/آذار، وصل القنصل الفرنسي في مصوع "مسيو سارزاك"، إلى ساحة المعركة، حيث اصطحب الجرحى المصريين عائدا إلى مصوع.

ومازال الإثيوبيون يحتفظون بمدفعين حصلوا عليهما من القوات المصرية حينئذ، في مدينة أكسوم.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

مصر غير مرتاحة لطول أمد مفاوضات سد النهضة الإثيوبي

جولة جديدة من المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي 15 سبتمبر

ف. بوليسي: هل تشن مصر حربا على إثيوبيا بسبب سد النهضة؟