توقعات ستراتفور: تأجيل اكتتاب أرامكو واشتعال الصراع في جنوب اليمن

الأربعاء 25 سبتمبر 2019 01:00 م

تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ملتقى طرق العالم، وتشمل شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحاري بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء، وجميع السواحل ضمن هذه التخوم الجغرافية.

وتتلخص قصة المنطقة السياسية في التنافس بين مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين حول الهيمنة والتجارة، وتشمل قائمة القوى التقليدية في المنطقة كلا من تركيا وإيران، والقوى العربية الكبرى وتضم حاليا المملكة العربية السعودية ومصر، ويجعل التنافس على النفوذ بين هذه القوى دول المنطقة الأضعف ساحة للعنف وعدم الاستقرار.

كعادته كل ربع عام، نشر موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأمريكي الشهير توقعاته لمسار السياسات العالمية خلال الربع الأخير من عام 2019 مخصصا فصلا من هذه التوقعات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في السطور القادمة يستعرض "الخليج الجديد" أهم ما ورد في هذه التوقعات.

المواجهة الأمريكية الإيرانية

مع إصرارها على بناء النفوذ الذي قد تستخدمه في أي مفاوضات مستقبلية، ستخاطر إيران بالدخول في صراع عسكري مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين تزامنا مع تكثيف العقوبات الأمريكية، وفي هذا الربع، سوف تستكشف كل من إيران والولايات المتحدة إمكانية إجراء محادثات تمهيدية مع تمسك كلا الطرفين بالحفاظ على أوراقه قبل أي حوار.

وبالنسبة للولايات المتحدة، يعني هذا تشديد العقوبات واستخدام عدد من الأدوات الهجومية منخفضة المستوى مثل الهجمات الإلكترونية، ردا على التهديدات الإيرانية، وسوف تتخذ إيران خطوات تدريجية، وليست متطرفة، في أنشطتها النووية، وستزيد من دعمها لوكلائها في المنطقة، وستواصل تهديد السفن وأصول الطاقة في الخليج العربي.

ومن المرجح أن تزيد أنشطة طهران من خطر الرد العسكري الأمريكي، لكن الرئيس "دونالد ترامب" سيظل مترددا في تأجيج صراع شرق أوسطي كبير في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، وهو تحفظ تتقاسمه معه إيران، بسبب سياساتها الداخلية المضطربة.

وسوف يشجع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دول إقليمية تخشى من الحرب المحتملة مثل عمان والكويت، سوف يشجعون الولايات المتحدة وإيران على وقف تصعيد المواجهة وتقديم مخرج حال تصاعد الأعمال العدائية، وستنظر الولايات المتحدة في إمكانية إجراء محادثات، وتوسيع نطاق العروض المحدودة لمبادلة النفط مقابل الغذاء والسلع الحيوية لمنع مزيد من العدوان الإيراني، لكن المفاوضات الشاملة لن تبدأ في هذا الربع.

(إسرائيل) تؤجج الصراع

على الرغم من الاضطرابات السياسية الداخلية، ستواصل (إسرائيل) ضرب الأهداف والحلفاء الإيرانيين في جميع أنحاء المنطقة، خاصة في سوريا والعراق ولبنان، وستعرض الهجمات (إسرائيل) لخطر الانتقام من قبل قوات الوكيلة لإيران، كما أنها ستتسبب في زعزعة استقرار لبنان والعراق، الدولتين الهشتين بالفعل، وتمكين الفصائل العراقية التي تريد أن تغادر الولايات المتحدة البلاد.

وستضع (إسرائيل) في حساباتها أن واشنطن ستدعم حملتها، لكن قد ينخفض هذا ​​الدعم إذا هددت أنشطتها بسحب الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، ومع ظهور حكومة إسرائيلية جديدة، سيظل احتواء إيران هو القضية السياسية الأهم في البلاد، على الرغم من أن مقاربتها للتهديدات الأمنية في المسارح الفرعية، اللبنانية أو السورية أو العراقية أو اليمنية، أو في غزة والضفة الغربية الأكثر إلحاحا، يمكن أن تتغير.

تزايد قوة الجنوبيين في اليمن

وفي اليمن، ستنتشر التصدعات داخل التحالف الذي تقوده السعودية، الذي يقود الهجوم المناهض للحوثيين، حيث يقلل الانسحاب الإماراتي الجزئي من الخطوط الأمامية من قدرة التحالف على التركيز على التهديد الذي تشكله الحركة المتمردة.

وفي هذه الأثناء، سيتحرك المجلس الجنوبي الانتقالي، المشارك في التحالف اسميا، ضد الإدارة التي تدعمها الأمم المتحدة للرئيس "عبدربه منصور هادي"، مطالبا بمزيد من الحكم الذاتي والضمانات السياسية، في سعيه لتحقيق هدف المجلس القديم المتمثل في استعادة استقلال "جنوب اليمن".

وسوف يساعد تخفيف الضغط على الحوثيين في منحهم مهلة لمواصلة مهاجمة الأهداف السعودية الاستراتيجية، في حين أن المزيد من الاقتتال الداخلي مع التحالف سيعطي الجهاديين في الجنوب فرصة أكبر للازدهار. وعلى الرغم من الاختلاف الإماراتي السعودي في اليمن، من غير المرجح أن تؤثر هذا الخلاف على تحالفهما في المسارح الأخرى.

تركيا تبحث عن التوازن في سوريا

سيتحدى النظام السوري وروسيا الخطط التركية في شمال غرب سوريا، وسوف تواجه رغبات أنقرة في شمال شرق سوريا معارضة أمريكية، وفي الشمال الغربي، ستسعى تركيا إلى اتخاذ تدابير لحفظ ماء الوجه، لأن تأثيرها يتناقص باطراد في إدلب، بينما يهدد الهجوم السوري المتقطع، الذي تدعمه روسيا وإيران، بأزمة دبلوماسية كبرى بين تركيا وروسيا.

وفي شمال شرق سوريا، ستضغط تركيا على الولايات المتحدة لإنشاء منطقة عازلة أكبر ضد "القوات الديمقراطية السورية" المتحالفة مع الولايات المتحدة، لكنها لن تخاطر بأزمة ثانية مع الولايات المتحدة، وسوف تواصل أنقرة تأجيج المشاعر القومية المحلية، حيث يهدد الاقتصاد الراكد حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ويؤثر على تصرفاته في سوريا.

وسوف تساهم معنويات المستهلكين البطيئة، والليرة الضعيفة، والاقتصاد المعرض للصدمات الخارجية، بما في ذلك التهديد الدائم بالعقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في تسريع انقسام جديد داخل حزب العدالة والتنمية. وفي محاولة للاحتفاظ بالسلطة والحفاظ على تماسك الحزب، سيستفيد حزب "العدالة والتنمية" من ميزاته المؤسسية، بما في ذلك السيطرة على البنك المركزي والبرلمان والقضاء، لدرء المزيد من الانشقاقات التي قد تخرج حزب منافس ناشئ خلال هذا الربع.

السعودية تعاني

ومثل دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى التي تكافح وسط أسعار النفط الباهتة، ستسعى المملكة العربية السعودية لضبط ميزانية عام 2020 بمن أجل تصحيح عجز موازنتها بعد عام صعب. كما ستكثف المملكة الاستعدادات للاكتتاب العام الأولي المحدود لشركة النفط العربية السعودية "أرامكو"، عملاق الطاقة المدعوم من الدولة، لتوليد رأس المال اللازم لتنويع اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.

لكن مخاوف المستثمرين بشأن أمن الشركة في أعقاب هجمات 14 سبتمبر/أيلول الهائلة في "بقيق" و"خريص" ستؤخر هذه الجهود، وبالنظر إلى العوائق السياسية أمام الإدراج الدولي، وعلى رأسها متطلبات الشفافية بشأن القضايا الحساسة مثل "مالية أرامكو" واحتياطيات الطاقة في المملكة، ستقوم الرياض باستعدادات لإدراج 1% من أسهم شركة الطاقة العملاقة في سوق "تداول" المحلي الخاص بها بحلول نهاية العام، وفي حين أنه سيتم مناقشة الإدراج مع البنوك، لكن الاكتتاب الدولي سيتأخر عن هذا الربع.

المصدر | ستراتفور- ترجمة الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أرامكو تطلب قرض تمويل لمشاريع بأكثر من مليار دولار

مصادر: أرامكو تستعيد مستوى إنتاجها النفطي بسرعة غير متوقعة

لوب لوغ: حرب أهلية مدمرة تتسلل إلى جنوب اليمن

أوراسيا ريفيو: هجمات أرامكو أبرزت ضعف السعودية اقتصاديا وعسكريا