هدد القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية "جوزيف ماغواير" بالاستقالة إذا لم يتحدث بحرية أمام الكونغرس الذي استدعاه بشأن المكالمة الهاتفية المثيرة للجدل بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي".

وأبدى "ماغواير"، الأربعاء، تخوفه من ضغط البيت الأبيض عليه كي يرفض الإجابة على أسئلة الكونغرس"، وفقا لما نقلته صحيفة و"اشنطن بوست".

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن "القائم بأعمال مدير الاستخبارات أبلغ البيت الأبيض أنه غير مستعد لإخفاء معلومات عن الكونغرس خلال شهادته غدا".

ولم يتضح ما إذا كان تهديد "ماغواير" قد أجبر البيت الأبيض على الرضوخ والسماح له بالإدلاء بشهادته دون أية قيود، لكن مسؤولين قالوا إنه انتهز الفرصة للقاء المشرعين للدفاع عن تصرفاته ونزاهته.

وفي بيانه الوحيد بشأن المسألة، والذي أصدره مساء الثلاثاء، كتب "ماغواير": "أنا ملتزم بحماية المبلغين عن المخالفات والتأكد من التعامل مع كل شكوى بالشكل المناسب"، مضيفا: "إنني أتطلع إلى مواصلة العمل مع الإدارة والكونغرس لإيجاد حل بشأن هذه المسألة الهامة".

فيما صرح "ترامب" بأن كل الملاحقات التي يتعرض لها منذ قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية "بلا منطق وخدعة إعلامية".

يأتي ذلك بعدما أطلق الديمقراطيون، الثلاثاء، في واشنطن الخطوة الأولى في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي بشبهة أنه طلب من نظيره الأوكراني التحقيق حول شبهات فساد لأعمال عائلة "جو بايدن" المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، في خطوة نادرة أحدثت زلزالا في واشنطن.

وأعلنت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية "نانسي بيلوسي" فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، قائلة: "إن ترامب نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشح بايدن".

وقالت "بيلوسي" في مؤتمر صحفي بواشنطن: "إن تصرّفات رئاسة ترامب كشفت عن الحقائق المشينة لخيانة الرئيس لقسمه وخيانته لأمننا القومي وخيانته لنزاهة انتخاباتنا (..) لذلك أعلن أنّ مجلس النواب يفتح تحقيقاً رسمياً لعزل الرئيس".

وأظهر مضمون المكالمة بين  "ترامب" و"زيلينسكي"، والتي نشر البيت الأبيض ملخصا لها، الأربعاء، أن الأول طلب فعلا من الثاني التحقيق في شأن أعمال أسرة خصمه المحتمل بانتخابات الرئاسة المقبلة "جو بايدن" في العاصمة أوكرانية (كييف).

ولم يظهر في المحادثة، التي جرت في 25 يوليو/تموز الماضي، تهديد "ترامب" للرئيس الأوكراني بإيقاف الدعم الأمريكي، في حال رفض إجراء التحقيق، ولكن تضمنت المكالمة تلميحه إلى ضعف الدعم الأوروبي لكييف.

ورد الرئيس الأوكراني على طلبات "ترامب"، بأنه سينظر في الأمر ويدرس إمكانية فتح التحقيق مجددا.

وإزاء ذلك، وجه مسؤول بالاستخبارات الأمريكية بلاغا عاجلا إلى جهاز الرقابة الحكومي.