صديق لخاشقجي: نعمل على شراء مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول

الاثنين 30 سبتمبر 2019 12:11 م

قال رئيس جمعية "بيت الإعلاميين العرب" في تركيا "طوران قشلاقجي" إن الجمعية تعمل على شراء مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، الذي قتل فيه الصحفي "جمال خاشقجي" (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018)، من أجل تحويله لمتحف.

وأضاف "قشلاقجي"، الذي كان من أقرب أصدقاء "خاشقجي"، أنه تعرف على الصحفي المغدور في ندوة جرى تنظيمها في إحدى دول الخليج، مشيرا إلى أن صداقتهما استمرت حوالي 15 عاما، وفقا لما أوردته الأناضول.

وأوضح أن "خاشقجي" جمعه مع العديد من المفكرين والمثقفين في الشرق الأوسط، قائلا: "لقد شاركنا معا في الكثير من الندوات الدولية. لقد ساهمت في دعم المؤسسات التي كان يعمل بها. كما ساهم في دعم المؤسسات الإعلامية التي عملت بها".

وأضاف: "كان يقوم بزيارتي كلما قدم إلى تركيا. وبدوري كنت أقوم بزيارته كلما ذهبت إلى السعودية. لقد كان أحد الصحفيين المحبوبين الذين يمتلكون معلومات شاملة حول الشرق الأوسط. إنه كان يعرف المنطقة بشكل جيّد".

ولفت "قشلاقجي" إلى أنه ذهب شخصيا مع صديقه المقرب (خاشقجي) ليطلب يد خطيبته "خديجة جنكيز" من والدها، قائلا: "طلب مني جمال مرافقته لطلب يد خديجة من والدها لأنه ليس لديه أقارب في تركيا. ذهبنا معا وتحدثت هناك باسم جمال. كانا ينتظران انتهاء الإجراءات الرسمية من أجل الزواج. لو أن الأمور الرسمية قد انتهت، لكانا سيتزوجان في غضون أسبوع أو أسبوعين".

وتابع أن "خديجة جنكيز" اتصلت به في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 وأخبرته أن خطيبها وصل من لندن، وأنها رافقته إلى القنصلية عند الظهر، وتنتظره منذ ساعات في الخارج دون أن تحصل على أي معلومات حول مصيره، طالبة إبلاغ المسؤولين في أنقرة بذلك.

وذكر "قشلاقجي" أنه لم يكن يعلم أن "خاشقجي" قد جاء من لندن في ذلك اليوم، وأنه سارع بإبلاغ السلطات المعنية، والتي بدأت بأعمال المتابعة.

وأشار إلى أن مخاوف كثيرة راودته بشأن مصير "خاشقجي"، قائلا: "كان لدينا مخاوف. لأنني أعرف أنظمة الشرق الأوسط جيدا. في هذه النظم، إذا ذهب رجل إلى مكان ولم يغادره في غضون 5-6 ساعات، فهذا يعني أنه قُتل أو تم التحفظ عليه للحصول على فدية. وبما أن الدول لا تتحفظ على الأشخاص للحصول على فدية فقد قلت لنفسي ربما يتم العثور عليه، وربما يخرج من القنصلية. كنت أعتقد أن ليس بإمكانهم ارتكاب هذا الفعل في تركيا".

وأضاف "قشلاقجي" أن جميع المعطيات التي بدأت تصله بعد أسبوعين من الحادث كانت تشير إلى مقتل "جمال خاشقجي" في القنصلية وأن جثته تعرضت للتقطيع.

وتابع: "رغم تعمد السعودية نشر أخبار كاذبة، إلا أن الضمير العالمي لم يلتزم الصمت. الناس من جميع أنحاء العالم بدأوا بالاتصال، من اليابان إلى الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، وصاروا يتساءلون حول كيفية وقوع مثل هذه الجريمة، وكيف يمكن لدولة أن تفعل ذلك؟ حتى عندما أكون خارج البلاد، كان بعض من يعرفونني هناك يستوقفونني ويسألونني عن ملابسات الحادث".

وانتقد "قشلاقجي" موقف الدول الأوروبية في جريمة اغتيال الصحفي السعودي، قائلا: "كان هناك بعض التصريحات من الدول الغربية، لكنها كانت كلها منافقة وتسعى لاستدرار المال السعودي. الولايات المتحدة كانت في مقدمة هذه الدول. فيما لم يقدم المسؤولون عن الجريمة لمحاكمة نزيهة حتى الآن".

ولفت صديق "خاشقجي" إلى أن تركيا فعلت كل ما تستطيع القيام به لإماطة اللثام عن الجريمة، وكشفت تفاصيلها للعالم أجمع "بطريقة محترفة جدًا".

وتابع: "كان أداء تركيا جيدا جدا وناجحا على الصعيد الدبلوماسي، وعلى صعيد مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية، فقد قام المكتب، برئاسة (فخر الدين ألتون)، بعمليات ناجحة جدا من حيث التنظيم وتدويل القضية".

ونوه "قشلاقجي" إلى أن وسائل الإعلام العالمية لا تزال تولي اهتماما وثيقا بالقضية، وأن صحفيين من نحو 40 بلدا وصلوا إلى تركيا في ظل اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال "خاشقجي".

وحول تقييمه للقضية المتعلقة بقتلة "خاشقجي" في السعودية، قال: "نحن نعرف أنه لم يتم عقد محاكمة حقيقية ضد قتلة (خاشقجي) ولا نعتقد أن المحكمة ستنصف الصحفي المغدور".

وأضاف: "هذه المحكمة ما هي إلا لذر الرماد في العيون وإبعاد التهم عن القتلة والتملص من المسؤولية. ما يجب القيام به هنا هو اتخاذ المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى خطوات فعالة في هذا الصدد. نحن نتوقع من المؤسسات الدولية المعنية التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة".

ووصف "قشلاقجي" تقرير المقرّرة الأمميّة الخاصّة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء "أغنيس كالامارد" حول مقتل "خاشقجي" بـ "الإيجابي"، لكنه استدرك: "لسوء الحظ، الأمم المتحدة تحولت إلى مؤسسة غير فعالة. جميع أنشطتها باتت عبارة عن إعداد تقارير. آمل أن تقوم الأمم المتحدة بما ينبغي في ضوء هذه التقارير".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي جمعية بيت الإعلاميين العرب

بي بي سي البريطانية تعد ملفا خاصا عن مقتل خاشقجي

خديجة جنكيز: البحث عن العدالة لخاشقجي مستمر

قناة تركية تنشر صور أدلة دماء خاشقجي داخل القنصلية السعودية

قبول دعوى رفعها صديق لخاشقجي ضد NSO الإسرائيلية