استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لهذه الأسباب تنتكس الثورة المضادة

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 10:20 م

لهذه الأسباب تنتكس الثورة المضادة

القوى الإقليمية الداعمة للثورات المضادة والمعادية لحركة الشعوب تتكبد الخسائر.

الشعوب تستأنف حركة التغيير وصناعة مستقبل جديد بعيدا عن الاستبداد والقهر والتسلط والسلطوية.

المنطقة العربية تستأنف اليوم موجة التغيير والتحرر، لأن شعوبها تستحق أن تعيش في ظل حكومات ديمقراطية حرة ومنتخبة.

*     *     *

أصبح واضحاً أن الثورات المضادة في عالمنا العربي بدأ نجمها يأفل وبدأت تتراجع وتمنى بهزائم ونكسات واحدة تلو الأخرى، وما تظاهرات مصر الأخيرة إلا واحدة من تجليات هذا التراجع، فضلاً عن أن القوى الإقليمية الداعمة لهذه لثورات المضادة والمعادية لحركة الشعوب، باتت تتكبد الخسائر أكثر من أي وقت مضى.

ثمة العديد من الأسباب التي تدفع اليوم للاعتقاد بأن الثورات المضادة بدأت تتراجع وتنهار، وأن لا مستقبل لها في العالم العربي، وأن الشعوب ستستأنف حركة التغيير وتستمر في صناعة مستقبل جديد، بعيد عن الاستبداد والقهر والتسلط والسلطوية.

فالإنسان العربي يستحق أفضل بكثير مما هو فيه الآن، وهو ليس أقل شأنا ممن يعيشون في ظل حكومات ديمقراطية حرة.

السبب الرئيس والأهم وراء الاعتقاد ببدء تراجع الثورة المضادة هو أن شريحة واسعة من المواطنين العرب كانوا يعتقدون أن ثورات التحرر وموجة الربيع العربي التي بدأت مطلع العقد الحالي (2011) إنما كانت تشكل تهديداً لمصالحهم وحياتهم واستقرارهم وأمنهم.

وهؤلاء تبدلت قناعات الكثيرين منهم، إن لم يكن أغلبهم، بعد تجربة السنوات العجاف الماضية، التي أدت إلى تدهور أكبر في كل أحوالهم وشؤونهم وأوضاعهم.

في مصر مثلاً، وهي الدولة العربية الأكبر والأهم في المنطقة، تنطلق موجة الاحتجاج الجديدة، بمعزل كامل عن القوى التقليدية التي تتمثل في جماعة الإخوان المسلمين أو القوى والأحزاب السياسية.

ويبدو الحراك شعبياً خالصاً لا تشوبه أي «شائبة نخبوية» على الإطلاق، وواقع الحال أنه احتجاج الغلابة الذين يتهاوون تحت خط الفقر والقمع والاستبداد.

في صيف عام 2013 كان الدولار الأمريكي يعادل 7 جنيهات مصرية فقط، أما اليوم فهو يتجاوز 16 جنيهاً، ما يعني باختصار أن المصريين فقدوا نحو 70% من قيمة مدخراتهم أو قوتها الشرائية، ومن ليس لديه مال يدخره فقد هوى راتبه أو دخله المالي المنتظم بالنسبة نفسها.

ومن ليس ضمن هؤلاء ولا هؤلاء فها هو يكتوي الآن بنار ارتفاع الأسعار الذي تسبب به هذا الانهيار في سعر الصرف. ثمة سبب آخر مهم يدفع للاعتقاد أن الثورة المضادة تتراجع.

ذلك أن القوى والدول التي ترعى وتهندس وتبرمج هذه الثورة، تمنى بالانتكاسات واحدة تلو الأخرى منذ سنوات، وهو ما تسبب بضعف في تمويل حلفائها، فالمليارات التي كان يتم إغداقها خلال الفترة من عام 2011 وحتى 2014 أو 2015 لم تعد متوفرة الآن.

بل إن الظروف السياسية الدولية تتغير، حيث لا يبدو أن الولايات المتحدة بإدارة ترامب يمكن أن تقدم الكثير من الدعم لهذه الأنظمة الرجعية العربية.

وأمام هذه المعطيات فإن عام 2019 يقترب من نهايته والمشهد يبدو أكثر وضوحاً، فقد سجلت الثورة المضادة وحلفاؤها خلال العام الحالي فشلاً ذريعاً في كل من اليمن وليبيا.

وبدأ المصريون لأول مرة منذ سنوات يتململون نحو العودة الى الشارع لتكون المليارات، التي كان يُراد لها أن تشتري سكوت الشعب قد ذهبت أدراج الرياح.. وإلى جانب هذا وذاك، انهار نظامان عربيان بإرادة شعبية خالصة، في حالة استئناف مؤكدة لمسيرة التغيير التي يشهدها العالم العربي.

خلاصة القول إن الثورة المضادة في العالم العربي تبدو في أسوأ أحوالها، والأنظمة التي دعمتها تبدو هي الأخرى في أسوأ حال، وهي تسجل فشلاً تلو آخر بعد أن أنفقت مليارات الدولارات على الحروب والسلاح وتمويل الحلفاء.

والأمر المؤكد أن المنطقة العربية تستأنف اليوم موجة التغيير والتحرر، لأن شعوبها تستحق أن تعيش في ظل حكومات ديمقراطية حرة ومنتخبة. وهذا هو المآل الطبيعي للأمور.

* محمد عايش كاتب فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإندبندنت: ثورة قادمة في مصر