كاتب أمريكي يكشف تفاصيل آخر رسالة تلقاها من خاشقجي قبل اغتياله

الخميس 3 أكتوبر 2019 12:48 م

نشر الكاتب والمحلل الأمريكي "حسن حسن" سلسلة من التغريدات تناولت آخر رسالة بعثها له الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي" قبل اغتياله على يد فرقة قتل سعودية داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

جاء ذلك بمناسبة الذكري السنوية الأولى على واقعة القتل التي روعت العالم برمته، وخلص تقرير للاستخبارات الأمريكية أن ولي العهد "محمد بن سلمان" هو من أصدر القرار بقتل "خاشقجي".

وحكى "حسن" حيثيات رسالة "خاشقجي" التي قال إنه يعمل بما جاء فيها حاليا، كما روى أيضا تفاصيل المعوقات التي تعرض لها بسبب إصراره على الكتابة بحرية ورفضه حصره أو إجباره على الكتابة بطريقة أو في شأن محدد.

وأكد الكاتب تعرضه لمضايقات من الجانب الإماراتي وصلت لحد ممارسة النفوذ على أماكن عمله للتضييق عليه بزعم أنه يكتب لحساب قطر، ووصلت إلى أنه ترك فرصة أكاديمية بسبب تدخلات غير مبررة، من مديريه الذين رضخوا للضغوط الإماراتية.   

وقال "حسن" الذي ينحدر من أصول سورية: "هذه واحدة من آخر الرسائل التي بعثها لي جمال خاشقجي قبل قتله، في ذكرى اغتياله، أريد أن أكشف عن بعض الأمور المتعلقة بالمحادثة التي دارت بيني وبينه ووفاته".

وأضاف أن هذه التغريدات المجمعة والمرتبة (ثريد) تشمل صحيفة إماراتية وجامعة أمريكية، وأشياء أخرى كثيرة، مضمنا رسالة "خاشقجي" التي جاء فيها:

 "قد يكون من المفترض أن نبدأ منبرنا الإعلامي الخاص، ولكن كيف يمكن أن نقوم بذلك بشكل مستقل؟ بدون أموال قطرية أو إماراتية".

 

وأشار "حسن": "هذه هي المرة الأولى التي أحكي فيها قصتي في واشنطن  DC، والأمور المتعلقة بالرقابة، وكذلك عن كيف يتم استهداف ناشطي الخليج، ومحاولة إسكات الناس ممن هم على شاكلتي".

وأضاف: في التغريدة المذكورة أعلاه، كان "جمال" يشير إلى صحيفة "ناشيونال" الإماراتية التي أوقفت عمودي الأسبوعي الذي كنت أكتبه لمدة 7 سنوات.

للأسف، أوقفت صحيفتي الإماراتية السابقة نشر العمود بسبب مقال كتبته في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

 

في ذلك اليوم، نشرت مقالتي في "فورين بوليسي"، وكان من المفترض أن أرسل نسخة من عمودي الأسبوعي، لكن طلب مني الانتظار حتى تهدأ العاصفة.

 

 

قيل لي أيضا، إن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش"، أجرى مقابلة مع الصحيفة لشرح وجهة نظر الإمارات حول الأزمة مع قطر، وأنه يجب علي الاطلاع عليها عندما تنشر، وظهرت مقابلة "قرقاش" الحصرية مع الصحيفة بعد يومين.

 

وبعد ذلك بأسبوع، أخبرني رؤساء التحرير أسفهم لأنه لم يعد بإمكاني الكتابة لديهم، وقالوا إن هذه خارج أيديهم، وإن القرار جاء من أعلى، بصرف النظر عن العنوان الاستفزازي الذي لم أكتبه، فإن المقال كان تحليلا موضوعيا أثار استياء كلا الجانبين من الصراع في الخليج.

ويتابع "حسن": فيما بعد عرض علي مسؤول كبير في الإمارات شرح "سوء التفاهم" للصحيفة، لكني رفضت بأدب العرض، كنت أرغب بالفعل في الرحيل، لأسباب أخرى، والكتابة بحرية. كل ما أردت هو أن أكتب بحرية، على الرغم من تكاليف الضخمة للفرصة الضائعة.

 

 

وسريعا للأمام، فبحلول هذا الوقت من العام الماضي، بدأت بالكتابة لـمجلة The Atlantic، كما انضممت للتو إلى برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن.

عندما بدأت تظهر الأخبار عن وفاة "خاشقجي" طلب من الكتابة عنه.

وعندها بدأت المشاكل تظهر في برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن

 

كنت أقوم بصياغة المقال عندما تحدث إلي الشخص الذي أوصلني بالبرنامج، ونصحني أن أتواصل مع مدير البرنامج "لورنزو فيدينو"، قائلا إنه ربما لا يكون سعيدا بذلك، وبعثت برسالة لـ"لورنزو" عن ذلك، وأوضح بدوره أنه لا ينبغي أن أكتبها، كان خارج المكتب، في نيويورك في ذلك الوقت.

أيضا، أثار صديق مشترك مسألة المخاطر التي تهدد أفراد الأسرة الذين يعيشون في الإمارات والسعودية في ذلك الوقت.

طلب مني الانتظار حتى تؤكد الرياض الخبر (القتل)، كانت الحكومة تنكر في ذلك الوقت،

نقلت بعضا من تلك التفاصيل لرئيس التحرير وطلبت إرجاء نشر المقال عن "خاشقجي".

 

 

في وقت لاحق، عندما أكدت المملكة الخبر (قتل "خاشقجي")، مضيت قدما، وكتبت مقالا لـ"The Atlantic" وتكثفت بسرعة الضغوط لتدقيق مقالتي، وحذفها، في لحظة ما، كان النائب التحريري يمزح: "حسنا أن متأكد من أنك بدأت تندم على الالتزام بالكتابة TheAtlantic".

 

وذكر "حسن" أنه كان يكتب في بيئة أكاديمية، وأنه كان يكتب عن انتهاكات حقوق الإنسان والاستبداد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويوقع باسمه.

 

في اليوم الأول في المكتب، أخبرني المدير أنه تلقى مكالمة غاضبة من شخصية خليجية كبيرة حول تعييني، قال الشخص أنني انتقلت من طرف لآخر مؤخرا، وأكتب نقدا للسعوديين والإماراتيين. رفض المدير ـن يخبرني بتفاصيل من يكون هذا الشخص.

 

وفي وقت لاحق، رأيت قصصا على هذا "وثائق مسربة تكشف أن الإمارات تعمل على هزيمة الأصوات ذات النزعة الإسلامية المتطرفة في الغرب".

 

 

في هذا الوقت من العام، اعتقدت أني كنت أنعم بالحرية: "كنت أعمل في مؤسسة أكاديمية أمريكية، وأكتب لمجلة أمريكية".

لكن ليس بهذه السرعة..

وصلت الأمور إلى حدها الأقصى، بعد أن نشرت هذا المقال حول قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لمحور استبدادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. مرة أخرى، كان تحليلا مباشرا ينتقد جميع الأطراف.

 

استيقظت في الصباح لأطالع رسالة بريد إلكتروني عاجلة من مدير البرنامج إلى The Atlantic تطالبهم بحذف التنويه للبرنامج على وجه السرعة من المقال "الشائك".

ورد رئيس التحرير قائلا إن الأمور لا تعمل بهذه الطريقة، وأنه على "حسن" أن يرسل هو هذا الطلب.


 

 

في هذه المرحلة، كنت أعرف أن هذا لن يحدث، كان "لورينزو" في الخارج، تبادلنا رسائل البريد الإلكتروني، طلبت منه أن يشرح لي مصدر الذعر، ولم يكن لدي فكرة عما إذا كانت هناك أي علاقة بالإمارات.

 

حتى بعد إزالة اسم مركزه من السيرة الذاتية، كان لا يزال يرغب في القيام ببعض التمحيص لمقال TheAtlantic.. ومباشرة أرسلت له بريدا إلكترونيا أنني اعتزم أن أستقيل.

 

لم ينتهي الأمر حينها، بدأ الدبلوماسيون الخليجيون وعملاؤهم وموظفوهم في العاصمة واشنطن بنشر الشائعات أنني أعمل لحساب القطريين، وكانوا يضايقون أي جهة عملت معها أو كتبت لها.

لم يكن لدى بعض من عملت معهم أي خيارات سوى الرضوخ للضغوط.

 

كانت لعبة الإمارات التقليدية هي محاولة حصر عملي في التطرف بدلا من الجغرافيا السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد طلب مني القيام بذلك.

ويؤكد الكاتب الأمريكي "حسن حسن" أنه فقد الكثير من خلال الإصرار على التعبير عن رأيه بصراحة "كنت أعلم أن ذلك سيكلفني وظيفتي وإزعاج طويل الأمد، ومنصات قوية، ولكني عنيد، وهذا شيء جيد في بعض الأحيان".

 

"كنت أعلم أيضا أنني كنت أواجه عملاء على اتصال جيد ولديهم اتصالات واسعة في العاصمة، وأن شائعاتهم سوف تذهب بعيدا.. كنت وافدا جديدا على العاصمة، وصلت إلى هنا في عام 2016، هؤلاء دفعوا الملايين لتعزيز اتصالاتهم من أجل تضخيم رسالتهم".

 

عندما تضايق جماعة ضغط تعمل لحساب السعودية أو الإمارات أو قطر، أشخاصا، يجب أن يدرك هؤلاء الأشخاص الطيبون ما يحدث ويتخذون إجراءات ضده لا أن يشجعوه.

بالتأكيد، لا تثق في كلامهم، وأدر ظهرك لتلك الانتقادات، هذا مشين، خاصة من رؤساء التحرير والمحللين.

 

 

وينهي الكاتب والمحلل الأمريكي من أصول سورية "حسن حسن" كلامه بالعودة إلأى رسالة "خاشقجي" له قبل وفاته، مؤكدا: "وأنا عمل عليها".

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جثمان جمال خاشقجي مقتل جمال خاشقجي اغتيال جمال خاشقجي اختطاف جمال خاشقجي مضايقات ولي العهد الإمارات أنور قرقاش

رايتس ووتش: في ذكرى خاشقجي.. الحرية للمعتقلين السعوديين

إطلاق أكاديمية جمال خاشقجي للحقوق والحريات

مؤسس أمازون يحضر مراسم ذكرى اغتيال خاشقجي بإسطنبول

رئيس استخبارات النواب الأمريكي: عازمون على تحقيق العدالة لخاشقجي

مدير استخبارات إسطنبول السابق يتهم القيادة السعودية بقتل خاشقجي