تسببت أزمة مالية تعاني منها شركة "بريزنتيشن" المالكة للحقوق الإعلامية للدوري المصري، في عودة أزمة بث المباريات من جديد.

وقال رئيس اللجنة المكلفة لإدارة الاتحاد المصري لكرة القدم "عمرو الجنايني"، إن شركة "بريزنتيشن تعاني الآن من أزمة مادية طاحنة، وتعمل على توفير أجزاء من المستحقات الخاصة لكل الأندية".

وأعرب عن أمله حدوث انفراجة قريبة، ليحصل كل نادٍ على حقوقه المالية، حسب "الجزيرة نت".

وأوضح أنه "سيتم عقد اجتماع عاجل بين الشركة الراعية والأندية المتضررة لجدولة تلك الديون وحل الأزمة بشكل نهائي".

وكانت أزمة البث التليفزيوني لمباريات الدوري المصري الممتاز، عادت بعدما أعلن مجلس إدارة نادي مصر المقاصة، عدم إذاعة مباراته أمام الزمالك، الخميس، ضمن الجولة الثانية للمسابقة.

وأرجع مدير الكرة في المقاصة "وليد هويدي"، سبب ذلك، بالقول، إن ناديه له مستحقات متأخرة كبيرة لدى الشركة الراعية من الموسم الماضي، ولم يحصل على أي جزء من مستحقات الموسم الجديد.

كما هددت إدارة نادي أسوان الشركة الراعية لمباريات الفريق في الدوري المحلي بعدم إذاعة المباراة، التي يخوضها أمام الأهلي والمقررة في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وكان نادي أسوان قد منع بث مباراته في الجولة الأولى من الدوري أمام مصر المقاصة، بسبب عدم حصوله على مستحقاته من الشركة الراعية.

وأرجع مصدر مسؤول داخل شركة "بريزنتيشن"، سبب الأزمة المالية الطاحنة التي تعاني منها الشركة، إلى عقد الرعاية الضخم الذي تم توقيعه العام الماضي، مع النادي الأهلي نكاية في المستشار بالديوان الملكي السعودي "تركي آل الشيخ".

والعقد الضخم الذي منحته شركة "بريزنتيشن" للأهلي، أنعش خزينة النادي، لكنه تسبب في عدم تسديد مستحقات الأندية الأخرى.

وتأسست "بريزنتيشن"، عام 2014، كشركة مساهمة تضم مجموعة من رجال أعمال.

ولاحقا، تم دمجها ضمن تكتل إعلامي كبير يضم مجموعة قنوات فضائية وصحف تابع لشركة "إعلام المصريين"، التابعة بدورها لجهاز سيادي في الدولة.

حيث استحوذت عليها جهات سيادية تتبع المخابرات بعد عامين من تأسيسها، وقررت تعيين "محمد كامل" رئيسا للشركة، مع وضع إمكانيات مالية هائلة تحت تصرفه لجلب عقود رعاية لكل الأندية والاتحادات الرياضية لتكون تحت تصرفه.

وتابع المصدر: "كانت الأمور تسير بشكل جيد ولكن مع اشتعال الأزمة بين رئيس هيئة الرياضة السعودي السابق تركي آل الشيخ، والنادي الأهلي، تم تكليف الشركة من جانب الأجهزة السيادية بتوقيع عقد رعاية يضاهي ما كان يدفعه آل الشيخ للقلعة الحمراء".

واستطاع مجلس إدارة الأهلي أن يحصل على 520 مليون جنيه (31.8 مليون دولار) قيمة عقد رعاية النادي، و400 مليون جنيه (24.4 مليون دولار) قيمة حقوق بث المباريات، ليجمع إجمالي 900 مليون جنيه (55 مليون دولار) في السنوات الأربع المقبلة.

واقترب عقد رعاية "بريزنتيشن" للأهلي من مليار جنيه (61 مليون دولار).

ولفت إلى أن عوائد البث التليفزيوني والإعلانات لا تغطي تلك المصاريف، ما جعل الشركة تسجل خسائر مادية كبيرة.

يشار إلى أن أزمات البث، تكررت كثيرا في المواسم الماضية لكل أندية الدوري، حيث أصدر مجلس إدارة الأهلي في الموسم الماضي قرارا بمنع شركة "برزينتيشن" من دخول مباريات الفريق وتغطية أنشطة النادي، بسبب تأخرها في سداد المستحقات الخاصة بالرعاية ومخالفة المواعيد التي كان قد تم الاتفاق عليها في بداية توقيع العقد.

كما هدد رئيس نادي الزمالك "مرتضى منصور"، في الموسم الماضي بعدم إذاعة مباراة فريقه أمام الأهلي، مؤكدا أنه لن يسمح بدخول كاميرات البث إلى ملعب المباراة، ما لم يحصل الزمالك على مستحقاته.