رويترز: السعودية تدرس وقف إطلاق النار في اليمن

الجمعة 4 أكتوبر 2019 10:38 م

تدرس السعودية، بجدية، الاقتراح الذي أعلنته جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، لوقف إطلاق النار، حسب مصادر متنوعة مطلعة على مجريات الحرب في اليمن.

وتراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، الضربات الجوية السعودية على مناطق الحوثيين، ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل لحل قريب، وفق مصدرين تحدثا إلى "رويترز"، الجمعة.

وقال مسؤول إقليمي مطلع، إن السعوديين يدرسون عرض الحوثيين الذي يستخدمه دبلوماسيون غربيون، لإقناع الرياض بتغيير المسار، في محاولة لوقف تصعيد الصراع المحتدم منذ سنوات.

وأردف المصدر: "يبدو أنهم منفتحون عليه (مقترح وقف إطلاق النار)".

كما قال مصدر عسكري كبير في اليمن، مقرب من الحوثيين، إن "السعودية فتحت اتصالا" مع رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين؛ "مهدي المشاط"، عبر طرف ثالث (لم يكشف عنه)، لكن "لم يتم التوصل لاتفاق بعد".

وقال مصدران دبلوماسيان والمصدر العسكري المطلع، إن وقف إطلاق النار الجزئي في مناطق محددة، مطروح على الطاولة.

وعرض الحوثيون، المدعومون من إيران، قبل أسبوعين، التوقف عن شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية، إذا فعل التحالف الذي تقوده المملكة، الشيء نفسه، كخطوة نحو ما وصفه زعيم الحوثيين بـ"المصالحة الوطنية الشاملة".

ولم تقبل السعودية عرض الحوثيين أو ترفضه، لكن الرياض رحبت هذا الأسبوع بالخطوة.

ودفعت حرب اليمن المستعرة منذ أربعة أعوام ونصف العام، واحدة من أفقر الدول العربية بالفعل إلى شفا المجاعة، في واقعة تصفها الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

وبذلت الأمم المتحدة جهود وساطة شاقة لإنهاء الحرب المعقدة في اليمن، إذ شكلت الضربات عبر الحدود من الجانبين شكوى أساسية للحوثيين والسعودية التي تتاخم اليمن.

ويضغط حلفاء السعودية الغربيون، بمن فيهم الذين يقدمون أسلحة ومعلومات مخابراتية للتحالف، من أجل إنهاء الحرب التي قتلت عشرات الآلاف.

ومساء الخميس، قال نائب وزير الدفاع السعودي؛ الأمير "خالد بن سلمان"، على "تويتر"، إن المملكة تنظر إلى هدنة الحوثيين بـ"إيجابية"، مكررا تعليقات سابقة هذا الأسبوع لولي العهد، الحاكم الفعلي للمملكة، الأمير "محمد بن سلمان".

وقال "بن سلمان"، في مقابلة مع محطة "سي بي إس" التلفزيونية، إن "اقتراح الحوثيين يمثل خطوة إيجابية نحو حوار سياسي أكثر جدية"، مضيفا أن "السعودية منفتحة على كل المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن".

لكن مسؤولين من الحوثيين، قالوا إن الاتفاق الجزئي غير مقبول.

وقال وزير الإعلام في حكومة الحوثيين، غر المعترف بها دوليا، إن المطلوب هو الوقف الكامل للغارات الجوية في جميع أنحاء اليمن، ووضع حد لحصار الشعب اليمني.

وأضاف دبلوماسي أوروبي: "يريد الأمير محمد بن سلمان الخروج من اليمن لذا علينا أن نجد سبيلا له للخروج مع حفظ ماء الوجه".

ولفت دبلوماسي آخر، إن موافقة السعودية على وقف الغارات الجوية سيعني فعليا نهاية الحرب، لأن السعودية لا تملك قدرات كبيرة على الأرض.

وثمة مؤشرات أيضا على أن المجتمع الدولي يتحد لتشجيع الرياض على الحوار مع الحوثيين.

والأسبوع الماضي، اجتمعت 8 دول بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا) على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، وقالت إن العرض الحوثي "خطوة أولى مهمة باتجاه عدم التصعيد، ينبغي أن يعقبها تحرك إيجابي على الأرض من جانب الحوثيين علاوة على ضبط النفس من التحالف".

يشار إلى أن الحوثيين هددوا بمزيد من الهجمات عبر الحدود، ما لم يتم الإصغاء إلى مبادراتهم من أجل السلام.

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.

وأدى القتال المشتعل باليمن في 30 جبهة، إلى مقتل 70 ألف شخص، منذ بداية العام 2016، حسب تقديرات أممية في 17 يونيو/حزيران 2019.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

لوب لوغ: حرب أهلية مدمرة تتسلل إلى جنوب اليمن

الحوثيون: موقف خالد بن سلمان من مبادرتنا يدعم السلام

الحوثيون يعلنون مقتل وإصابة جنود سودانيين في تعز

إيران ترحب بتغير موقف السعودية إزاء حرب اليمن