أرسلت تركيا عدة تطمينات لسكان المناطق التي من المنتظر أن تستهدفها عمليتها العسكرية المرتقبة في شمال سوريا، من بينها توفير الخدمات الأساسية، والاعتماد على حكومة محلية، حال نجحت في انتزاع تلك المناطق من وحدات حماية الشعب الكردية.

وفي سلسلة تغريدات، نشرها اليوم الإثنين، مدير الإعلام بالرئاسة التركية؛ "فخرالدين ألتون"، قال: "ستحصل المناطق المحررة من حزب العمال الكردستاني على الخدمات التي تقدمها تركيا ، بدلاً من تحمل الاحتلال من قبل ميليشيا إرهابية".

وأضاف: "أثبتت عمليتيّ غصن الزيتون ودرع الفرات أن تركيا تقدم نموذجًا للحكم والأمن لجميع السوريين".

وأكد أن "تركيا كانت صبورة للغاية، ومتعاونة مع الحلفاء لمحاولة مكافحة الإرهاب في سوريا. ومع ذلك، لا يمكن لتركيا الانتظار مدة أطول، إنها حياة الأتراك، والعرب، الأكراد على المحك".

وأكد أن "نية تركيا واضحة: تفكيك الممر الإرهابي على حدودنا، قتال حزب العمال الكردستاني، والذي هو عدو الأكراد كذلك، ومكافحة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ومنع عودة ظهوره".

وتابع: "سوريا بحاجة لحكم محلي، وليس احتلال حزب العمال الكردستاني، وقد اعترفت العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية بأن حزب العمال الكردستاني يقوم  بتطهير عرقي في المناطق التي يسيطر عليها ويزيح أي معارضة، خاصة الديمقراطيين الأكراد".

وشكك "ألتون" فيما يدعيه البعض من أن المسلحين الأكراد شمال شرقي سوريا أكثر مصداقية من تركيا في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، مستشهدا بتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويقول إن المسلحين الأكراد ناقشوا إطلاق سراح 3200 من مقاتلي تنظيم الدولة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب"، سحب قوات بلاده من سوريا.

وتأتي تصريحات المسؤول التركي بالتزامن مع بدء الولايات المتحدة، صباح الإثنين، سحب قواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، ما يفتح الطريق أمام تنفيذ أنقره لتهديدها بشن هجوم ضد المقاتلين الأكراد، لإنشاء "المنطقة الآمنة"، التي كانت تسعى إليها بالتعاون مع واشنطن.

وتهدف تركيا من هذه المنطقة إلى إبعاد المسلحين الأكراد عن حدودها؛ حيث تعتبر "وحدات حماية الشعب" الكردية (ي ب ك) في شمالي سوريا، فرعا لحزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، الذي ينشط في مناطق جنوب وشرق تركيا، وتصنفه أنقرة باعتباره "منظمة إرهابية انفصالية".