هدايا جمال عبد الناصر بالمعابد فرعونية.. ما حقيقتها؟

السبت 12 أكتوبر 2019 01:05 م

حققت وكالة "فرانس برس" في صحة منشور متداول على موقع "فيسبوك"، ويتضمن معلومات عن أن الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر" تنازل عن معابد فرعونية وأهداها في ستينيات القرن الماضي للولايات المتحدة ودول أوروبية.

وعبر خدمة "مدونة تقصي صحة الأخبار"، توصلت الوكالة إلى صحة ما أورده المنشور بشأن قيام مصر بإهداء 4 معابد فرعونية لدول غربية كعربون شكرٍ على مساهمتها ضمن حملة دوليّة لإنقاذ 13 معبدا من الغرق إثر أعمال بناء السد العالي، لكنه قالت إن معلومة بشأن إهداء معبد خامس غير صحيحة.

ووفقا للمنشور المتداول، فإن "عبد الناصر أهدى إسبانيا عام 1968 معبدا فرعونيا كاملا هو معبد ديبود. وكان هذا المعبد في النوبة، قبل أن يتم تفكيكه ونقله وإعادة تركيبه في مدريد!. الغريب في ما فعله عبدالناصر أنه لم يتنازل فقط عن تحفة معمارية وتاريخية تعتبر من الآثار القليلة جدا في العالم التي امتزج فيها التاريخ الفرعوني والنوبي والإغريقي والروماني… جريمة عبدالناصر تجاوزت ذلك".

ويضيف المنشور، الذي نُسب إلى الصحفي المصري "جلال الغندور"، أن "عبدالناصر" فرط في ما لا يملكه هو ولا حتى الشعب في عهده؛ فذلك من ممتلكات المصريين في كل العصور لا يستطيع جيل أن يتنازل عنه.. أحب أعرفك أيضا أن عبد الناصر وزع 4 معابد أخرى كاملة كانت في النوبة على أصحابه؛ فأهدى لهولندا معبد طافا عام 1960، ولأمريكا معبد دندور عام 1963، ولإيطاليا معبد الليسيه عام 1966، أما ألمانيا فكان نصيبها نصف معبد كلابشة عام 1970".

وجرى تداول المنشور على نطاق واسع في يونيو/حزيران 2018، ونال آلاف المشاركات، ولا يزال متداولا حتى إعداد هذا التقرير.

تعود قصّة هذه المعابد إلى خمسينيات القرن العشرين؛ عندما شهدت مصر تحولا كبيرا مع الإطاحة بالملكية ووصول "عبدالناصر" إلى الحكم.

وسرعان ما أطلق النظام الجديد مشروع بناء السدّ العالي لتوليد الكهرباء وتوسيع المناطق الزراعية والحدّ من الفيضانات.

لكنّ المشروع شكل تهديدا للمعالم الأثرية في النوبة؛ إذ إنه كان يقوم على إنشاء بحيرة طبيعية كبيرة. وتخوف الخبراء من أن يؤدي ذلك إلى إغراق الكثير من المعابد والمعالم الأثرية الفرعونية واليونانية والرومانية.

كذلك أدى تشييد السد، الذي دُشّن في العام 1971، إلى تهجير أعداد كبيرة من سكان النوبة من قراهم التي غمرتها المياه.

وأطلقت الحكومة المصرية نداء لإنقاذ الآثار في أبريل/نيسان عام 1959؛ حيث طلبت مساعدة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لإنقاذ آثار ومعابد النوبة القديمة من الغرق بمياه النيل. كما قدمت السودان طلبا منفصلا للغرض نفسه في أكتوبر/تشرين الأول 1959.

ودعت "اليونسكو" لتعاون دولي لمساعدة الحكومتين المصرية والسودانية، وشكلت لجنة للحفاظ على آثار النوبة جمعت التمويل والخبرات الدولية لتفكيك 6 مجموعات من المعالم الأثرية وإعادة تركيبها في مواقع جديدة. 

استغرق هذا المشروع 20 عاما، وأدى في نهاية المطاف إلى نقل عشرات المعالم الأثرية والمجمعات المعمارية بمساعدة 40 بعثة فنية من القارات الخمس.

ومن أشهر المعالم التي تمّ إنقاذها معبد أبو سمبل؛ حيث طُرح المشروع تحديات تقنية هائلة غير مسبوقة في تاريخ المنظمة، حسب "اليونسكو".

ووصفت مجلّة المنظّمة المشروع عام 1980 بأنه "أعظم عملية إنقاذ للآثار على الإطلاق".  

وأهدت مصر 4 معابد إلى الدول التي ساهمت في إنقاذ آثار النوبة وهي:

1- معبد "ديبود" الذي أعيد تركيبه في منتزه "مونتانيا" بمدريد

2- معبد "طافة" الذي أعيد تركيبه في متحف Royal Museum of Antiquities في هولندا

3- معبد دندور الذي أعيد تركيبه في متحف "متروبوليتان" في نيويورك

4- معبد إليسياه Ellesyia نقل إلى متحف Museo Egizio في مدينة تورينو الإيطاليّة

أمّا معبد كلابشة الذي يدّعي المنشور أنّ مصر أهدت نصفه لألمانيا؛ فبقي في أسوان ونقل إلى موقع جديد سميّ "كلابشة الجديدة"، وتولّت بعثة ألمانيّة هذه المهمّة.

المصدر | فرانس برس + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سرقة آثار سرقة الآثار تهريب آثار جمال عبدالناصر

آثار مصر المسروقة في قبضة المزادات العلنية