رحلت السلطات السودانية، الخميس، المواطن المصري المطلوب أمنيا "مدين إبراهيم محمد حسنين" (59 عاما) إلى بلاده، في أول تعاون من نوعه بين القاهرة والنظام السوداني الجديد.
ونقل فريق "نحن نسجل" عن مصادر له، أنه تم التأكد من وجود "حسنين" في مقر تابع لجهاز الأمن الوطني بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، قبل أن يتم نقله لمقر أمني آخر.
والشهر الماضي، كشف الناشط الحقوقي المصري "هيثم غنيم"، أن السلطات السودانية تستعد لترحيل "حسنين" وتسليمه للسلطات في بلاده، بعد اعتقال دام لنحو عام.
وقال: "علمت أن الأستاذ مدين إبراهيم محمد حسنين، سيتم ترحيله من قبل السلطات السودانية وتسليمه للنظام المصري".
وأوضح أنه "تم اعتقاله في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في عهد الرئيس السوداني عمر البشير، وهذا بطلب من النظام المصري".
وتابع: "ظل معتقل منذ ذلك التاريخ بسجون الأمن السودانية، حتى وصلت أنباء مؤكدة بتاريخ الأمس أنه سيتم تسليمه لمصر".
وفي الشهر ذاته، نقلت "روسيا اليوم" عمن وصفتهم بمصادر متطابقة، أن السودان سوف يرحل "حسنين"، واصفة إياه بأنه "قيادي في جماعة أنصار الشريعة".
وأضافت أنه "هارب إلى السودان قبل سنوات، بعد إدانته في قضية بمحافظه الشرقية، تتعلق باغتيال أمناء شرطة، والحكم عليه بخمسة عشر عاما".
و"حسنين"، شيخ سلفي من مواليد 1961 بقرية بساط مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، تخرج من كلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتتلمذ بالسعودية على يد الشيوخ "محمد بن العثيمين" و"حماد الأنصاري" و"محمد أمان الجامي" وغيرهم، قبل أن يعود إلى مصر ويتزوج ويستقر بمحافظة الشرقية.
اعتقل عدة مرات في عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، وندد بعد "ثورة يناير" بمشاركة الإسلاميين في الانتخابات والعملية السياسية، ودوّن بعض الكتب والرسائل العلمية، مثل كتاب: "تحذير المؤمنين من فتنة الديموقراطيين والسياسيين الضالين والمشركين"، ورسالة "قواعد في صفات الله وأسمائه الحسنى"، كما له دروس صوتية مثل سلسلته في شرح كتاب التوحيد للشيخ "محمد بن عبد الوهاب".
ويعد ترحيل "حسنين"، بداية جديدة ومختلفة لتعاون أمني بين مصر والسودان، بعد تعهدات من رئيس المجلس السيادي؛ الفريق أول "عبد الفتاح البرهان"، لرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، خلال زيارته لمصر قبل أشهر، بأنه لن يتبقى على أرض السودان مطلوب واحد للأمن المصري.
ومنذ انقلاب 2013، مثلت السودان مأوى للمئات من معارضي الانقلاب الذين اضطروا للهرب عبر الحدود البرية المشتركة، فرارا من الملاحقات الأمنية.
