أوساط إسرائيلية: خيانة ترامب لأكراد سوريا درس لتل أبيب

الجمعة 18 أكتوبر 2019 12:58 م

اعتبرت أوساط إسرائيلية قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالانسحاب من شمال سوريا خيانة للأكراد ودرسا لـ(إسرائيل)، داعية لاستخلاص الاستنتاجات وإعادة النظر في توجهات (إسرائيل) وعلاقتها بالولايات المتحدة.

وقال "نحمان شاي"، الأستاذ الزائر بجامعة إيمري في أتلنتا، والناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن "فعل الخيانة الذي ارتكبته الولايات المتحدة بحق الأكراد أجبر (إسرائيل) على الخروج من طمأنينتها، وله أهمية هائلة تتخطى أي قرار آخر اتخذه (ترامب)".

وأضاف أن التخلي عن الأكراد، بعد أن خدموا جيداً وبدماء غالية مصالح الغرب بصورة عامة والولايات المتحدة بصورة خاصة، هو أمر يجب أن تستوعبه (إسرائيل) جيداً.

وتابع "شاي": "مثل الأكراد، نحن أيضاً أقلية في الشرق الأوسط. وليس صدفة أن دافيد بن غوريون (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) دعا في حينه إلى قيام حلف للأقليات غير العربية في المنطقة. لقد فهم أن هذا الحلف سيكون المعسكر القادر على موازنة القوة والحجم الكبير للعرب من حولنا".

وزعم الأكاديمي الإسرائيلي أن "تل أبيب حققت هذه الرؤية إلى حد بعيد، وأقامت علاقات مع الأقلية الكردية والأقلية الدرزية ومع المسيحيين في لبنان، وفي مرحلة معينة أقامت مثلثاً استراتيجياً مع إيران وتركيا، لكن في نهاية الأمر انهار هذا المثلث".

ولفت إلى أن الأقلية اليهودية تمكنت من إقامة دولة، لكن في جميع حروبها، باستثناء واحدة (العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956) كانت وحدها، على حد قوله.

وتابع: "بعد حرب 1956 تمكنا من احتلال نصف شبه جزيرة سيناء، لكن اضطررنا إلى الانسحاب بمهانة كبيرة تحت ضغط أمريكي شديد".

وذكر "شاي" بأن "فرنسا تخلت عن إسرائيل قبل حرب يونيو/حزيران 1967 وأرسلتها إلى القتال وحدها" حسب قوله، معتبرا أن "الولايات المتحدة رافقت (إسرائيل) من بعيد في الأيام الحساسة لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وزادت جسرها الجوي قبل نهايتها فقط".

ولذا يؤيد الأكاديمي الإسرائيلي فكرة التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، التي طرحها رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" خلال الانتخابات العامة الفائتة، بنوع من التحفظ، قائلا: "في الإمكان طبعاً أن يستند الخط الأول لبقاء في المنطقة على تحالفات وعلاقات علنية وسرية مع دول مجاورة، لكن بالإضافة إلى هذا الخط، يختبىء الخط الثاني وهو صحيح الآن أكثر من أي وقت مضى: يجب على (إسرائيل) أن تؤسس وجودها وأمنها بالاعتماد على قوتها فقط".

ويخلص "شاي" في مقترحه للقول: "من المعقول ألّا ينقلب علينا ترامب غدا أو بعد غد. ورغم تصريحاته، التي تأسف فيها لدخول قواته الشرق الأوسط، فإنه لا يزال هناك قوى كبيرة في الكونغرس وفي المؤسسة الأمنية – السياسية وفي الرأي العام تدعم (إسرائيل) وتقدّر مكانتها الإقليمية، ومستعدة لمساعدتها. لكن التجربة الكردية تدل على أن كل شيء يمكن أن يتغير فجأة".

وفي سياق متصل، يعتبر السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن "زلمان شوفال" أن تخلّي "ترامب" عن أكراد سوريا الخطوة الأكثر درامية، وإن لم تكن الوحيدة في التوجه العام نحو ترك منطقة الشرق الأوسط كلها أو على الأقل تقليص الوجود الأمريكي فيها إلى الحد الأدنى.

وذكر "شوفال"، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أنه إذا لم تعد الولايات المتحدة معنية بالدفاع عن النفط السعودي فهذه إشارة إلى أنها ما عادت معنية بالدفاع عن المنطقة كلها.

وأضاف أن 3 مصالح ساهمت في بلورة سياسة الولايات المتحدة بالشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، وهي: تأمين التزويد الحر للنفط، ومساعدة (إسرائيل) في الحفاظ على أمنها، ومنع أي دول أُخرى من تهديد قدرتها على تحقيق المصلحتين السالفتين.

وبرأي "شوفال" فإن الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" هو من بدأ بتقويض تلك السياسة في الشرق الأوسط، عندما أعلن أمام الكلية العسكرية "ويست بوينت"، أن أمريكا ستنقل محور سياستها من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى، وأبرم الاتفاق النووي الإيراني مقابل استعداده لتجاهل مصالح حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة.

ويعتقد السفير الإسرائيلي السابق أن سياسة "أوباما" لم تتغير في فترة "ترامب"، مضيفا: "الإيرانيون يحسنون القراءة بين السطور، وبناء على ذلك فإن غياب رد من جانب الإدارة الأمريكية على الهجوم ضد منشآت النفط السعودية وفي مضائق هرمز وخليج عُمان وإسقاط الطائرة الأمريكية المسيّرة، يثبت سواء لأعداء أمريكا أو لأصدقائها أن ترامب يتكلم بصوت عال لكنه لا يمسك بيديه عصا كبيرة".

وكانت القناة الإسرائيلية 12 كشفت مؤخرا أن هناك خططاً عسكرية إسرائيلية جديدة لمواجهة العملية العسكرية التركية في سوريا، المعروفة باسم "نبع السلام"، عبر تغيير خطة رئيس هيئة الأركان "أفيف كوخافي" بعد الخطوة المفاجئة التي اتخذها "ترامب"، بسحب القوات الأمريكية وتخليه عن الأكراد.

وأضافت القناة أن هذه الخطوة جدية للغاية وخطيرة في الوقت نفسه، للجانب الإسرائيلي، بعد أن بقيت تل أبيب وحدها في الساحة مع روسيا وإيران، ما يتطلب تغييرات للتعامل مع الواقع الجديد.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن رئاسة الأركان الإسرائيلية ستبدأ إجراء تغييرات على الخطة وفقًا للواقع الجديد في سوريا، الذي سيضع (إسرائيل) لوحدها في مواجهة الخطر الإيراني، سواء من الأراضي السورية أو العراقية أو غيرها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أكراد سوريا دونالد ترامب

موقع عبري يكشف سبب القلق الإسرائيلي من العملية التركية