هاجم زعيم الأغلبية للحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي "ميتش مكونيل" قرار الرئيس "دونالد ترامب" سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، منتقدا في الوقت ذاته العملية العسكرية التركية على تلك المنطقة بعد ذلك.

وفى مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اعتبر " مكونيل" انسحاب قوات بلاده من سوريا بمثابة "خطأ استراتيجي خطير"، لافتا إلى أن تلك الخطوة من شأنها أن "تعرض الشعب الأمريكي والتراب الوطني للخطر ويجرئ الأعداء ويضعف الحلفاء المهمين".

وقال "ماكونيل" إن "ترامب" يكرر خطأ نظيره السابق "باراك أوباما" الذي قامت إدارته "بخروج متهور من العراق سهّل صعود تنظيم الدولة الإسلامية في المقام الأول".

وأضاف أن تجربته بالعمل مع ثلاثة رؤساء منذ هجمات 11 سبتمبر لمكافحة ما أسماه "الإرهاب الإسلامي" غرست في ذهنه ثلاثة مبادئ حول محاربة هذا التهديد المعقد، الأول: التهديد حقيقي ولن يختفي. والثاني: لا بديل عن القيادة الأمريكية. والثالث: أننا لا نقاتل وحدنا.

وأكد أنه حاول دفع مجلس الشيوخ بعدما ظهر، في يناير/ كانون الثاني أن "ترامب"، يريد الخروج من أفغانستان وسوريا، لتأكيد هذه المبادئ والنظر في استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن المشروع الذي تقدم به حصل على غالبية بنسبة 70 عضوا بمجلس الشيوخ لتأكيد هذه المبادئ. مشيرا إلى أن المشروع أكد على معارضة مجلس الشيوخ الخروج المتعجل من أفغانستان وسوريا، وعلى أهمية القيادة الأمريكية في مكافحة الإرهاب مع الدول الإقليمية والجماعات المحلية.

كابوس وذعر

ورأي "ماكونيل" أن خطوة الإدارة الأخيرة لا تعكس بالضرورة هذه المبادئ. وأن خروج القوات الأمريكية والأعمال العدائية التركية- الكردية تخلق "كابوسا" لأمريكا، لافتا إلى أنه يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار حتى لو استمر فإنه عاد بعملية مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات الإرهابية للوراء.

وحذر من أن نظام "بشار الأسد وداعميه الإيرانيين سيوسعون نفوذهم طالما لم تتوقف العملية التركية، مضيفا أن قرار الخروج يتجاهل أيضا محاولات روسيا الاستفادة منه في سوريا وتقوية مكانتها في الشرق الأوسط.

وقال إن أعداء أمريكا يشعرون بالذعر لتراجعها، مشيرا لشريط الفيديو الذي صوره صحفي روسي في قاعدة أمريكية مهجورة شمال سوريا. داعيا لأن تكون السياسة الأمريكية قائمة على المصالح القومية لا العواطف.

وتساءل السيناتور إن كانت أمريكا تفضل انتشار روسيا وإيران ونظام "الأسد" بالمنطقة وليس تركيا، الحليف في الناتو، واصفا العملية التركية بأنها غير صحيحة.

ودعا زعيم الأغلبية لاستخدام العصا والجزرة مع تركيا والحد من عملياتها ومحاولة إعادة القوات الأمريكية وإبعادها عن روسيا لتسهيل عودتها إلى حضن الناتو من جديد.

إكمال المهمة

وأعرب "ماكونيل" عن اعتقاده بأهمية حفاظ أمريكا على قوة عسكرية في سوريا والبقاء على الوجود في العراق ومناطق أخرى من المنطقة، ومواصلة الضغط على تنظيم الدولة ومنع تقدم إيران ومنح الحلفاء المحليين ورقة قوة للتفاوض مع الروس والنظام السوري.

وطالب واشنطن بالعمل عن قرب مع الحلفاء الذين تضرروا من الفوضى مثل (إسرائيل) والأردن ومواصلة الضغط على "الأسد" وتمرير قانون قيصر لحماية المدنيين لمحاسبة النظام على جرائمه.

وتابع: مهما حدث في سوريا يجب أن يكون درسا لأمريكا في أفغانستان بحيث لا تخرج قبل إكمال المهمة والالتزام بمواجهة القاعدة هناك.

ورأي "ماكونيل" أن العزلة الجديدة تظهر في اليمين واليسار وترفع شعار الحروب التي لا تنتهي والتي لا يفهم من يرفعها أن الحروب لا تنتهي فقط بل تتحقق فيها الهزيمة والنصر، وحروب أمريكا ستظل دون نهاية لو فقدت أمريكا القدرة على الانتصار فيها.