مصر.. حملة إعلامية شرسة ضد BBC

الأربعاء 23 أكتوبر 2019 11:06 م

تواجه شبكة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الإخبارية حربا ضروسا شنتها عليها صحف ومواقع وقنوات تلفزيونية مصرية، على خلفية تغطياتها للأحداث الأخيرة في مصر، كان آخرها إجراء أول حوار تلفزيوني مع الممثل والمقاول المصري "محمد علي".

ومؤخرا نشر "علي" عدة مقاطع فضح فيها فساد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" وحاشيته، وإهدارهم للمال العام، ولاقت هذه المقاطع رواجا كبيرا وتسببت في إرباك منظومة الحكم بأكمله ما استدعى الرد عليه من قبل "السيسي" نفسه.

ووصفت قناة "إكسترا نيوز" المصرية "بي بي سي" بأنها صاحبة "تاريخ طويل من الادعاءات والأكاذيب والتضليل، ونشر الشائعات، والاشتراك في مؤامرة ضد مصر، وإيواء الإرهابيين، والذراع السياسي لضرب مصر بالإخوان".

 

كما نشرت "بوابة الأهرام" (حكومية) تقريرا تحت عنوان كيف تدعم "بي بي سي" نشر الفوضى وإعاقة التنمية في مصر؟، زعمت فيه أن الشبكة تستهدف تدمير مصر عبر بث سمومها في كل حدث كبير أو صغير يخص مصر، من أجل إشاعة الفوضى ووقف عجلة التطور السريعة.

التزام الدقة والحيادية

وعن موقف "بي بي سي" من الحملة ضدها في مصر، قال المكتب الإعلامي للشبكة "تبث بي بي سي تقارير إخبارية حول قضايا خلافية من مختلف دول العالم ومن ضمنها مصر وتلتزم الشبكة في تغطيتها بخطها التحريري الصارم لاسيما في ما يتعلق بالدقة والحياد".

وأضاف: "ويعلم جمهور بي بي سي ومتابعوها على مختلف المنصات أنها تفتح المجال لأصحاب الآراء المختلفة للمشاركة ببرامجها والتعبير عن آرائهم بكل حرية ولذلك تعتبر بي بي سي أكثر منصة إعلامية عالمية موثوقة".

ملاحقات قضائية

وشهدت أروقة بعض المحاكم رفع دعاوى قضائية ضد الشبكة؛ للمطالبة بإغلاق مكتبها في القاهرة، على خلفية سلسلة التقارير والأخبار التي تنشرها على موقعها الإلكتروني، أو تبثها عبر شاشتها التلفزيونية عن الأوضاع في مصر. 

وسخر صحفيون وكتاب مصريون في تصريحات لموقع "عربي21" من الحملة الممنهجة في الصحافة والإعلام المصري ضد "بي بي سي"، بعد مناقشة الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة السياسية.

وقال الصحفي المصري المختص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمقيم في كندا "محمد نصر"، إن "النظام منذ انقلاب يوليو/تموز 2013 يستهدف الصحفيين والمؤسسات، والمواقع الصحفية، لكن بعد انتفاضة 20 سبتمبر/أيلول زادت الحملة ضد الصحفيين، وخاصة الأجانب منهم".

ولفت إلى أن "الأيام الماضية شهدت اعتقال صحفيين كثر كحسن القباني، وإسراء عبدالفتاح، وخالد داوود، بهدف إخفاء أي مشاهد احتقان تنتشر على صفحات المؤسسات الصحفية الأجنبية التي تحظى بانتشار واسع، ومصداقية كبيرة".

نتائج عكسية

وتوقع "نصر" أن تأتي مهاجمة المؤسسات الصحفية الأجنبية بنتائج عكسية، قائلا: "الطعن في مصداقية شبكة مثل بي بي سي، وغيرها لن يعيبها، بل يعد بمثابة فضيحة للنظام المصري؛ بسبب طبيعة الاتهامات الساذجة والمعلبة، والتي تنتمي للحقبة الاستعمارية".

وأكد أن "بي بي سي تعمل في مصر في أجواء من الضغط، جعلتها تتحفظ أحيانا في نقل كل الحقائق، أو التوسع في نقلها؛ لأنها باتت مهددة بإغلاق مكتبها، واعتقال صحفييها"، مشيرا إلى أن "الضغوط على بي بي سي تعكس حجم الأزمة داخل النظام المصري".

سلاح ترويع "فاشل"

من جهته، قال الكاتب الصحفي "سيد أمين"، إن "اتهام بي بي سي وواشنطن بوست وسي إن إن وغيرهما بأنها موالية للإخوان، أو تقود مؤامرة ضد مصر هو اتهام "موجه لترويع الداخل" رغم أنه يلقي بظلال كثيفة من الشك لدى الخارج في كل مؤسسات الدولة المصرية ومعاييرها.

وفي حديثه لـ"عربي21"؛ أشار إلى سلاح الترويع القضائي، قائلا: "هذا السلاح اعتمدته السلطة بشكل أساسي منذ قدومها، وحققت به سيطرة هائلة على الأوضاع الداخلية عبر سنها تشريعات تحاسب الناس على الاعتقاد والنوايا. وهي تحاول أن تستخدم ذلك السلاح ضد الإعلام الخارجي لكنه سيفشل".

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

محمد علي

الإعلام المصري يهاجم BBC ويطالب بوقفها وإغلاق مكتبها

مديرBBC يهدد بعقاب صحفيين غير محايدين على السوشيال ميديا