بلومبرج: سببان وراء عزوف السعودية والإمارات عن مساعدة لبنان

الجمعة 25 أكتوبر 2019 04:13 م

لماذا لم تسارع السعودية والإمارات لمساعدة لبنان مثلما فعلتا مع السودان؟ نشرت وكالة بلومبرج تقريرا قدمت فيه الإجابة على إثر الاحتجاجات المتواصلة في بيروت، والتي باتت تهدد أسس النظام السياسي برمته.

وذكرت الوكالة الأمريكية أن النشرة الأسبوعية للحكومة السعودية خلت من الحديث عن البلد الذي طالما مارست فيه المملكة تأثيرا مهماً ولعقود، هو لبنان، فيما اهتمت بتهنئة الإمبراطور الياباني على تسلمه العرش، وهو صمت بدا في إطار قاعدة معروفة لـ "نابوليون بونابارت" مفادها: "لا تتدخل عندما يكون عدوك يدمر نفسه"، في إشارة إلى "حزب الله"، المدعوم إيرانيا، وصاحب النفوذ الكبير بالحكومة اللبنانية.

فقد توحد المتظاهرون في لبنان ضد المؤسسة السياسية التي بات يهيمن عليها حزب الله، الوكيل عن إيران والذي حاولت دول الخليج، خاصة السعودية، إضعافه وصنفته كمنظمة إرهابية.

ومثل السعودية، تجنبت الكويت والإمارات إصدار البيانات المعروفة الداعية لضبط النفس أو عودة مواطنيها من لبنان. وتعد هذه الدول مهمة في تقديم مساعدات مالية لاقتصاد لبنان الذي يقف على حافة الانهيار.

ونقلت بلومبرج عن مسؤول خليجي (لم تسمه) تأكيده على أن الصمت الرسمي السعودي مقصود حتى في الوقت الذي أشاد فيه المعلقون والقنوات التليفزيونية السعودية بالمحتجين.

وفي السياق، قال مسؤولان آخران إن دول الخليج لا ترسل المساعدات إلى بيروت لئلا يذهب المال إلى حزب الله من خلال الحكومة.

وبحسب مدير معهد المشرق في بيروت "سمير غانم" فإن احتجاجات لبنان جاءت بمثابة "هدية من السماء" للسعودية التي تخوض حربا بالوكالة مع إيران، مضيفا: "من الواضح أن حزب الله هو الخاسر الأول، وأي محاولة من قوة إقليمية اختطاف الحركة (الاحتجاجية) فإنها ستقسمها بناء الخطوط الطائفية".

ويعتبر الحزب أهم قصة نجاح لإيران لتصدير الثورة بعد عام 1979 وحشد آلافا من عناصره للمشاركة في الحرب الأهلية السورية إلى جانب نظام "بشار الأسد"، وفي داخل لبنان يعد الحزب أقوى من الجيش الوطني الذي تدعمه أمريكا بالمعدات والأسلحة، ولديه شبكة من الجمعيات الخيرية والصحية التي توفر الرعاية لأتباعه من الشيعة.

وفاز حزب الله بأول مقعد له في بيروت السنية عام 2018 ولم يستطع رئيس الحكومة "سعد الحريري" الحد من نفوذه.

وثمة سبب ثان لعدم وقوف الحلفاء الخليجيين موقف المتفرج على أحداث لبنان التي دخلت أسبوعها الثاني، نابع من عدم تنفيذ "الحريري" أية إصلاحات تطالب بها الدول المانحة قبل توفير الأموال التي تم التعهد بها في مؤتمر المانحين عام 2018.

وفشلت محاولات "الحريري" الحصول على دعم مالي من الإمارات قبل اندلاع الاحتجاجات في لبنان، إذ زار أبوظبي وعاد فارغ اليدين.

وعلى إثر ذلك، تحدث رئيس الحكومة اللبنانية عن حلول لإرضاء المتظاهرين من خلال تقليص رواتب الوزراء والبرلمانيين إلى النصف، فيما قال الرئيس "ميشال عون" إن تغيير النظام السياسي يجب أن يبدأ من المؤسسات لا التظاهرات.

يذكر أن السعودية ألغت، عام 2016، حزمة مساعدات للجيش اللبناني بـ3 مليارات دولار، ومليار دولار للشرطة اللبنانية؛ بسبب الدور البارز لحزب الله.

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرج

  كلمات مفتاحية

كيف تبسط الإمارات نفوذها في لبنان؟