هاجم الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية؛ "حسن نصرالله"، الحرام الذي تشهده بلاده، قائلا إنه "لم يعد" شعبيا عفويا، وإن "هناك جهات تمول الاحتجاجات".
جاء ذلك في كلمة متلفزة لـ"نصرالله"، الجمعة، جدد فيها رفض جماعته لمطالب المتظاهرين بإسقاط الحكومة أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبرا أن ذلك "سيؤدي إلى فراغ سياسي في البلاد".
وطالب أنصاره بمغادرة ساحات التظاهر بسبب ما قال إنها "مخاوف"، مضيفا أن "جمهور المقاومة ليس معنيا بهذه الساحات".
وحذر من أن "الفراغ سيؤدي للفوضى"، مطالبا المتظاهرين بأن يحددوا وفودا عنهم، تفاوض حول مطالب الشعب والفقراء المتعلقة بالمعيشة والغلاء والفساد والصحة والنفايات.
وزعم "نصرالله" أن هناك "قيادة غير معلنة ومختفية للحراك السياسي، ولكنها لا تزال تفضل أن تقول إن الحراك عفوي وشعبي وبلا قيادة".
ورأى أن قيادة ذلك الحراك "تتنوع بين عدد من الفئات، أحدها هم وطنيون ومخلصون"، رافضا أن يوضح نسبة هذه الفئة، أو مدى تأثيرها، واكتفى بالقول: "فيها كلام".
واستدرك بأن "هناك فئات أخرى بعضها أحزاب سياسية كانوا في الحكومة واستقالوا، أو كانوا في الحكومة منذ فترة طويلة، وآخرين أنفقوا أموالا هائلة في الانتخابات البرلمانية الماضية لكنهم لم يحققوا إلا قليلا من المقاعد".
وتابع بأن "هناك فئات مرتبطة بالسفارات، وآخرين ينفقون على الحراك بأموال الفاسدين".
ورفض "نصرالله" أن يذكر أسماء هذه الفئات، رغم زعمه أنه يملك أسماءهم جميعا.
وطالب زعيم "حزب الله" المتظاهرين بأن يعرفوا من الذي يقودهم، ولماذا يرفض أن يعلن عن نفسه، متهما جهات خارجية، لم يفصح عنها، بأنهم "ينفقون على الاحتجاجات، ويوظفون جهات داخلية لمصالحهم".
وأضاف: "رغم أني لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لكن الأيام القليلة الأخيرة الماضية فيه حكي كتير، غير الطلبات اللي كانت بأول التظاهرات.. فيه إسقاط نظام وفيه أشياء أخرى".
وهاجم المتظاهرين بسبب قطع الطرقات، داعيا إياهم إلى تجنب السب وأعمال التخريب، على حد وصفه.
وأشار "نصرالله" إلى أنه جاري العمل في البرلمان اللبناني على مشروعات قوانين هامة، من بينها قانون استعادة الأموال المنهوبة، لافتا إلى أن جماعته ستدفع في اتجاه إقرار هذا القانون.
واعتبر أن أول إنجازات الحراك الحادث في لبنان حاليا هو إقرار موازنة الدولة بدون ضرائب أو رسوم.
وتابع: "صحيح أن الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة الإثنين الماضي جاءت دون التوقعات، لكنها غير مسبوقة وخطوة أولى مهمة"، معتبرا أن "تسخيف إنجازات الحراك، ومن ضمنها الورقة الإصلاحية، غير صحيح ويقود إلى شبهات".
وأكد "نصرالله" أن "الورقة الإصلاحية ليست حبر على ورق ولن نسمح بتسويف هذه القرارات وعدم تنفيذها".
ومنذ ثمانية أيام، يعيش لبنان على وقع احتجاجات شعبية واسعة، تطالب بتغيير الحكومة والإطاحة بـ"الفاسدين" من النظام، أيا كانت انتماءاتهم الطائفية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
