أضرم محتجون غاضبون النار، ليل السبت، في 5 مقار لفصائل بـ"الحشد الشعبي" في محافظة ميسان جنوبي العراق، حسبما مسؤول أمني محلي.
وقال المسؤول في قيادة شرطة ميسان، مشترطا عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن "المتظاهرين أضرموا النيران في مقار لفصائل بدر، وكتائب الامام علي، والنجباء، ومعسكر القدس، وأنصار الله الأوفياء"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
والفصائل المذكورة ضمن الحشد الشعبي، وبعضها على صلة وثيقة مع إيران، وبوجه خاص فصيل بدر بزعامة "هادي العامري".
وأوضح المسؤول ذاته أن "المتظاهرين أضرموا النيران أيضا في مقار لحزب الفضيلة، ومقر كتلة السنيد، ومقر كيان الصالحون، ومكتب تحالف الفتح".
وتأتي هذه الأحداث بعد يوم واحد من إضرام متظاهرين النيران في مقار تابعة لأحزاب سياسية ومسؤولين، خاصة تلك المقربة من الحشد الشعبي.
وحاول متظاهرون، ليل الجمعة، اقتحام أحد مقار "عصائب أهل الحق" في مدينة العمارة (350 كلم جنوب بغداد)، قبل إضرام النار فيه. وأسفر الهجوم عن مقتل أحد قادة العصائب.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت أن "وسام العلياوي" نُقل مصاباً بسيارة إسعاف، ولحق به المتظاهرون لمهاجمته هو وشقيقه الذي حاول منعهم من الاقتراب. وتوفي الشقيقان لاحقا.
وفي وقت سابق، السبت، توعد قادة فصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران، بـ"الثأر"، غداة هجمات ليلية دامية طالت مقارهم في جنوب البلاد، ما أثار مخاوف من تصاعد العنف في العراق الذي يشهد موجة احتجاجات مطلبية.
وأسفرت الاحتجاجات، التي اشتعلت مجددا بالعراق، منذ الجمعة الماضي، إلى مقتل ما يزيد عن 63 شخصا، بالعاصمة ومناطق من جنوب البلاد، وجاءت الحصيلة الأعلى في محافظات "ذي قار" و"ميسان".
وتعتبر هذه الموجة الثانية من الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد. وانطلقت أولى صفحاتها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وانتهت في السادس منه بمقتل 157 شخصاً، غالبيتهم من المتظاهرين، بحسب تقرير رسمي.
وخلال الساعات الماضية، شهد العراق تطورات سياسية درامية، أبرزها إعلان تحالف "سائرون" الذي يقوده زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر"، بترك ائتلاف الحكومة والتحول إلى صفوف المعارضة داخل البرلمان، وإعلانه بدء اعتصام مفتوح لحين الاستجابة إلى مطالب المتظاهرين.
