سادت حالة من الجدل عقب تعيين الرئيس التونسي "قيس سعيد"، الجنرال العسكري "محمد صالح الحامدي"، مستشارا له للأمن القومي.
ووجه إعلاميون وناشطون معارضون لحركة "النهضة"، انتقادات حادة للجنرال "الحامدي"، معتبرين أنه "رجل حركة النهضة في قصر الرئيس قيس سعيد".
وقال الإعلامي "محمد بوغلاب"، إن تعيين الجنرال محمد صالح الحامدي "خاطئ لأن حركة النهضة عينته سابقًا وفشل".
وأضاف في تصريح تليفزيوني على قناة "الحوار التونسي"، أن رئيس الحكومة السابق، مهدي جمعة، "أقر بفشل الحامدي".
وشدد على أن هذا التعيين يعني أن "النهضة أصبحت بقصر قرطاج بكل وضوح" وفق تصريحه.
من جانبه، قال المحامي والناشط السياسي "عماد بن حليمة"، إن الجنرال "الحامدي"، "عينه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بالتوافق مع إخوان تونس" في إشارة إلى حركة النهضة.
وأضاف في تدوينة على "فيسبوك": "يوم 21 أو 22 يوليو/تموز 2014 تلقى رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة، دعوة مستعجلة للقاء نظيره الجزائري، وتوجه بسرعة رفقة كاتب الدولة للأمن رضا صفر، ومستشاره الأمني الأسعد دربز، وتجنب مهدي جمعة أخذ وزير الداخلية معه لطفي بن جدو المحسوب على الإخوان".
وتابع: "في اجتماع مغلق بين جمعة ونظيره الجزائري، تم إطلاع رئيس الحكومة على معطيات خطيرة في علاقة الأمن القومي التونسي ونشاط المجموعات المتشددة على الحدود بين البلدين، إضافة إلى تسجيل مكالمات هاتفية.. وبعد عودة المهدي جمعة من الجزائر وبعد عملية هنشير التلة، استقال الجنرال الحامدي".
بدوره، أكد الناشط في المجتمع المدني "سامي بن سلامة"، أن "تونس لا تفتقر للجنرالات في الجيش الوطني، ولا متقاعدين ولا محترفين غير مرتبطين وجدانيا وسياسيا بأطراف سياسية، ولا يثيرون أي جدل، حتى يتم اختيار جنرال فاشل"، على حد تعبيره.
واعتبر "بن سلامة" أن "هناك توجها واضحا لتطبيق أجندات حركة النهضة في العلاقات الدولية وفي ملفات الأمن القومي".
و"محمد صالح الحامدي"، تخرج سنة 1978 من الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد، واضطلع بمجموعة من المهام القيادية في المؤسسة العسكرية من بينها على وجه الخصوص خطة آمر المدرسة الحربية العليا، خلال سنتي 2008 و2009.
كما كان "الحامدي" يشغل خطة آمر اللواء الأول مشاة ميكانيكية في قابس وذلك خلال سنتي 2010 و2011، قبل أن يكلف بخطة ملحق عسكري بحري وجوي في العاصمة الليبية طرابلس.
وكان "الحامدي" قد تقلد منصب رئيس أركان جيش البر منذ 2013، خلفا للجنرال "رشيد عمار".
