أعرب سياسيون ونشطاء تونسيون، عن غضبهم من محاولة بعض الأطراف السياسية الترويج لشائعات مغلوطة حول الرئيس التونسي الجديد، وخاصة فيما يتعلق بتعيينه لشخصية "متشددة" كمدير لديوانه الرئاسي، و"اقتنائه" سيارة فخمة تتجاوز قيمتها نصف مليون دولار.

وروجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، شائعات مغلوطة ومتناقضة تستهدف "عبدالرؤوف بالطيب"، مدير الديوان الرئاسي الجديد، حيث أشار البعض إلى أن لديه أفكارا دينية "متشددة"، فيما أكد آخرون أنه من "رموز" نظام الرئيس الراحل، "زين العابدين بن علي".

واتهمت صفحات أخرى الرئيس "قيس سعيد"، بـ"البذخ"، عبر اقتناء سيارة مرسيدس من نوع مايباخ يتجاوز ثمنها نصف مليون دولار.

وعلقت الناشطة الحقوقية "نزيهة رجيبة" (أم زياد) على هذه الشائعات بقولها: "أعرف عبد الرؤوف بالطيب منذ سنوات طويلة، وهو معروف بأخلاقه واستقامته".

وأضافت بسخرية: "لم أعرف حقيقته الداعشية (نسبة إلى تنظيم الدولة) إلا عندما تم تعيينه مدير ديوان للرئيس قيس سعيد!".

ودعت من أسمتهم "العلمانيين"، إلى "الكف عن تشكيل محاكم تفتيش للإساءة إلى مستشار الرئيس التونسي لمجرد وجود مظهر ديني في شخصيته"، مضيفة: "أنا أكره الظلم وأساند كل مظلوم، مساندة كاملة وغير مشروطة، إلا إذا تبين أنه خان الوطن أو خالف القانون والأخلاق المتفق عليها".
 

ودوّن المحلل السياسي "عادل بن عبدالله"، قائلا: "قبل أن تهاجموا عبد الرؤوف بالطيب مدير ديوان الرئيس، الذي كان من كفاءات بن علي الدبلوماسية (وكان قياديا في التيار الديمقراطي بعد الثورة)".

وأضاف: "قبل أن تهاجموا قيس سعيد على أساس أنه بدأ سياسة التطبيع مع المنظومة القديمة، لا تنسوا أن قرابة 3 ملايين تونسي انتخبوا قيس سعيد لأنه ليس عندهم ثقة في صنفين من السياسيين: الصنف الأول هم الثوريون الذين عارضوا بن علي (إسلاميون وقوميون ويساريون) والذين بعد الثورة، إما قطعوا الطريق كي تربح المنظومة أو توافقوا مع أسوأ ما فيها. والصنف الثاني هم الأزلام وصنّاع صانع التغيير الذين ما زالوا حتى الآن غير معترفين بأنه صارت ثورة في البلاد".