جدل يغذيه الانفعال والجهل يشتعل حول الإسلام في فرنسا

الخميس 31 أكتوبر 2019 09:51 م

أثار الهجوم على مقر شرطة في باريس قبل أربعة أسابيع، ثم على مسجد، النقاش مجددا في فرنسا حول الإسلام، الذي يعد الديانة الثانية في البلاد، وهو نقاش يغذيه "الانفعال" و"الجهل"، وفقا لخبراء.

وعقب قتل موظف اعتنق الإسلام 4 من زملائه في قسم الشرطة، صدرت تصريحات من مسؤولين، بينهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" تصم المسلمين جميعا بأنهم يمثلون خطورة على الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا بنسبة 7.5% من سكانها.

ودعا "ماكرون" إلى التصدي لما وصفه بـ"الوحش الإسلامي"، ثم قال إنه يريد التصدي "للتكتل المجتمعي" الذي شبهه بنوع من "الانعزالية"، في إشارة إلى المجتمع المسلم.

المندوب الوطني للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، "عبدالله زكري"، شجب ما وصفه بأنه "وصمة"، قائلا هذه الممارسات لدى بعض المسلمين "لا تعني أننا متطرفون"، حسبما نقلت عنه "مونت كارلو"، الخميس، مشيرة إلى أن دوافع الفاعل في هجوم قسم الشرطة لا تزال غير واضحة.

وكما تضم فرنسا أكبر نسبة من المسلمين في أوروبا، فإنها أيضا أرض خصبة لليمين المتطرف الذي يمثل فيها ثاني أكبر قوة سياسية، حيث أثار وزير الداخلية "كريستوف كاستانير" جدلاً عندما عدد بين علامات التطرف الممكنة "إطلاق اللحية" أو أداء الصلاة "العادية".

وتطابق تصريحات الوزير، ما وصفه الباحث الفرنسي "أوليفييه بوبينو"، في كتابه "طريق التطرف"، حين قال: "نحن نخلط بين الإسلام والتطرف الإسلامي، والممارسة الاجتماعية والعقيدة الأيديولوجية".

وأضاف "نعاني من صدمة الجهل -التي تولد في الوقت نفسه- صدمة الهويات وصدمة المشاعر".

  •  من "الإرهاب" لـ"الحجاب"

يتناول الجدل المشتعل حول الإسلام في فرنسا كذلك قضية الحجاب، والتي تصاعدت، عندما تهجم أحد أعضاء التجمع الوطني (اليمين المتطرف)، في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على مرافقة امرأة محجبة ابنها في رحلة مدرسية.

ويبدو أن هذا الموقف المتطرف من الحجاب لا يعبر عن حالة فردية في المجتمع الفرنسي، الذي يعتبر 59% منهم الحجاب "غير متوافق" مع مجتمعهم، وفقًا للجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان.

وهو المعنى ذاته الذي أكده وزير التعليم؛ "جان ميشيل بلانكير"، بتصريح إعلامي حديث، أكد فيه أن الحجاب "غير مرغوب فيه في مجتمعنا".

مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي؛ "سيباستيان روشيه"، علق على ذلك بقوله: "هناك تشدد حيال مسألة الحجاب، لأنه يمكن اعتباره هجوماً على ثورتين مهمتين في تاريخ البلاد: العلمانية في أوائل القرن العشرين، وتحرير المرأة في سبعينيات القرن الماضي".

أما عالمة الاجتماع المتخصصة في التطرف "كلير دي غالمبير"، فاعتبرت أن تعميم انتشار الحجاب والتركيز عليه "يُشَكل الرأي العام"، مستنكرة أيضا بعض وسائل الإعلام التي "تقلل من أهمية انتقاد الإسلام".

  • هجوم على المسلمين

في هذا الجو المتوتر، هاجم ناشط يميني سابق مسجد "بايون" جنوب غربي فرنسا، مخلفا جريحين في حالة خطرة، وقال المهاجم إنه أراد الانتقام من الحريق الذي نشب في كاتدرائية نوتردام في باريس وعزاه إلى مسلمين.

 واعتبر رئيس حزب "فرنسا المتمردة" اليساري الراديكالي؛ "جان لوك ميلانشون "، أن الهجوم هو "النتيجة البديهية لتسلسل مثير للاشمئزاز وبغيض من الوصم .... أطلق خلاله العنان" للخطاب العنصري ضد المسلمين.

وتقول "سعدية"، وهي ربة منزل في السابعة والثلاثين من عمرها من شارلفيل- ميزيير حيث خُطت كتابات "عنصرية" على جدران موقع بناء المسجد الجديد، "يسود هذا الجو، على المستوى الوطني، كما لو أننا سمحنا بصب الكراهية".

وتضيف المرأة المسلمة الملتزمة "هذا نتيجة لوصم جزء من السكان. يبدو الأمر كما لو أنه كان مسموحًا به".

المتحدث باسم الحزب الشيوعي؛ "إيان بروسا"، انتقد بدوره موقف الرئيس الفرنسي من هذا النقاش، بعد إدلاء الأخير بتصريحات لمجلة "فالور اكتويال"، القريبة من اليمين المتشدد.

وقال "ماكرون" في لقائه المطول مع المجلة إن فرنسا  "رهينة اثنين من المخاطر التي يجب تجنبها: التكتل المجتمعي وحزب التجمع الوطني".

وعلق "بروسا": "اختيار هذه المجلة المختصة بالكراهية المعادية للمسلمين ليس بالأمر العادي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإسلام في فرنسا الإسلاموفوبيا

فرنسا تشدد مراقبة تمويل الجمعيات الإسلامية

فرنسا.. نظر شكوى قدمتها مسلمة ضد طبيبة رفضت علاجها لارتدائها الحجاب

ماكرون يفرض قيودا على إيفاد الأئمة إلى فرنسا لتجنب الشقاق