الطيب وفرنسيس يتفقان على تعزيز الإخاء ويحذران من الإنترنت

السبت 16 نوفمبر 2019 02:02 م

اتفق شيخ الأزهر "أحمد الطيب" وبابا الكنيسة الكاثوليكية "فرنسيس" على "مواصلة التعاون لتحقيق الإخاء الإنساني، ونشر قيم الأخوة والتعايش المشترك"، قبل أن يحذرا من مخاطر الإنترنت خاصة على الأطفال.

والتقى "الطيب" و"فرنسيس"، الجمعة، في روما، على هامش مؤتمر قمة الأديان.

وأكد شيخ الأزهر أن لقاءه مع البابا "فرنسيس"، "دعوة حقيقية لأتباع الديانات حول العالم لضرورة التمسك بالإخاء الإنساني، ونبذ مشاعر البغض والكراهية، وطرق كل الأبواب التي من شأنها تهيئة الرأي العام العالمي لنشر قيم الأخوة والتعايش".

قبل أن يضيف بابا الفاتيكان أن "المؤسسات الدينية الكبرى تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، في نشر مبادئ الخير وقيم المحبة والسلام".

ولفت إلى أن "وثيقة (الأخوة الإنسانية) حملت بين طياتها دليلا يقود البشرية نحو السلام العالمي والعيش المشترك، ونداءً لأصحاب الضمائر الحية لنبذ العنف والتطرف".

ووثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي أطلقها الأزهر والكنيسة الكاثوليكية، مطلع فبراير/شباط الماضي، من أبوظبي، هي نتاج جهد مشترك وعمل استمر لأكثر من عام ونصف بين شيخ الأزهر والبابا.

في غضون ذلك، طالب "الطيب"، خلال كلمته في المؤتمر، بـ"ضرورة الإسراع لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، والبحث الجاد عن مخرج للأخطار المحدقة بأطفال اليوم، وذلك بعدما بات واضحاً أن هذا (التطور الرقمي) سرق من هذه الكيانات البشرية الضعيفة براءتها وأحلامها".

وأكد "الطيب" أن "مشاركته في المؤتمر تأتي بسبب المخاوف المرعبة تجاه الأطفال الذين باتوا يعانون الاضطراب الشديد؛ خصوصا ممن هم دون الثامنة عشرة، وهو ما ينذر بفجوة عميقة بينهم وبين الآباء والأمهات والقائمين على الأسر، سواء في التفكير والتوقعات".

وأضاف أنه "لاحظ ميل الأطفال إلى العزلة واللامبالاة والكسل والخمول، وبوادر عنف وعداء محتمل، وغير ذلك مما ينذر بأمراض نفسية واجتماعية تتربص بأطفالنا؛ بسبب استحواذ الهواتف الذكية عليهم".

وأشار إلى أن تلك المخاطر كانت دائماً ما تشغل حيزا كبيراً من تفكيره، وتفكير البابا "فرنسيس" خصوصا عند إعدادهما وثيقة "الأخوة الإنسانية"، وكان هذا بمثابة الدافع للتنبيه بهذه المشكلة في المبادئ الأساسية الواردة بالوثيقة.

في حين، قال البابا "فرنسيس" إنه "ينبغي محاسبة المسؤولين والمستثمرين بشركات التكنولوجيا، إذا كان اهتمامهم بتحقيق الأرباح على حساب حماية الأطفال، خصوصا من الدخول السهل على المواد الإباحية على الإنترنت".

وأضاف  أن "الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت تعتبر نفسها منذ فترة أنها مجرد جهات مقدمة للمنصات التكنولوجية، وليست مسؤولة قانونيا أو أخلاقيا عن الطريقة التي تستخدم بها هذه المنصات".

وشدد على ضرورة وجود حاجة "لضمان تحلي المستثمرين والمديرين بالمسؤولية، حتى لا تتم التضحية بمصلحة القُصَّر والمجتمع من أجل الربح".

وتناول المؤتمر على مدار يومين، محاور، أبرزها: مفهوم كرامة الطفل في العالم الرقمي، والإجراءات اللازم اتخاذها من الشركات والمنظمات غير الحكومية للحد من الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلالهم عبر شبكة الإنترنت، والدور المنوط بقادة الأديان في حشد المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة المستجدة.

وشاركت في فعاليات هذا المؤتمر، أكثر من 80 شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصون في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع، وممثلون عن منظمات محاربة جرائم العنف ضد الأطفال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شبكة الإنترنت المواقع الإباحية حماية الأطفال شيخ الأزهر بابا الفاتيكان وثيقة الأخوة الإنسانية

وثيقة مشتركة بين الأزهر والفاتيكان لمحاربة التطرف

شيخ الأزهر يترأس وفدا لتهنئة البابا تواضروس بعيد الميلاد