قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، إن تركيا ألقت القبض على "إسماعيل العيثاوي"، وهو أقرب المقربين لزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" "أبوبكر البغدادي"، ويعتقد أنه كان أحد مساعديه الخمسة الكبار، وسلمته للعراق.

 جاء ذلك في إجابته على أسئلة النواب في جلسة لمناقشة موازنة وزارة الخارجية بالبرلمان، الإثنين.

وشدد الوزير التركي أن "العيثاوي" هو الذي كشف مكان زعيم التنظيم الذي قتل خلال غارة أمريكية في وقت سابق.

وكان الطريق إلى سقوط "البغدادي" مليئا بإحباطات أجهزة المخابرات الغربية والعربية، التي جمعت كما هائلا من الأدلة على أماكن تواجد رجل فرض سلطته بالترهيب عبر مساحات كبيرة من سوريا والعراق، وأمر رجاله بتنفيذ عمليات إعدام جماعية وقطع الرؤوس.

وشغل "العيثاوي"، الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، مناصب عديدة في تنظيم "الدولة الإسلامية"، منها مسؤول لجنة الإفتاء، وعضو اللجنة المفوضة والمكلف بوضع مناهج دراسية للتنظيم.

ويعرف "العيثاوي" أيضا بأنه مساعد مباشر لزعيم التنظيم "أبوبكر البغدادي"، وكان مسؤولا عن التحويلات المالية إلى الحسابات المصرفية للتنظيم في عدة دول.

صيد ثمين

وكانت السلطات التركية قد ألقت القبض على "العيثاوي" المعروف باسم "أبوزيد العراقي" في فبراير/شباط الماضي، وسلمته إلى العراق.

وبسحب تقارير تركية فقد استخدمت المخابرات العراقية تطبيق "تليجرام" للرسائل على هاتف "العيثاوي" للإيقاع بقادة آخرين من التنظيم واستدراجهم لعبور الحدود من سوريا إلى العراق، حيث ألقي القبض عليهم، وبينهم "صدام الجمل" وهو سوري كان يشغل منصب والي منطقة شرق الفرات في التنظيم.

وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي قضت المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، بعقوبة الإعدام شنقا حتى الموت بحق "العيثاوي" لإدانته بالإرهاب.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين عراقيين قولهم إن "العيثاوي"، أبلغهم (بعد اعتقاله من قبل تركيا وتسليمه لبغداد) أن "البغدادي" كان يجري أحيانا محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها.

وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين: "قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها".

وأضاف لـ"رويترز": "أعطانا العيثاوي تفاصيل عن 5 رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها".

وكان مسؤولو المخابرات العراقية يعتبرون "العيثاوي" واحدا من كبار مساعدي الزعيم الخمسة.

وانضم "العيثاوي" إلى القاعدة في عام 2006 واعتقلته القوات الأمريكية في عام 2008 وسُجن لمدة 4 سنوات، وفقا لمسؤولي الأمن العراقيين.

وكلف "البغدادي" في وقت لاحق "العيثاوي" بأدوار رئيسية مثل تقديم التعليمات الدينية، واختيار قادة "الدولة الإسلامية"، وبعد انهيار التنظيم إلى حد كبير في عام 2017، فر "العيثاوي" إلى سوريا مع زوجته السورية.