قللت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من فرص نجاح، خطة السلام المعروفة بـ"صفقة القرن"، بالرغم من محاولة الرئيس "دونالد ترامب" تصوير نفسه أنه شخص ناجح في إبرام الصفقات.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الفرص "باتت ضئيلة جدا"، مرجعة ذلك لسبيين رئيسيين وهما، استمرار المأزق السياسي في (إسرائيل) والمعارضة الشديدة التي تبديها القيادة الفلسطينية لهذه الخطة والتي زادها مؤخرا إعلان واشنطن التخلي عن اعتبار المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن البيت الأبيض أجل على مدى شهرين إعلان الخطة بسبب التنافس الشرس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ومنافسه السياسي الرئيسي "بيني جانتس" الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، على تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي شهدتها (إسرائيل) في 17 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأضافت أنه في ظل ترجيحات بإجراء انتخابات جديد في مارس/آذار المقبل في (إسرائيل)، رأى الكثير من المحللين وبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أن هذا الأمر قد يدفع "ترامب" إلى إعلان خطته وعدم الانتظار، حيث إن "كوشنر"، الذي كلفه "ترامب" في وقت مبكر من ولايته الرئاسية بتولي مسؤولية السلام في الشرق الأوسط، متحمس لفعل ذلك.

ونقلت الصحيفة تصريحات لـ"إيلان جولدنبرج" مسؤول ملف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية في عهد الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، الذي عاد مؤخراً من زيارة استمرت أسبوعاً إلى (إسرائيل)، بأنه لا أحد يصدق أن هذه الخطة ستعلن، فهي لم تطرح ولو مرة واحدة.

وعلى الجانب الأخر، قالت الصحيفة إن الفلسطينيين يرون أن إدارة "ترامب" تتبنى نهجاً عقابياً تجاه مصالحهم باتباعها بعض السياسات مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وقطع المساعدات الأمريكية عن الضفة الغربية وقطاع غزة، وإغلاق قنصلية السلطة الفلسطينية في واشنطن، بالإضافة إلى تصريح "بومبيو" الأخير، بشأن عدم اعتباره أن المستوطنات لا تتعارض مع القانون الدولي والذي زاد من غضب الفلسطينيين والعديد من الدول الأخرى على حد سواء.

غير أن مسؤولي إدارة "ترامب" أكدوا أن ذلك لن يوقفهم، فيما يقول بعض المحللين إن فريق "ترامب" مستعد لطرح الخطة حتى وإن كان متيقناً من فشلها فور إعلانها.

وفى هذا الصدد نقلت الصحيفة عن "ديفيد ماكوفسكي"، وهو زميل أول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وعمل في فريق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط في إدارة "أوباما"، قوله إن إدارة "ترامب" يرون أنها (صفقة القرن) رؤية أكثر منها خطة.

وأضاف "ماكوفسكي" أن إدارة "ترامب" تأمل في إقامة أساس تاريخي، كي يستطيعوا استخدامه أساساً للمفاوضات المستقبلية في حال إعادة انتخابهم.

وأوضحت الصحيفة أنه على الصعيد السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، يصور "ترامب" نفسه على أنه شخص ناجح في إبرام الصفقات، بينما يسعى إلى ملء سجله قبل الانتخابات بشيء قد يستفيد منه إذا اعتبر أنه يقدم مخططاً لحل النزاع.

و"صفقة القرن"، خطة سلام أمريكية مرتقبة للشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح (إسرائيل)، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، جرى الكشف عن الشق الاقتصادي من الخطة خلال مؤتمر عقده مستشار "ترامب" وصهره "جاريد كوشنر"، بالعاصمة البحرينية المنامة.

ويهدف هذا الجانب لضخ استثمارات على شكل منح وقروض مدعومة في فلسطين والأردن ومصر ولبنان بقيمة إجمالية تقدر بـ50 مليار دولار.