استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عبقرية الفشل العربي .. يا فضيحتنا!

الخميس 16 يوليو 2015 06:07 ص

الصفقة النووية الإيرانية-الأميركية بالنسبة للعرب، أشبه بإعلان فضيحتهم على الملأ. ولعلّ من يتابع المزاج الشعبي العربي عموماً، سيشعر بحجم المرارة في قلوب الناس وأجوافهم، ومدى الشعور بالخيبة من أداء النظام الرسمي العربي، الذي أصبحت علامته التجارية الكبرى عبقرية الفشل!

لا نناقش هنا سياسة إيران الخارجية تجاه سورية والعراق، ولا الموقف من دور رجال الدين في الحكم، لكن الجانب الآخر من المقارنة بين إيران والعرب، وهو أنّ إيران تتصرّف كدولة ومؤسسات، لها تقاليدها السياسية، وهناك رجال دولة في مواقع من المسؤولية لديهم الجرأة على اتخاذ قرارات جريئة، بينما العرب قبائل وطوائف وأفراد؛ لسنا دولا حقيقية، ومؤسساتنا كرتونية، والمسؤولون موظفون مغلوبون على أمرهم، وليسوا رجال دولة حقيقيين!

المفاوض الإيراني قدّم تنازلات حقيقية في البرنامج النووي، ينظر لها التيار المحافظ على أنّها هزيمة، لكنّه امتلك الشجاعة والذكاء والصبر والنديّة، فخرج باتفاق تاريخي ينهي عزلة إيران ويرفع العقوبات عنها، ويعيد تنشيط الحياة الاقتصادية، وفوق هذا وذاك يجلس إلى الطاولة لإدارة شؤون المنطقة مع القوى الكبرى!

ماذا عن السلوك التفاوضي العربي؟ أغلبه اتفاقيات تحت الطاولة، وصفقات مشبوهة، ومواقف ازدواجية؛ الأولى معلنة لا قيمة لها سوى كلام فارغ للضحك على الذقون، والثانية هي الحقيقية التي يعرفها ويفهمها الساسة الغربيون جيّداً.

القرار الإيراني يدور حول تقييم عقلاني لمصالح إيران القومية. أما قراراتنا، فهي غرائزية تتحكم بها أهواء وأمزجة بعض المسؤولين والسياسيين، ولا تخضع لأيّ مساءلة أو محاسبة من أيّ طرفٍ داخليّ كان!

ثمّة ديمقراطية دينية في إيران، تقيد العمل السياسي والحزبي والحريات العامة والخاصة، وتعطي التيار المحافظ نفوذاً كبيراً، وتجعل من مرشد الثورة وصيّاً على النظام السياسي؛ ذلك صحيح. لكنّ هناك انتخابات وتداول سلطة وتوزيع سلطات ورقابة على عمل المسؤولين.

لا نقول بأنّ إيران نموذج يحتذى، فهناك جوانب كثيرة تجمعها بنا، نحن أبناء العالم الثالث. لكنّها دولة. وقد يفتح الاتفاق الحالي الأفق واسعاً لتغييرات داخلية كبيرة، تعيد تعريف النظام السياسي وتحجيم ولاية الفقيه، فيما نحن العرب ما نزال ندور في حلقة مفرغة؛ نتراجع اقتصادياً وسياسياً، ونفشل عسكرياً وأمنياً. وبالرغم من عشرات المليارات التي تقتطع من موازنات الشعوب وتذهب إلى الجيوش، لكنّها لا تصمد ساعات قليلة في أيّ معركة عسكرية.

بيت الداء والوباء في العالم العربي هو الاستبداد الذي يجلب الفساد، والتخبط، وغياب الحاكمية، وانعدام الأمانة لدى المسؤولين، وتقزيم الدول والأنظمة إلى أفراد وقبائل وطوائف. ومن دون الديمقراطية والتعددية، فإنّ العرب مهدّدون فعلاً بالانقراض السياسي والقومي، والانهيار الأخلاقي والثقافي، وهو السيناريو الذي بدأنا نرى نتائجه في كلّ من العراق وسورية واليمن وليبيا ومصر.

الفرصة التاريخية الوحيدة التي كانت تقدّم مساراً بديلاً للعرب للخروج من الوحل، هي الثورات السلمية الشعبية. وحتى إن نجحت الثورة المضادّة في ضرب الطموح الديمقراطي المشروع لدى الشعوب، فإنّ النظام الرسمي العربي بصيغته الراهنة لا يمكن أن يستمر، لأنّه فقد مدّة صلاحيته، وتخلّى عنه الجميع، بمن فيهم العمّ سام؛ فلا يوجد بديل -أبداً ونهائياً- عن الديمقراطية والتعددية ودولة المواطنة والقانون، إلاّ الفوضى والدماء والتفكك و«داعش»!

الصفقة الإيرانية الأميركية ليست فقط نجاحاً لـ«إيران الدولة»، لكن الوجه الآخر لها أنّها بمثابة تأكيد المؤكّد، وإعلان آخر صريح بأنّ النظام الرسمي العربي فاشل، فاشل.. لم يعد يمتلك أي شرعية أو سمعة جيدة أو قيمة إيجابية حقيقية، فهو فشل في الاقتصاد والأمن والتنمية والديمقراطية والحروب العسكرية!

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي العلاقات الأمريكية الإيرانية

عن اتفاق «الشيطان» و«العمامة»

بريطانيا تطمئن العالم: كل الطرق أمام صنع القنبلة النووية الإيرانية أغلقت

نظرة أمريكية شديدة التفاؤل للشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي

تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟