حملات الرئاسة الجزائرية تتحدث عن المغرب.. هل ينتهي الخلاف؟

الجمعة 29 نوفمبر 2019 06:13 م

حضرت العلاقات المغربية الجزائرية، ضمن الحملات الانتخابية في الجزائر بشكل كبير؛ رغم أن الموضوع نفسه لا يحظى بحيز كبير في الحراك الواسع الذي تعرفه البلاد منذ 9 شهور.

ورغم استمرار رفض الشارع لإجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة، فإن 5 وجوه فقط قُبلت ملفات ترشحهم للرئاسة لاستيفائهم الشروط وهم: "عز الدين ميهوبي"، وهو وزير ثقافة سابق، و"علي بن فليس" و"عبدالمجيد تبون" الذين سبق وأن شغل كل منهما منصب رئيس الحكومة.

ويضاف إليهم "عبدالعزيز بلعيد" رئيس حزب جبهة المستقبل، و"عبدالقادر بن قرينة" زعيم حزب البناء الوطني، وهو أيضا وزير سابق عن التيار الإسلامي.

وجاء إعلان تنظيم انتخابات في الشهر المقبل والمضي في هذه الخطوة، ليعطي زخما جديدا للمظاهرات، فبدل أن يقنع الجزائريين بترك الشارع، تحول إلغاء الانتخابات إلى مطلب من مطالب المحتجين، خاصة بعد ترشح وجوه يعتبرها المحتجون من قادة النظام السابق.

العلاقة مع المغرب حاضرة

وكغيرها من الملفات المتأزمة في البلاد، كانت الخلافات المغربية الجزائرية، حاضرة أيضا، رغم أن محللين اعتبروا الأمر بعيدا عن الواقع الحالي.

ويعود عمر التوتر في البلاد إلى مرحلة الاستقلال ومشكلة ترسيم الحدود قبل عقود، حيث لم تفلح كل المبادرات والدعوات إلى التقارب في إنهائه، ووصلت إلى حد المواجهة العسكرية بين البلدين في بداية الستينات.

وعادت العلاقات لتتأزم مع تنظيم ما يعرف بـ"المسيرة الخضراء" إلى أقاليم الصحراء الغربية قبيل خروج الاستعمار الإسباني منها، فقد اتخذت الجزائر صف جبهة البوليساريو، التي يعتبرها المغرب حركة انفصالية، ودعمتها بشكل علني، ما أسفر عن مناوشات عسكرية سنة 1976.

الخلاف بين الجارين، يعد أحد أهم أسباب فشل المشروع الذي أطلق عليه "اتحاد المغرب العربي"، فرغم تأسيسه سنة 1989، توقف قبل أن يبدأ في العمل وذلك بسبب الأزمة بين الرباط والجزائر.

وتطرق مرشحون للرئاسة لهذا المشروع الموءود ومسألة فتح الحدود التي تعرقله، حيث تعهد المرشح "بن فليس"، بـ"إعادة إحياء مشروع الاتحاد المغاربي"، فيما قال "بلعيد" إنه في حال الفوز بكرسي الرئاسة سيفتح قنوات الحوار مع المغرب، معتبرا "أن فتح الحدود مرتبط بحل الملفات العالقة".

من جهته، صرح "تبون"، الذي يعتبره البعض الأوفر حظا بين المرشحين للفوز بالانتخابات، أن "إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين وارد".

ورأى مراقبون نوعا من التناقض في خطابات المرشحين في هذا الملف، ففي الوقت الذي يؤكدون فيه على الروابط الوثيقة بين الشعبين وضرورة تحسين العلاقات وفتح الحدود، يضعون شروطا وإشارات توحي بأن مواقفهم ليست مختلفة عما انتهجه النظام الجزائري حتى الآن في هذا الملف ولن تؤدي بالتالي إلى أي انفراجة فيه.

وأثار تصريح للمرشح "تبون" جدلا عندما ربط فتح الحدود باعتذار رسمي من المغرب على فرض التأشيرة على مواطني بلاده في 1994، بينما وضع "بن فليس" المغرب وتونس والصحراء الغربية في سلة واحدة وهو يتحدث عن برنامج لتوطيد العلاقات مع دول الجوار أسماه "الاستعجال الدبلوماسي"، ووصف الصحراء الغربية في سياق حديثه بـ"الدولة المعلنة المستقلة التي لا خلاف حول سيادتها".

من جهته، وصف المرشح "ميهوبي" صراع الصحراء الغربية بـ"قضية تصفية استعمار".

ويعتقد محللون أن ما صدر عن بعض المرشحين من عبارات وشروط، كافية لاعتبارها استفزازات في الرباط، وإن لم يصدر رد رسمي من المغرب إلا أن الصحافة المغربية اهتمت بهذه التصريحات، وعلى سبيل المثال وصف موقع "لو 360" طلب الاعتذار بأنه "سخيف وغريب".

استهلاك داخلي

ويرى الكاتب والأستاذ الجامعي الجزائري "توفيق بوقعدة"، إن "هذا الملف ليس أولوية لدى الشارع، ليس لأنه غير مهم، ولكن لوجود مواضيع طاغية كإسقاط رموز النظام وإلغاء الانتخابات التي لا يرى لها المتظاهرون أي شرعية".

ويضيف في حديثه لوكالة "DW" الألمانية، الخميس، إن المرشحين ركزوا على مسألة فتح الحدود بالخصوص في المناطق الحدودية التي يعتبر سكانها الأكثر تضررا من ملف إغلاق الحدود؛ لوجود عائلات تعيش متفرقة على طرفي الحدود، وبالتالي فاستخدام هذه النقطة هنا يأتي "في إطار الاستهلاك الداخلي بهدف ربح أصوات من سكان هذه المناطق".

وأوضح "بوقعدة"، أن "ملف العلاقات مع المغرب والخلاف حول صراع الصحراء الغربية أكبر من مجرد نقطة في برامج انتخابية لمرشحين للرئاسيات، وإنما يرتبط بالنواة الصلبة للنظام وتحديدا بالعقيدة والمنظومة الأمنية للمؤسسة العسكرية".

واعتبر مواقف المرشحين، بأنها "لا تختلف عن ما كان يصرح به عبدالعزيز بوتفليقة في حملاته الانتخابية، إذ كان يؤكد على ضرورة فتح الحدود ويقول إن هناك شعبا واحدا في بلدين... ولكن في نهاية المطاف بقيت العلاقات متأزمة".

المصدر | الخليج الجديد + DW

  كلمات مفتاحية

انتخابات الجزائر انتخابات الرئاسة الجزائرية الانتخابات الرئاسية الجزائرية

قائد الجيش الجزائري: لن ندعم أي مرشح رئاسي

المغرب والجزائر.. ما فرقته الحدود جمعه رمضان