كشفت منظمة معنية بحقوق الحيوان أن دولا أفريقية ترفض تسليم مصر أفيال جديدة، لوضعها بحديقة الحيوان بالجيزة (وسط)، منتقدين عدم استيفاءها للشروط المطلوبة لرعاية الأفيال، وعلى رأسها "عدم حبس الفيل".

جاء ذلك، حسبما ذكر الباحث بجمعية "هيوماين سوساييتي إنترناشونال"، "إيريس هو"، في بيان، تناقلته وسائل إعلام محلية ودولية، الخميس.

وقال "هو" إن اتفاقية "سايتس"، وهي المنوطة بحماية الحيوانات والطيور النادرة من الانقراض، حظرت نقل الأفيال التي تصطاد في البرية إلى مرافق الأسر، لأنها ممارسات وصفتها مجموعات حماية الحيوانات بـ"القاسية".

وأضاف: "بناء على هذا القرار، يحظر انتزاع عدد لا يحصى من الأفيال من البرية، وإجبارها على تمضية حياتها في الأسر في ظروف دون المستوى المطلوب، في حدائق الحيوانات".

وتابع: "هذا هو السبب الرئيسى في رفض بعض الدول الأفريقية تسليم مصر أفيال جديدة، لأنها لا تستوفي الشروط المطلوبة، على رأسها حبس الفيل ومنعه من حريته".

الأمر ذاته، أكدته مدير عام الإدارة العامة للحياة البرية في حديقة الحيوان بالجيزة؛ "ماجدة شكري"، التي قالت إن "عددا من الدول الأفريقية مستعدة لمنح مصر فيلا مجانيا دون مقابل، بشرط استيفاء شروط إتفاقية سايتس الخاصة بحياة الأفيال".

وتابعت: "نحاول تنفيذ هذه الشروط، لأنه ليس من المقبول أن تظل الحديقة بدون فيل، باعتباره الحيوان الذي يحرص على رؤيته الزوار من الأطفال والكبار".

وفي يونيو/حزيران الماضي، نفقت الفيلة "نعيمة"، آخر الفيلة الأفريقية في مصر، داخل حديقة الحيوان بالجيزة (غربي القاهرة)، مصابة بالاكتئاب بعد وفاة صديقتها "كريمة".

وإثر ذلك، يقول خبير الحيوانات البرية "عاطف سلطان"، إن "حديقة الحيوان بالجيزة غير مؤهلة لاستقبال فيل جديد (..) والأفيال حيوانات اجتماعية تحب الحرية، وترفض الحبس لذلك أعمارها قصيرة في مصر".

وأضاف: "الفيل حيوان اجتماعى وله طبيعة خاصة، فوزنه يتعدى الثلاثة أطنان، ويحب الأماكن الواسعة والحركة، لذلك تراه منطلقاً داخل غابات أفريقيا، إلا أنه يصطدم بالواقع الصعب داخل حديقة الحيوان في مصر، حيث يظل حبيساً داخل القفص، ويحرم من التجول داخل مساحات واسعة، الأمر الذي يصيبه بالاكتئاب، ويقصر من عمره، خاصة في ظل السلوكيات السيئة، والتي تصدر من بعض الجمهور الذين تنعدم عندهم ثقافة التعامل مع الحيوانات".

وسبق أن تقدمت النائبة المصرية "منى منير"، في 2017، ببيان عاجل، حول إهمال وتقصير القائمين على الحديقة، قالت فيه إن "الحيونات بالحديقة تنتحر بسبب قلة الغذاء، وسوء المعاملة".

كما استنكرت قلة عدد الأطباء البيطريين بالحديقة، والذي لا يتجاوز 19 طبيبا.

ووفق بيانات رسمية، فإن الحديقة تحتاج على الأقل إلى 50 مليون جنيه (3 ملايين دولار تقريبا) لتطوير المرحلة الأولى، خاصة أنه لا يوجد تطوير منذ سنوات طويلة تصل إلى 60 عاما.