يصادف، السبت، الذكرى الخامسة لوصول العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" إلى عرش المملكة، فيما شهدت تلك الفترة تغييرات وتحولات هامة في تاريخ السعودية.

فبعد عقود من منع المرأة السعودية من القيادة في المملكة، وسنوات من ظهور بعض الحركات الحقوقية الداعية لرفع المنع دون جدوى، أصدر الملك "سلمان" في 26 سبتمبر/أيلول 2017 أمرا يسمح فيه للمرأة بالقيادة في المملكة.

وفي 4 يونيو/حزيران من عام 2018، كانت فتاة سعودية تدعى "أحلام آل ثنيان" أول امرأة تحصل على رخصة قيادة سيارة في السعودية، وقد أثارت خطوة العاهل السعودي ردود فعل إيجابية حول العالم.

وشهدت السنوات الـ5 الماضية تغييرات نوعية في المجتمع السعودي، إذ سُمح بفتح دور للسينما وإقامة الحفلات الغنائية، وقد استقطبت المملكة فنانين من جميع أنحاء العالم أقاموا حفلات غنائية على أرض المملكة للمرة الأولى.

حملة الـ"ريتزكارلتون"

وشكل الملك "سلمان" ما عُرف باللجنة العليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، وشنت الحكومة السعودية حملة واسعة على عدد من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين الذين وجهت لهم تهم بالفساد.

واعتُقلت هذه الشخصيات السعودية في فندق "ريتز كارلتون" وقُطع الاتصال بها وتم التحفظ على أموالها قبل أن يتم الإفراج عنها، وقد انتهى عمل اللجنة في يناير/كانون ثاني من عام 2019 بتسويات بلغت قيمتها 400 مليار ريال سعودي.

حرب اليمن

تدخلت السعودية عسكريا في اليمن لحماية حكومة الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، من حركة التمرد التي قادتها جماعة "الحوثيين" ضد حكمه، وقد انطلقت عملية "عاصفة الحزم" في 25 مارس/آذار من عام 2015.

وشكلت المملكة تحالفا أسمته "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن"، وتم تغيير اسم العملية العسكرية على "إعادة الأمل".

حصار قطر

شهد عهد الملك "سلمان" إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرض حصار على قطر في 5 يونيو/حزيران من عام 2017.

واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم "الإرهاب"، وهو ما نفته قطر، التي اعتبرت أنها تواجه حملة تستهدف قرارها الوطني.

مقتل "خاشقجي"

واجه عهد الملك "سلمان" تحد كبير عام 2018، ولا تزال تبعاته تلاحق السعودية، بعد مقتل الصحفي السعودي، "جمال خاشقجي"، في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018.

وأصدرت السعودية بيانا أخلت فيه مسؤوليتها عن عملية القتل، مشيرة إلى أن عددا من عناصر الاستخبارات السعودية كان على رأسهم نائب رئيس الاستخبارات السابق، قاموا بقتل "خاشقجي" بعد أن فشلوا بإقناعه بالعودة طوعا إلى بلاده دون أمر من القيادة السعودية وعلى رأسها ولي العهد "محمد بن سلمان".

وأثارت هذه القضية ردود فعل ساخطة على السعودية، وقد أسفرت عن مظاهرات في دول عدة بالإضافة إلى مقاطعة عدد من الدول لمؤتمر "دافوس الصحراء"، وذلك بعد أن اتهمت عدد من الدول ولي العهد السعودي بالضلوع في عملية قتل "خاشقجي".

ولا تزال التحقيقات التي فتحتها السعودية مع المتهمين في هذه القضية جارية، وسط مطالبات من قبل الحكومة التركية بتسليمها مرتكبي الجريمة للتحقيق معهم على أراضيها، وهو ما لم تستجب له المملكة.