أكد رئيس البرلمان الإيراني "علي لاريجاني"، أن طهران ليست قلقة من توتر الأوضاع في العراق التي تعتبر "حليفا طبيعيا" لها، مشددا على ثقة بلاده في قدرة المرجع الشيعي العراقي "علي السيستاني" من إدارة الأزمة.

وأضاف، في مؤتمر صحفي الأحد، أن العراق "حليف طبيعي لنا، ولسنا قلقين بشأن العراق، لأن فيه سياسيين وعلماء مخضرمين".

وتأتي تلك التصريحات بينما إيران حاضرة في مرمى غضب المحتجين العراقيين منذ نحو شهرين، سواء من خلال الهتافات المناهضة لطهران والرافضة لتدخلها في الشأن العراقي الداخلي، أو عبر الهجمات التي تعرضت لها القنصلية الإيرانية.

فيما تبذل طهران مساعيها للإبقاء على حكومة "عادل عبدالمهدي"، التي يطالب المحتجون بإزاحتها، متهمة قوى أجنبية بالسعي لإضعاف "الحكومة المستقرة".

وعلى صعيد التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن، قال "لاريجاني" إن "هناك إرادة سياسية دائما لحل القضايا بين إيران وأمريكا"، مشيراً إلى أنه "ليس هناك مأزق".

وكشف رئيس البرلمان الإيراني أن "هناك أشخاصاً يجرون مباحثات.. ودولاً تبذل جهوداً ونحن لم نغلق الأبواب"، مضيفاً أن "سياسة الضغوط القصوى (التي تنتهجها أمريكا ضد إيران) هي طريقة خاطئة"، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل.

وفيما يتعلق بتهديدات أوروبا حول تفعيل آلية "فض النزاع" في مواجهة تقليص إيران تعهداتها النووية بشكل مستمر، رد "لاريجاني" بتهديد أوروبا بإعادة النظر في تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا في الوقت ذاته أن "طريق الحوار والدبلوماسية ما زال مفتوحاً".

وفي سياق منفصل، كشف "لاريجاني" أنه لا يعتزم الترشح للانتخابات البرلمانية المزمعة في 2021، لينهي بذلك 12 عاماً من ترؤسه البرلمان. 

ويأتي ذلك الإعلان بعد انتقادات من قبل النواب احتجاجا على عدم إطلاعهم على خطة رفع أسعار البنزين، والتي أشعلت الاحتجاجات الشعبية في إيران الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

ورغم علمه المسبق بالقرار الذي اتخذه المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي المكون من السلطات الإيرانية الثلاث، انتقد "لاريجاني" طريقة وموعد تطبيقه، مضيفا أنه تحدث إلى نواب قبل رفع الأسعار بـ3 أيام.

ودعا "لاريجاني" إلى إصلاحات اجتماعية واقتصادية ومصرفية، قائلاً إنه لم تتم الاستفادة من قدرات الدستور الإيراني لإجراء هذه الإصلاحات.