بن سلمان يشعل معركة قضائية في أمريكا بين سعوديتين

الأربعاء 4 ديسمبر 2019 06:35 م

سلط موقع بريطاني الضوء على معركة نسائية حامية بساحة القضاء الأمريكي بين سعوديتين، إحداهما عارضة أزياء والأخرى ناشطة حقوقية، مشيرا إلى علاقة اشتعالها بولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".

وذكر تقرير لـ"ميدل إيست آي" أن المعركة كانت على أرض مانهاتن بين "روان عبد الله أبو زيد"، المعروفة بـ"روز"، عارضة الأزياء، المعروفة بموالاتها لسلطة "بن سلمان"، ضد الناشطة والمصورة السعودية المقيمة في أمريكا "دانا المعيوف"، ذات المواقف المعارضة للنظام السعودي، إذ قدمت الأولى شكوى للمحكمة العليا ضد الثانية تتهمها بالتشهير؛ ما أدى لخسارتها حفلات عرض أزياء بقيمة مليون دولار.

وأمام "المعيوف" 30 يوما للرد على اتهام "روز"، وبعدها ستتحول للقضاء.

 

 

ويعود جذر المعركة إلى تقديم "دانا" نصائح للنساء السعوديات اللاتي حاولن الهروب من المملكة، بينما كانت "روز" الموالية للرياض تهاجم طالبات اللجوء السعوديات، بشكل أثار إحباطهن.

وقالت "دانا" إن انتقاداتها لـ"روز" كانت محاولة لـ "الكشف عن النفاق والحديث نيابة عمن لا يستطيعون الحديث"، وعبرت عن قلقها من إمكانية أن تكون الدعوى القضائية التي تكلف الملايين تقف وراءها الحكومة السعودية بسبب انتقادها "بن سلمان".

وأضافت أنها "تلقت عرضًا مغريًا في السعودية لو توقفت عن نقد الحكومة، فيما تعرض حسابها على الإنترنت، مثل أي حساب ناقد للحكومة، لهجوم مستمر".

وأورد التقرير أن "دانا" وصفت "روز" بأنها "مثال لشخصية هربت من القمع سابقا في السعودية لتحقق النجاح في أمريكا"، وأنها "وضعت صورها الفاضحة على وسائل التواصل الاجتماعي وهي في السعودية، ما كان بإمكان المؤسسة الدينية انتقادها عليه" في إشارة إلى أن نشاط "روز" ضمن إطار مخطط حكومي سعودي.

لكن "روز" تزعم في الدعوى التي قدمتها أن الهجوم الذي شنته عليها "دانا" كان من أجل "تدمير عملها الذي تعبت عليه"، ولأنها رفضت الانضمام للحملة المضادة للسعودية التي شنتها الناشطة المعارضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي السياق، وصف محامي "روز"، "مايكل وينستاين" مزاعم هروب موكلته من السعودية "سخيفة"، مؤكدا أن موكلته لم تنشر صورا فاضحة تسببت بمشكلات مع المؤسسة الدينية، وأن والدها كان داعما لها عندما كانت في السعودية والولايات المتحدة.

وجاء في دعوى "روز" أن نفيها للهروب من السعودية أعقبه استهداف "المعيوف" لها بوابل من "الهجمات الشخصية"، بما في ذلك اتهامها بالعنصرية ومعاداة المثليين.

ويفيد "ميدل إيست آي" بأنه في إحدى الحالات قالت "دانا" إنها شعرت بالقلق عندما شاهدت "روز" في صور مع نجوم من المثليين مع أنها نشرت لقطات فيديو باللغة العربية على "سناب شات"، وصفت فيها المثليين بأنهم "مرضى بحاجة للعلاج".

وينقل التقرير عن "دانا" قولها إن التناقض في مواقف العارضة أغضب المثليين السعوديين الذين كانت على اتصال معهم ولا يستطيعون الحديث علانية خوفا من الانتقام، و"لهذا واجهتها على (تويتر)، وقلت: لماذا تقولين مثل هذا الكلام؟ وعليك الاعتذار".

وأضافت: "أنا لست ملاكا، وكنت أنا نفسي عنصرية وكارهة للمثليين؛ لأن هذا ما تعلمناه في السعودية، ولم نكن نعرف شيئا أفضل من هذا، لكنك جئت إلى الولايات المتحدة".

وأشارت "المعيوف" إلى أنها قررت فتح حساب على "إنستغرام" للكشف عن مواقف "روز" المنافقة، مضيفة: "لم أكذب ولدي أدلة، ومن حقي الاعتراض، وهذه أمريكا وليست السعودية".

ورد "وينستاين" على اتهامات "دانا" بقوله إنه وموكلته لا يوافقان على أنها نشرت لقطات فيديو معادية للمثليين، سواء في اللغة العربية أم اللغة الإنجليزية، وأضاف أنه لا يعرف بالتحديد أي فيديو تتحدث عنه "دانا"، "إلا أن هناك فيديو تم تقطيعه بطريقة لا تقدم السياق الكامل".

وأضاف: "قامت موكلتي بنشر آلاف المنشورات طوال مسيرتها العملية، وإن كنت تعرف أي شيء عنها ومن هم أصدقاؤها فستعرف شخصيتها بالكامل وأنها تنشر الحب والقبول لا الكراهية والتهميش".

وبحسب الدعوى، فإن "دانا" قامت عن "قصد وبطريقة ضارة" بالتدخل في الماركات التي تمثل "فرصا اقتصادية" لعروض الأزياء الخاصة بـ"روز"، ودعت أصحابها إلى عدم عرض منتجاتهم من خلالها، وهو ما علق عليه محامي "روز" بقوله: "الكثير من الماركات أوقفت علاقتها مع موكلتي نتيجة الحملة العدوانية والمتكررة من المدعى عليها".

أما "دانا" فردت على محامي المدعية: "لي حق الاعتراض، ولا أقوم بعمل شيء غير قانوني، وكل ما قمت به هو توعية أصحاب الماركات بما يحدث.. وجئت إلى هنا لأنني أردت حريتي وحرية التعبير ولو خسرتها هناك فسيكون ما قاتلت من أجله لا شيء".

وتساءلت الناشطة المعارضة عن السبب الذي جعل "روز" تستهدفها من بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي لأنها ليست الوحيدة التي انتقدتها، في إشارة إلى "دوافع حكومية" لتحركها.

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول "دانا": "النفاق أمر يثير غضبي ولا أحبه.. كل ما أريده هو الاستمرار في عملي، ولو كان هناك كاذب أو منافق فسأقوم بكشفه ووضع الدليل لو وجدته، ولن أتوقف عن الحديث، وسأواصل الحديث عن حقوق الإنسان، ولن أتوقف".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان