كشف موقع "المونيتور" الأمريكي في تقرير أن الكونجرس يضغط بالمساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر سنويا من أجل الإفراج عن 20 أمريكيا، بينهم "مصطفى قاسم" الذي تحتجزه القاهرة منذ 6 سنوات.

وذكر التقرير أن لجنة المساعدات الأجنبية بمجلس الشيوخ أضافت إلى تقريرها المُصاحب لفاتورة النفقات السنوية، في سبتمبر/أيلول الماضي، ما يفيد بمنع المسؤولين المصريين والسعوديين والأتراك من دخول الولايات المتحدة، في حال كانوا مُتورّطين في الاحتجاز غير المشروع لمواطنين أمريكيين أو موظفين محليين يعملون لدى البعثات الدبلوماسية الأمريكية.

وأضاف أن فاتورة النفقات الأجنبية بمجلس الشيوخ تتطلب أن يدرس وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" قضايا "قاسم" وسجينين آخرين مُحتجزين في القاهرة، قبل إصدار تفويض أمنٍ قومي يُفرج عن قرابة 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية السنوية لمصر، والتي تُقدّر بـ1.3 مليارات دولار.

وكانت المُتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "مورجان أورتاجوس" قد صرحت بأن الوزير "مايك بومبيو" ضغط على نظيره المصري "سامح شكري"، الإثنين الماضي، من أجل الإفراج عن "قاسم" أثناء زيارة الوزير المصري إلى واشنطن؛ لإجراء المحادثات التي تقودها وزارة الخزانة الأمريكية، سعياً إلى تقريب وجهات النظر في النزاع القائم بين مصر وإثيوبيا حيال سد النهضة.

وتأتي خطوة وزير الخارجية الأمريكي في إطار سعي الرئيس "دونالد ترامب" بحماسٍ إلى الإفراج عن المُحتجزين الأمريكيين خارج الولايات المتحدة، رغم تردد إدارته حيال الضغط على حلفاء الولايات المتحدة المُقرّبين، مثل مصر، فيما يتعلّق بحقوق الإنسان.

ولم يتضح بعد ما إذا كان "بومبيو" سيتّخذ قراراً ملموساً لتحرير "قاسم" وباقي المُحتجزين الأمريكيين لدى القاهرة، بخلاف إثارته القضية في لقاءاته مع "شكري".

و"مصطفى قاسم" رجل أعمال أمريكي- مصري يقيم في مدينة نيويورك التي هاجر إليها قبل سنوات عديدة، وهو أب لطفلين، يداوم على زيارة القاهرة كل صيف، لكن في 14 من أغسطس/آب 2013، إبان ارتكاب الجيش المصري، مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة، لأنصار الرئيس الراحل "محمد مرسي"، جرى توقيفه.

وعندما طلبت منه السلطات أوراق هويته، اختار "قاسم" الاحتماء بجواز سفره الأمريكي، وبمجرد إبرازه انهال الجنود عليه ضربا، وتم سحبه إلى مكان مجهول، وإخفائه قسريا لمدة أسبوعين، قبل أن يظهر في سجن أبو زعبل العسكري، شمال القاهرة.

واستمر اعتقال "قاسم" من دون توجيه أي تهم إليه لـ 5 أعوام، عانى خلالها من عدة مشاكل صحية بينها السكري وأمراض في القلب والغدة الدرقية، وخضع لعلاج ضد سرطان الجلد.

وفي 8 سبتمبر/أيلول 2018، أصدرت محكمة مصرية حكما بالسجن 15 عاما على "قاسم"، وباءت محاولته بالفشل للتخلي عن جنسيته المصرية لتأمين إخلاء سبيله، ما دفعه لبدء إضراب عن الطعام.