دول القمة الخماسية.. قوى إسلامية تتفوق اقتصاديا وبشريا

الخميس 12 ديسمبر 2019 08:04 م

تمثل قمة كوالالمبور، التي تستضيفها ماليزيا بعد أسبوعين بقيادة زعماء خمس دول إسلامية، فرصة يحتاجها أكثر من 1.7 مليار مسلم حول العالم، يواجهون سيلا من المشاكل السياسية والاقتصادية، كما تعد نواة لتجمع إسلامي لا تتقدمه السعودية، وتتصدره دولة شهدت طفرات اقتصادية وتنموية، بقيادة رئيس وزرائها الحالي "مهاتير محمد".

الآمال المعلقة في القمة، تدفع لضرورة الاطلاع على المقومات التي تمتلكها الدول الخمس بشريا واقتصاديا وسياسيا.

  • عدد السكان والموقع الجغرافي

يرى الباحث في الاقتصاد السياسي بأكاديمية "ساواس" في لندن، "محمد المشد"، في تعليق له لموقع "دويتش فيله" الألماني، أن ما يجمع هذه الدول ويميزها عن دول إسلامية أخرى هو أن لديها طاقة بشرية هائلة، إلى جانب تمتعها بالقوة السياسية والاقتصادية.

ويبلغ تعداد الدول الخمس؛ وهي ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر، نحو 583 مليون نسمة.

وتأتي إندونيسيا، كأكبر قوة بشرية بين الحلف، حيث يسكنها نحو 257 مليون نسمة، وهي رابع أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، فيما تحتل الترتيب الـ73 عالميا من أصل 190 اقتصادا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2019.

وتضم باكستان نحو 207 ملايين نسمة، ومساحتها الجغرافية تبلغ نحو 882 ألف كيلومتر مربع، فيما يحتل اقتصادها المركز الـ 41 عالميا، بحساب إجمالي الناتج المحلي.

أما سكان تركيا، فيبلغ عددهم نحو 84 مليونا، ومساحتها أقل قليلا من مساحة باكستان، لكنها تتميز بموقع جغرافي استراتيجي بين قارتي آسيا وأوروبا، وهي عضو في حلف "الناتو" ومجموعة العشرين لأكبر اقتصادات في العالم.

بينما يبلغ تعداد ماليزيا نحو 32 مليون نسمة، ومساحتها نحو 330 ألف كم مربع، وتحتل المركز الـ37 عالميا من حيث إجمالي الناتج المحلي، بحسب إحصاءات صندوق النقد الدولي العام الماضي.

وتأتي الدولة العربية الوحيدة؛ قطر، في آخر القائمة، حيث يبلغ تعداد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، ومساحتها نحو 11.5 ألف كم مربع، لكنها الدولة الثالثة عالميا من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط.

وتركت الدول التي تشكل نواة التحالف الجديد، الباب مفتوحا لانضمام دول إسلامية أخرى بمضي الوقت، لكن القمة الخماسية تشكل وحدها قوة أيضا لاعتبارات الجغرافيا والاقتصاد والعامل البشري.

  • اقتصادات متنوعة

يمثل تنوع مصادر القوة الاقتصادية، أحد الأعمدة الرئيسية التي تعطي زخما لقمة كوالالمبور، فماليزيا تتمتع بموارد طبيعية كبيرة، وقطر تمتلك قوة مالية ضخمة، إضافة للثقل الصناعي والتجاري الذي تتمتع به تركيا، وهو ما يمثل قوة لا يستهان بها تتكامل فيما بينها.

ومن حيث الناتج الإجمالي المحلي لكل دولة، نجد أن الدول الخمس تحتل مراكز متقدمة ضمن أكبر 55 دولة على مستوى العالم (بحسب إحصائيات صندوق النقد الدولي عام 2018).

حيث جاءت إندونيسيا في المركز الـ15، وتركيا في الـ 19، وماليزيا 37، وباكستان 41، وقطر في المركز 55، بينما يمثل حجم الاقتصاد في الدول الخمس رقما ليس بالقليل في معادلة الاقتصاد العالمي.

وتركز القمة على تنمية المواطن وتحسين أحواله، وهو الهدف الأسمى لأي تنمية اقتصادية شاملة، فهناك دول تحقق نموا اقتصاديا سنويا يتخطى الـ6%، بينما أحوال مواطنيها المعيشية تزداد سوءاً بسبب الفساد، أو سوء توزيع عائد التنمية لصالح أصحاب رأس المال على حساب أغلبية المواطنين.

  • الثقل السياسي والديموغرافي

الطاقة البشرية وحجم الاقتصاد وتنوعه لدى الدول الخمس عاملان مهمان في معادلة موازين القوى، يضاف إليهما القدرة على التأثير السياسي من خلال تحالفات كل دولة ونفوذها في محيطها، فباكستان قوة نووية، وتركيا عضو في حلف الناتو، وماليزيا تتمتع بوضع إقليمي جيد في المحيط الآسيوي.

المحلل السياسي التركي؛ "يوسف كاتب أوغلو"، يضرب مثلاً بالصين، قائلا: "إن الكل يعلم أنه إن أراد أي أحد أن يقف أمامها بمفرده فلن يتمكن من ذلك، حتى ولو كانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة نفسها، والتي لها أصلاً مشاكل تجارية مع الصين، ولا تستطيع فرض رأيها بالقوة عليها، لذا يمكن ولو بنسبة أقل أن يكون هناك إمكانية لدى هذا التحالف بقوة الاقتصاد والسياسة والسكان والموقع الجغرافي المتعدد والممتد أن يؤثر بشكل أكبر من تأثير كل دولة على حدة".

  • هل هي بديل عن منظمة التعاون الإسلامي؟

يقول "كاتب أوغلو"، في حديثه لـ"دويتشه فيله"، إن قمة كوالالمبور ليست موجهة ضد أي بلد أو أي منظمة، "لكن الكل يعلم أن منظمة التعاون الإسلامي منظمة ثقيلة الحركة، واتخاذ القرارات فيها بالإجماع شبه مستحيل، إضافة لذلك هناك انقسام سُني – شيعي بداخلها".

وأشار إلى أن "فكرة التحالف تقضي بوجود محرك يمكنه دفع الدول الإسلامية عند اللزوم ضد أي هجوم أو خطر يتعرض له الإسلام والمسلمون في العالم، حدث هذا في السابق ولم يكن هناك أي تفاعل كبير أو إيجابي، ولو أن المنظمة ليست بالفاعلية التي يجب أن تكون عليها؛ فهذا التحالف يهدف لإعادة ترتيب الأفكار حول القضايا الكبرى، لتكون هناك نواة صلبة للوقوف في وجه أي هجوم، ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً، بل قد يكون هجوماً ضد الإسلام وثوابته".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

القمة الإسلامية تحالفات سياسية تحالفات دولية وإقليمية

أمير قطر‬ يصل إلى كوالالمبور في زيارة عمل لماليزيا‬

وزير دفاع ماليزيا يحث الدول الإسلامية على إنتاج سلاحها بنفسها