أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، إنجاز تشكيل لجنة تحضيرية للمشاركة في الانتخابات العامة الفلسطينية، موضحة أنها قدمت تنازلات في سبيل إرضاء فصائل أخرى.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة "أسامة المزيني"، خلال احتفال أقامته "حماس" في الذكرى الـ32 لانطلاقتها، إن الحركة حريصة على لم الشمل الفلسطيني وإعادة اللحمة الداخلية.

وأضاف: "جاهزون للاحتكام للشارع الفلسطيني من خلال انتخابات شاملة، ونحن في حماس انتهينا من تشكيل اللجنة التحضيرية للانتخابات وسنخوضها من أجل شعبنا".

وفي ذات السياق، أشار القيادي الآخر في الحركة "صلاح البردويل"، إلى أن "حماس" تنازلت عن النظام الانتخابي الخاص بالقوائم الفردية في المحافظات، ووافقت على إجراء الانتخابات وفقا للنظام النسبي الكامل، على الرغم من أن هذا قد يأكل من حصتها، وذلك "تلبية لرغبة وطلبات بعض الفصائل".

وأكد أن علاقة "حماس" بفصائل فلسطينية أخرى، وصلت "إلى درجة كبيرة من الانسجام بعد تجاوز العقد الأيديولوجية، وإذابتها بالمرونة والحوار المستمر والعمل المشترك".

الجبهة الشعبية تحذر

من جانبها، حذرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، رئيس السلطة "محمود عباس"، من مغبة تحديد موعد الانتخابات قبل عقد اجتماع شامل لمناقشة أهم التطورات المتعلقة بمستقبل القضية الفلسطينية، والمصالحة الوطنية.

وجاء في بيان عن عضو اللجنة المركزية للجبهة، "ماهر مزهر": "نحذر من إصدار المرسوم الرئاسي الخاص بتحديد موعد الانتخابات قبل عقد الاجتماع الوطني والذي من شأنه الدخول لمتاهات ليس لها نهايات".

ودعا "عباس" لعقد اجتماع قيادي وطني عاجل قبل تحديد موعد الانتخابات العامة يضم الأمناء العامين للفصائل، "لمناقشة القضايا السياسية المتعلقة بالشأن الوطني الفلسطيني".

وأضاف أن "المشكلة ليست في الانتخابات فقط"، مشيرا إلى ضرورة "إنهاء الانقسام، وصياغة استراتيجية وطنية لمجابهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية، والمخططات التصفوية التي تُحاك ضد قضيتنا وشعبنا، وفي مقدمتها صفقة ترامب".

وأوضح أن من شأن الاجتماع "مناقشة كل القضايا الشائكة والعالقة، لكن أن نترك الباب لرئيس السلطة ليتخذ قرار موعد إصدار المرسوم، هذا سيدخلنا في مزيد من المشاكل، وسيترك المساحة للرئيس تحديد متى وأين وكيف".

وكان الرئيس الفلسطيني، كلف في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لجنة الانتخابات المركزية ببدء التحضير لإجراء انتخابات تشريعية تعقبها بعد ثلاثة أشهر انتخابات رئاسية.

يذكر أن آخر انتخابات عامة فلسطينية أجريت عام 2006، وفازت فيها "حماس" بأكثرية برلمانية، قبل أن يتحول الوفاق الحذر مع حركة "فتح" إلى صراع مسلح قضى على المصالحة الفلسطينية لسنوات.