خبراء: الاستخبارات الأمريكية لا تثق بترامب المتقلب

الاثنين 16 ديسمبر 2019 03:48 م

أكد خبراء أمريكيون، الإثنين، أن علاقة الرئيس "دونالد ترامب" بأجهزة الاستخبارات لم تكن يومًا أكثر توترا مما هي عليه الآن؛ لأنه "لا يصغي إلى رؤساء الأجهزة ويتجاهل أهمية المصادر ويأخذ قرارات مفاجئة دون أن ينبههم".

وقالت "سو غوردون"، نائبة  مدير الاستخبارات الوطنية، التي أمضت ربع قرن في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لمجموعة "ويمنز فورين بوليسي" هذا الشهر إن "ترامب" أول رئيس "في تجربتي لم يكن لديه أسس أو إطار لفهم ما هي حدود الاستخبارات، وما هو الهدف منها وطريقة مناقشتنا لها".

وأكد تلك التجربة محلل سابق في CIA  يعمل حاليا لدى معهد مرموق في واشنطن، قائلا: "كان الأهم (بالجهاز) تقديم مادة في الإيجاز الصحفي الرئاسي اليومي. كان ذلك دائما مسألة كبيرة (..) الآن، لدي الانطباع بأن (ترامب) لا يأبه بما يقدّم إليه، مهما كان، والحقيقة أنه يحصل على إيجازه الصحفي من (فوكس آند فريندز)" أحد برامجه التلفزيونية المفضلة، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس.

ورغم أن وزير الخارجية الأمريكي الحالي "مايك بومبيو" كان أول مدير لـ CIA في فترة "ترامب"، وأصبح شخصية محورية في الإدارة، إلا ذلك لم يغير من حقيقة موقف الرئيس من أجهزة الدولة العميقة، ومنها مكتب التحقيقات الفدرالي FBI الذي فتح التحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016.

والأسبوع الماضي قال "ترامب" إن مدير FBI الذي عينه بنفسه "كريستوفر راي"، "لن يتمكن على الإطلاق من إصلاح الوكالة التي تعاني من خلل كبير".

وفي نهاية 2018 استقال وزير الدفاع الأمريكي "جيم ماتيس" على خلفية خطة ترامب سحب الجنود الأمريكيين من سوريا، ومع وصف "ترامب" الجنرال السابق في المارينز، الذي شارك في معارك، بأنه "أكثر جنرال أعطي أكثر من حجمه في العالم"، شعرت كافة الأجهزة الاستخبارية والعسكرية بالإهانة.

وقال "براين بيركينز"، محلل الإشارات السابق في سلاح البحرية الذي يعمل حاليا لدى معهد "جيمس تاون" للأبحاث: "الناس مستاؤون بشكل غير عادي (..) إنهم يعرضون ما يعتقدون أنها أكبر مخاوفهم، وكيفية التصرف، ويتم تجاهلهم كليا".

وغادر العديد من عناصر مجتمع الاستخبارات الأمريكي، بحسب "بيركينز"، لشعورهم بالقلق خصوصا إزاء الاستياء الذي واجهه "ماتيس" بشأن سوريا وأفغانستان.

وأضاف:  "الاستخبارات ينبغي أن تكون موضوعية لكن اذا كانت الأمور لن يتم استيعابها والإصغاء لها بعقلية منفتحة، فما الهدف؟"

وفي يناير/كانون الثاني وصف "ترامب" أجهزة الاستخبارات بـ"الساذجة" حيال التهديد الذي تمثله إيران، وكتب على "تويتر": "ربما يتعين على الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة"، لكنه أكد في وقت لاحق أنه يتفق معها في المواضيع الرئيسية.

وقرر "ترامب" بشكل مفاجئ في أكتوبر/تشرين الأول سحب الجنود الأمريكيين من شمالي سوريا، تاركا حلفاء واشنطن الأكراد في مواجهة الهجوم التركي، ما أثر سلبا على تحالف وحدات حماية الشعب الكردية، وعزز الموقع الإقليمي لروسيا، المنافس الاستراتيجي لواشنطن.

ويعد تشارك في المعلومات بين الدول أمرا بالغ الأهمية في الحرب ضد الإرهاب، لكن قرار "ترامب" ترك تداعياته على ذلك أيضا، وهو ما عبر عنه الخبير في مكافحة الإرهاب بجامعة "جورج تاون" في واشنطن "دانيال بايمان" بقوله: "من الصعب من الناحية السياسية التعاون مع الولايات المتحدة".

وأضاف: "ترامب يساهم في إثبات أن الغرب يخوض حربا ضد الإسلام (..) هذه بعض الطرق كما أظن (التي تظهر...) أن تجاهل المستشارين مسألة خطيرة".

وكثيرا ما تصادم "ترامب" ومجتمع الاستخبارات الأمريكي، كما حدث في مايو/أيار الماضي عندما وافق الرئيس، في إطار مساعيه للدفاع عن نفسه بوجه اتهامات بالتواطؤ، على رفع السرية عن ملفات التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2015، ليعلن مدير الاستخبارات الوطنية "دان كوتس"، بع بضع أسابيع، عزمه الاستقالة من رئاسة 17 وكالة تشكل مجتمع الاستخبارات.

واقترح "ترامب" خلفا لـ "كوتس" هو "جون راتكليف" عضو الكونجرس المعروف بترديده نظريات المؤامرة على شبكة فوكس نيوز الإخبارية، لكن الأخير اضطر لسحب ترشحه أمام الانتقادات الحادة له.

ويرى "سيث جونز"، الذي خدم في أفغانستان وهو حاليا خبير بشؤون مكافحة الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الاستخبارات الأمريكية عليها أن تستمر بالتأثير على كبار صناع القرار، مشيرا إلى أن عدم مركزية منصب الرئيس "لم يكن إطلاقا المستهلك الوحيد للمعلومات الاستخباراتية" حسب قوله.

وشدد "جونز" على أنه "من المهم جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية"، خاصة أن "الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في العديد من العمليات التي لا تتطلب تفويضا رئاسيا".

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب مايك بومبيو دان كوتس CIA مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI

ترامب يعلن تعيين السفير الأمريكي بألمانيا مديرا للاستخبارات