كشفت صحيفة تركية، الثلاثاء، أن أنقرة ستنشئ قاعدة عسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، وفق دراسة جدوى تم الانتهاء منها بالفعل.

وأضافت صحيفة "خبر ترك"، في مقال للكاتب "تشتينير تشتين"، أن رئيس حكومة "الوفاق الوطني" الليبية "فائز السراج" قد يقدم طلبا لإرسال قوات تركية إلى طرابلس بحلول 20 فبراير/شباط المقبل.

ونسب الكاتب ذلك إلى مصادر عسكرية تركية، لافتا إلى أن هذا التاريخ قد يتغير مع تواتر التطورات في ليبيا، خاصة بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين تركيا وليبيا التي تشهد واحدة من أبرز الأمثلة على الحرب بالوكالة.

ويضيف أن العلاقات التركية في هذه الحال ستكتسب أبعادا أخرى، سواء مع الحلفاء أو المعارضين،؛ الأمر الذي يستحق النظر إلى اللاعبين والقوى المؤثرة والوكلاء، فضلا عن الأطراف الداعمة لهذه الحرب التي اندلعت شرارتها في 2011، مع الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي".

إذ تدعم روسيا ومصر والإمارات الجنرال "خليفة حفتر"، ضد حكومة الوفاق المعترف بها دوليا؛ حيث يستعين بمرتزقة يخضعون لرقابة روسية بقيادة شركة "فاجنر"، التي يترأسها أحد أقارب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

فيما استخدم "حفتر" مدرعات ومصفحات مصرية في الهجوم الأخير على طرابلس، مدعوما بسلاح الجو الإمارتي، حسب "تشتين".

واتهم الكاتب التركي الإمارات بأنها المخطط الأساسي لمشروع "حفتر" لاحتلال العاصمة الليبية مقر حكومة الوفاق، بينما تسعى روسيا إلى إرساء نسخة جديدة من نظام "القذافي" متمثلة في "حفتر".

• اتفاق المواجهة

وفي مقابل تلك التحركات الدولية لإعادة هيكلة الأوضاع الداخلية في ليبيا، يرى الكاتب أن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط والاتفاق الأمني مع تركيا، يعد حركة رفض لتلك التحركات الداعمة لـ"حفتر".

أما موقف الولايات المتحدة من الشأن الليبي، فقد لخصه الكاتب التركي بقوله إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس "دونالد ترامب" مع "حفتر" بعد هجومه على حكومة الوفاق، ما هو إلا "ضوء أخضر" للشروع بالهجوم على طرابلس.

وفي هذا السياق، قال الكاتب إن مؤتمر برلين المزمع عقده خلال الشهر القادم يسعى إلى إظهار "حفتر" على الساحة الدولية، وفي قاعات الأمم المتحدة، على أنه "القذافي العظيم الذي أعاد الظفر بالسلطة".

ويختتم بتعبير لوزير الدفاع التركي "خلوصي أكار"، الذي يقول إن "الوطن الأزرق" الذي يمتد على مسافة 462 كم قد اتسع، في إشارة إلى الموقف التركي الذي بادر بمواجهة هذه الخطوات الدولية، عبر اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.