الخميس.. تنصيب أول رئيس جزائري بلا تاريخ ثوري

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 05:20 م

تستعد الجزائر لتنصيب رئيسها المنتخب "عبدالمجيد تبون"، ليصبح أول رئيس لم يشارك في "ثورة التحرير" يتولى هذا المنصب، في ظروف استثنائية، يطبع عليها استمرار انتفاضة شعبية تطالب بتغيير جذري للنظام، وإقرار حكم ديمقراطي حقيقي.

ويُنظم، الخميس، بقصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر، حفل تنصيب "تبون" الذي فاز في انتخابات الرئاسة المقامة قبل أسبوع، بـ58.13% من الأصوات في الجولة الأولى.

وتنص المادة 89 من الدستور على أن "يؤدّي رئيس الجمهوريّة اليمين أمام الشّعب، بحضور جميع الهيئات العليا في الأمّة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه، ويباشر مهمّته فور أدائه اليمين".

وسيشهد الحفل تسليم المهام لـ"تبون" من الرئيس المؤقت "عبدالقادر بن صالح"، الذي تولى المهمة في أبريل/نيسان الماضي، خلفا لـ"عبدالعزيز بوتفليقة"، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية دعمها الجيش، بعد 20 عاما في الحكم، جعلته أكثر رؤساء البلاد مكوثا في المنصب.

وسيكون "تبون" (74 عاما) أول رئيس يتولى قيادة الجزائر من جيل المسؤولين الذين اعتلوا المسؤوليات بعد الاستقلال عام 1962 لا يملك صفة "مجاهد"، أي من قدماء المحاربين خلال الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962).

وتنص المادة 87 من الدستور على أن الذي "ينتخب لرئاسة الجمهورية يجب أن يثبت مشاركته في ثورة نوفمبر (تشرين ثاني) 1954، إذا كان مولوداً قبل يوليو/تموز 1942"، وأن "يثبت عدم تورط والديه في أعمال ضد الثورة التحريرية، إذا كان مولوداً بعد يوليو/تموز 1942".

ويعد هذا الشرط لتولي منصب الرئاسة ثابتا في دساتير الجزائر منذ الاستقلال في 5 يوليو/تموز 1962، وأفرز ذلك اقتصار تولي المنصب على شخصيات من قدماء المحاربين خلال الثورة التحريرية، ووصفت هذه المرحلة بفترة حكم "الشرعية الثورية".

وتداول على الحكم في الجزائر منذ استقلالها، 11 رئيسا بين مؤقت ومنتخب كلهم شاركوا في الثورة، بداية بالرئيس الراحل "أحمد بن بلة" (1962-1965)، وآخرهم الرئيس المؤقت حاليا "عبدالقادر بن صالح".

وطيلة السنوات الماضية، كان الخطاب الرسمي الذي يطلقه المسؤولون أن البلاد تتجه نحو إنهاء مرحلة "الحكم باسم الشرعية الثورية"، وتسليم المشعل لجيل الاستقلال من خلال الاحتكام للصندوق.

وفي أول خطاب له بعد إعلان نتائج الانتخابات الجمعة الماضي، قال "تبون": "أعتبر نفسي همزة وصل بين الجيلين السابق والحالي لتسليم المشعل للشباب"، حيث تمثل هذه الفئة ثلثي عدد سكان البلاد البالغ 43 مليون نسمة، حسب إحصاءات رسمية.

لكن تولي "تبون" هذه المهمة جاء في ظروف استثنائية ميزتها تواصل الحراك الشعبي ضد النظام للشهر العاشر على التوالي، الذي يعد مطلب التغيير الجذري للنظام وعودة السيادة للشعب في اختيار من يحكمه أهم مطالبها.

وحتى بعد إعلان فوز "تبون" في انتخابات الرئاسة، خرجت مظاهرات حاشدة بعدة مدن وصدرت بيانات من معارضين تعتبر الانتخابات "فرضا للأمر الواقع" و"محاولة لتجديد النظام من الداخل للالتفاف على مطالب الشارع".

لكن الرئيس الجديد أعلن "مد يده للحراك من أجل الحوار"، متعهدا "بتعديل عميق للدستور عبر حوار شامل وتعديل القوانين الأساسية ثم إجراء انتخابات عامة نيابية ومحلية مبكرة لإعادة الكلمة للشارع"، وهي دعوة خلفت انقساما في الشارع بين مؤيد ومعارض.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

انتخابات الرئاسة الجزائرية الانتخابات الرئاسية الجزائرية عبدالمجيد تبون

ملك المغرب يدعو الرئيس الجزائري لفتح صفحة جديدة في العلاقات

قائد الأركان الجزائري مهنئا تبون: الشعب اختار الرجل المناسب

تبون يحذر من ثورة مضادة تستهدف استقرار الجزائر