اللبناني حسان دياب.. رئيس حكومة مكلف "بالصدفة"

الخميس 19 ديسمبر 2019 08:55 م

كلف الرئيس اللبناني "ميشال عون"، رسميا، الخميس، وزير التربية والتعليم العالي السابق "حسان دياب"، بتشكيل الحكومة الجديدة، فمن هو هذا المرشح السني، الذي لم يبدو المرشح المقرب لـ"حزب الله" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر"، أكثر منه مرشحا لـ"تيار المستقبل"، الذي يمثل سنة لبنان؟

يخبر موقعه الشخصي على الإنترنت بالتفصيل سيرة الرجل المهنية والأكاديمية باستفاضة، حيث يعدد بإسهاب شهاداته ومناصبه، من انضمامه إلى الجامعة الأمريكية في بيروت في الثمانينيات من القرن الماضي كأستاذ لمادة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر، إلى منشوراته ومناصبه وآخرها نائب رئيس الجامعة.

وفق ما نقله "العربي الجديد"، عمن تعاملوا مع "دياب" خلال توليه وزارة التربية والتعلين في حكومة "نجيب ميقاتي" عام 2011، فإن "الأنا حاضرة دوماً" في سرد الرجل.

لا شيء يذكر من إنجازات أو أدوار سياسية لـ"دياب"، أو حتى مواقف سياسية واضحة للرجل الذي وصفه البعض بأنه رئيس وزراء مكلف "بالصدفة".

فمع تنحي زعيم تيار المستقبل؛ "سعد الحريري" عن تشكيل الحكومة الأربعاء، كان الخيار إما السفير السابق "نواف سلام" الذي يرفضه "حزب الله"، ويتهمه بأنه مرشح الولايات المتحدة، أو مرشح قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه)، وبالتالي حكومة لون واحد وحسابات متعلقة بالمخاوف من استفزاز المجتمع الدولي، فوقع الخيار على "حسان دياب" لعله يكون مرشح تسوية محسوبا على 8 آذار، لكن لا يستفز المجتمع الدولي ولا العربي.

خلال توليه وزارة التربية والتعليم العالي التي وصلها "بالصدفة" كذلك؛ بحسب "العربي الجديد"، تقرّب "دياب" من بعض الأطراف السياسية، خصوصاً قوى 8 آذار. العلاقة الرئيسية يومها نسجت مع "جبران باسيل" الذي كان يشغل يومها منصب وزير الطاقة والمياه، واستمرت بعد استقالة حكومة "ميقاتي". لهذا كان "باسيل" اليوم عراباً لطرح اسم "دياب" في اللحظة الأخيرة، خوفاً من حرقه، بالتوافق مع الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل".

لم يرصد للرجل بالأصل أي موقف سياسي يمكن أن يبنى عليه، باستثناء موقف يتيم تربوي أشاد به بتجربة إيران التربوية وتطلعاته لتوقيع اتفاقية للاستفادة من خبرات إيران في هذا المجال، إلا أن علاقته بـ"حزب الله" و"حركة أمل" تبقى محل تساؤل.

حيث يبدو أن الرجل أيضاً خلال فترة ولايته القصيرة نجح في بناء علاقة قوية مع الحزب أوصلته اليوم إلى أن يكون مرشحاً باسمه لرئاسة الحكومة، خصوصاً أن "حزب الله" لن يسمي أي رئيس حكومة لا يقدم له التطمينات المطلوبة.

يقول بعض من عرفوا "دياب" عن قرب في الجامعة الأمريكية إنه رجل هادئ، الصفة الأكاديمية ملاصقة له، يقل في الكلام ويكثر في محاولات تقريب وجهات النظر بطريقة براجماتية ملفتة، يتبع سياسة صفر خلافات ما أمكن عبر البقاء على مسافة وعدم إيجاد عداوات. 

((3))

صفات عدة تلصق بالرجل ويقول عارفوه إنه قد يستخدمها في مشوار تأليف حكومة قد يطول، خصوصاً أنه سيكون أداة تنفيذية أكثر من رئيس مكلف، بما أن خلفيته الهندسية التي يتفاخر بها لن تسعفه في لعبة سياسية تتطلب خبرات سياسية وقانونية واقتصادية مختلفة كلياً.

 ولا يتوقع أحد أن مهمة "دياب" ستكون سهلة، لا في التأليف ولا في إدارة الحكومة، لا سيما بعد الامتناع الواسع عن تسميته تحديداً من كتلة المستقبل التابعة لـ"الحريري"، ما يجعله عملياً مجرد واجهة لـ"حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر"، الذي يتزعمه "باسيل".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حسان دياب

من هو حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف؟

دياب يتعهد بحكومة تنقل البلاد إلى الاستقرار عبر خطة إصلاحية سريعة

الحريري يجدد دعوته للمتحجين لإخلاء الشوارع فورا

DW: على اللبنانيين أن يختاروا بين حسان دياب أو الإفلاس

وكالة: الإعلان عن الحكومة اللبنانية الجديدة بعد رأس السنة