السيسي مبررا احتجاز أمريكيين بمصر لترامب: إطلاقهم صداع لي ولك

الاثنين 23 ديسمبر 2019 02:39 م

كشف مسؤولون أمريكيون أن الرئيس "دونالد ترامب" أثار موضوع الأمريكيين المسجونين في مصر خلال زيارة "السيسي" الأخيرة للبيت الأبيض (أبريل/نيسان الماضي)، وهو ما أجاب عنه الرئيس المصري قائلا: "عندما أخرجهم سيمثلون صداعًا، خاصة أن انتقاداتهم لا تقتصر عليّ فقط، بل تشملك أيضا".

جاء ذلك في إفادة نقلها نائب رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست"، "جاكسون ديل" عن مؤسس مبادرة "الحرية" للدفاع عن المعتقلين الأمريكيين بالخارج "محمد سلطان"، الذي أخبره برد "السيسي" على لسان مسؤولين كانوا على تواصل معه.

وفي مقال نشره بالصحيفة الأمريكية الإثنين، سلط "ديل" الضوء على استمرار احتجاز أنظمة شرق-أوسطية، بينها مصر والسعودية، مواطنين أمريكيين لسنوات في سجونها رغم دعمها من "ترامب"، مضيفا: "العشرات من الأمريكيين يعاملون كرهائن وأوراق مساومة من قبل أنظمة دول حول العالم، بما في ذلك إيران وروسيا وسوريا، لكن الحالات الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة لي هي أولئك الأمريكيين الذين سُجنوا من قبل حكومات دول تعتبر من حلفاء أمريكا المقربين".

وذكر "ديل" أن المصريين لم يقدموا سببًا معقولًا لسجن تاجر قطع غيار السيارات "مصطفى قاسم"، البالغ من العمر 54 عاما، بخلاف جواز سفره الأمريكي، مشيرا إلى أن الأخير كان يزور مصر مع صهره في 14 أغسطس/آب 2013، وهو اليوم هاجمت قوات الأمن المصرية آلاف المتظاهرين والمعتصمين في ميدان رابعة بالقاهرة.

لم يكن الرجلان قرب الميدان للمشاركة في السياسة المصرية، بل لتبديل العملة لسوء الحظ، إذ داهمتهما دورية عسكرية، وطلب جنودها منهما الكشف عن هويتهما، بحسب "ديل"، الذي أشار إلى أن "قاسم" قدم لهم هويته الأمريكية (جواز سفره الأزرق)، بينما قدم لهم صهره (الأمريكي الجنسية أيضا) بطاقة هويته المصرية القديمة.

سمح الجنود لمقدم الهوية المصرية بالمرور، لكنهم عاملوا "قاسم" بشكل مختلف، إذ بدت على وجوههم "ابتسامة مجنونة" عندما داسوا على جواز سفره الأمريكي واتهموه بأنه "جاسوس"، حسب تعبيره الذي أورده في رسالة إلى "ترامب" ونقلها "ديل".

وتعرض "قاسم" للضرب المبرح، ثم حبس في سجن طرة الشهير خارج القاهرة لمدة 5 سنوات دون محاكمة، وأخيرًا تمت إضافته إلى محاكمة جماعية لـ738 متهمًا في 8 سبتمبر/أيلول 2018، وحُكم عليه بالسجن 15 عامًا.

ويشير "ديل"، في مقاله، إلى أن "قاسم" واحد من 7 أمريكيين على الأقل يحتجزهم نظام "السيسي" في مصر لأسباب سياسية، وفقًا لمبادرة "الحرية"، التي أسسها "سلطان" بعد خروجه من سجون "السيسي".

وتدعو المبادرة (مقرها واشنطن) إلى الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين في الخارج، ومنهم "ريم محمد دسوقي"، وهي معلمة في مدرسة بولاية بنسلفانيا، والتي اعتقلت بمطار القاهرة عندما كانت في طريقها لزيارة عائلية في يوليو/تموز الماضي بتهمة انتقاد النظام المصري على فيسبوك، و"محمد عماشة"، طالب الطب البالغ من العمر 23 عامًا، والذي تم احتجازه في مارس/آذار الماضي بعد أن رفع لافتة بميدان التحرير في القاهرة كتب عليها "الحرية لجميع السجناء".

أما في السعودية، فيعتقل نظام ولي عهد المملكة الأمير "محمد بن سلمان" 3 أمريكيين على الأقل، بينهم الطبيب المتخرج في جامعة هارفارد "وليد فتيحي"، و"صلاح الحيدر"، نجل الناشطة البارزة "عزيزة اليوسف"؛ والكاتب والطبيب "بدر الإبراهيم".

ولذا يرى "ديل" أن إعلان "ترامب" عن أولوية تحرير الأمريكيين المتحجزين بالخارج لم يسفر إلا عن إنقاذ القليل منهم، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي وكبار مساعديه أثاروا مرارًا وتكرارًا قضية سجن "قاسم" و"فتيحي" مع المصريين والسعوديين دون جدوى.

ووفقًا لـ"محمد سلطان" السجين السياسي الأمريكي السابق في مصر والذي يقود الآن مبادرة الحرية، فإن السعودية ضغطت على "ترامب" فيما يتعلق بقضية "فتيحي" بعد 3 أيام فقط من إطلاق متدرب سعودي النار على أمريكيين في قاعدة بينساكولا الجوية بولاية فلوريدا هذا الشهر.

وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين تلقوا وعدا بأن جلسة المحاكمة في 9 ديسمبر/كانون الأول بالرياض ستسفر عن إخلاء سبيل الطبيب الذي سُجن وعذب لمدة 21 شهرًا وما زال ممنوعًا من مغادرة السعودية مع عائلته الأمريكية.

وبدلاً من ذلك، وبعد دعوة الدبلوماسيين إلى الجلسة، أجلت السلطات السعودية قضية "فتيحي" لشهرين آخرين، كما أخبر "سلطان" واشنطن بوست عبر البريد الإلكتروني، معتبرا ذلك بمثابة إهانة للرئيس الأمريكي واستخفاف به.

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب عبدالفتاح السيسي

السيسي يبحث مع ترامب هاتفيا تطورات ليبيا وسد النهضة

بروكينجز: الهوس الأمني لدى السيسي أضر بمصالح أمريكا