صحف غربية: أحكام قضية خاشقجي تبدد إصلاح صورة السعودية

الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 03:37 م

وجهت صحف غربية انتقادات حادة، الثلاثاء، للحكم الابتدائي الصادر بحق المتهمين بقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، واعتبرته تبديدا لمحاولات إصلاح صورة المملكة المتداعية.

واعتبرت "واشنطن بوست" الأمريكية و"التايمز" و"الجارديان" البريطانيتين الحكم بمثابة مؤشر إلى استمرار نهج النظام السعودي في إدارة أزماته عبر محاولة الهروب إلى الأمام دون أي سعي حقيقي لإقرار العدالة.

وسلطت الصحف الضوء على  تبرئة المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي "سعود القحطاني"، المقرب من ولي العهد "محمد بن سلمان"، ونائب رئيس الاستخبارات السابق "أحمد عسيري"، مشيرة إلى ما تمثله من أهمية بالنسبة لموالاة النظام، خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي طالما خططت المخابرات السعودية للسيطرة عليها عبر "جيوش إلكترونية" يشرف عليها "القحطاني".

فجوة ثقة

وذكر المعلق في صحيفة "واشنطن بوست"، "ديفيد إجناتيوس"، في مقال نشره بالصحيفة الأمريكية، أن السعوديين كانوا يأملون، الإثنين، بإسدال الستار على القضية من خلال الحكم على 5 من المشاركين بالإعدام، لكن ما حدث في الحقيقة هو استمرار لحالة الإنكار التي بدأت مباشرة بعد اختفاء "خاشقجي".

ووصف "إجناتيوس" الحكم الابتدائي بأنه بمثابة "فقأ عين" للأمريكيين الذين يضغطون منذ أكثر من عام على "بن سلمان" لمحاسبة المسؤولين عن اغتيال "خاشقجي" والاعتراف بدور "القحطاني" في الجريمة.

ونوه الكاتب إلى أن الحكم لم يشر إلى اسم "ماهر المطرب"، الذي قاد فرقة القتل في إسطنبول، لكن بيان النائب العام السعودي "سعود المعجب" كان واضحا بأنه وفريقه تصرفا بـ"طريقة فردية وبدون توجيه رسمي من القحطاني أو غيره"، وهو ما يدهش السعوديين الذين يعرفون أن "المطرب" لا يمكن أن يتصرف بدون أوامر.

وأضاف أن قضية "خاشقجي" تمثل خرقا للثقة، ليس لنقاد المملكة فقط، بل لداعميها في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية والكونجرس، مشيرا إلى أن مسؤولين في هذه الفروع أخبروه بأن المملكة "تحتاج لإعادة بناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة كي تظهر أنها طوت الصفحة وأن عملية قتل لمعارض سعودي مقيم في الولايات المتحدة لن تتكرر أبدا".

وتابع "إجناتيوس" أن الحكم  الابتدائي بقضية خاشقجي "يوسع فجوة الثقة هذه ولا يضيقها"، مشيرا إلى قرار توقف الولايات المتحدة عن تدريب ضباط رئاسة المخابرات العامة السعوديين باعتباره علامة على التشظي في العلاقة بين البلدين.

صورة متداعية

وفي السياق، علق "مايكل بنيون" على نتائج محاكمة قتلة "خاشقجي"، بأن "بن سلمان" الحاكم الفعلي للسعودية، يأمل بأن يسدل رجال الأعمال والشركات الكبرى الستار على الجريمة عبر إعادة تقديم صورته كرجل مصلح، لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، حسب رأيه.

فرجال الأعمال الغربيون يبحثون بالتأكيد -حسب "بنيون"- عن طريقة لحفظ ماء الوجه والعودة إلى السوق السعودي، لكنهم سيشعرون بالقلق من التقرب من المؤسسة السعودية بعد المحاكمة التي انتقدتها المنظمات الحقوقية الدولية بشدة.

ويرى الكاتب أن إصلاح سمعة "بن سلمان" ستكون صعبة، فرغم أنه يحظى بشعبية داخل المملكة، إلا أنه قد يقوم بتقديم تنازلات أخرى على المستوى الاجتماعي ويواصل قمعه لوسائل التواصل الاجتماعي وإفراغها من النقاش السياسي.

أما خارج المملكة فقد تشوهت سمعة ولي العهد السعودي، حسبما يرى "بنيون"، لكنه أشار إلى أن الحكومات الغربية لا تزال ترى أن الحفاظ على علاقات مع السعودية يمثل أولوية.

حصاد مر

وفي الإطار ذاته، يرى الكاتب الصحفي "سايمون تيسدال" أن الحكم الابتدائي لقضية "خاشقجي" لا يغني لإصلاح صورة "بن سلمان"، وفقا لما أورده بمقال نشره بصحيفة "الجارديان".

وكتب "تيسدال": "لو بن سلمان يظن أن الحكم على 5 من المهرجين عديمي الحيلة في قضية مقتل خاشقجي سيؤدي إلى إغلاق الموضوع فهو مخطئ بشكل مؤسف، لأن الاغتيال الوحشي لخاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول العام الماضي شوه المملكة وجلب لها العار وأضر بسمعتها الدولية لفترة طويلة قادمة".

ويوضح "تيسدال" أن العملية القضائية بالسعودية "لا يمكن احتمالها، فالأحكام جاءت بعد محاكمة تفتقر إلى أي إجراءات قانونية مناسبة بما يعني أن هذه الجريمة الشنعاء ستلطخ ضمير أسرة آل سعود بأسرها بشكل لا يمكن محوه".

واعتبر الكاتب أن "المحاكمة التي انتهت إلى إدانة 8 أشخاص، افتقرت إلى المصداقية منذ البداية، حيث عقدت بسرية كبيرة ما عزز الشكوك فيها وفي أن هؤلاء المتهمين كانوا مجرد أشخاص انتهى دورهم".

وأضاف: "هذه الشكوك عززها إطلاق سراح سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد، دون اتهامه بأي جريمة رغم أن نائب المدعي العام (شعلان بن راجح) قال سابقا إنه خاض مناقشات طويلة مع فريق العملاء السعوديين الذين توجهوا إلى إسطنبول بعد ذلك".

وخلص "تيسدال" إلى أن "قتلة خاشقجي الحقيقيين لا زالوا خلف الستار في انتظار محاكمتهم ومعاقبتهم، وبغض النظر عن أي قصة يسوقها النظام السعودي للتغطية، فإن بذور الشك زرعت في القلوب، أما بالنسبة لبن سلمان وآل سعود فربما يكون هذا هو الحصاد المر".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي محمد بن سلمان سعود القحطاني

دول خليجية تعلق على أحكام السعودية في قضية خاشقجي

الاتحاد الأوروبي يطالب بمحاكمة جميع المسؤولين عن قتل خاشقجي

لماذا أعلنت السعودية الأحكام بقضية خاشقجي الآن؟ 3 إجابات محتملة

إنتاجات سينمائية وشراكات مع مشاهير.. خطة سعودية جديدة لتحسين صورتها بعد اغتيال خاشقجي