زعمت "لودميلا إجناتنكو"، وهي المرأة الحقيقية التي استوحى منها مسلسل "تشيرنوبل" أحد قصصه الرئيسية، أنها لم تمنح أبدًا الإذن لشبكة HBO و"سكاي"، لحكي قصتها وأوردت بالتفصيل الإساءات التي تلقتها بعد بث المسلسل.

كانت "لودميلا" زوجة "فاسيلي"، وهو واحد من أوائل رجال الإطفاء الذين ماتوا بسبب التسمم الإشعاعي في الكارثة النووية في تشيرنوبل، وقد لعبت دورها الممثلة "جيسي باكلي".

وقالت "لودميلا" لـ بي بي سي: "عندما اكتشفت أنه سيكون هناك فيلم عني، شعرت بالألم وعدم الارتياح، كان هناك أشخاص يطاردونني في شقتي، وصل الأمر إلى النقطة التي كان الصحفيون يدفعون فيها الباب ليُترك مفتوحًا بأقدامهم ويحاولون تسجيل المقابلات معي".

كانت "لودميلا" حاملًا بطفل "فاسيلي" عندما وقع الانفجار في محطة الطاقة النووية في عام 1986، توفي طفلهما بعد 4 ساعات من ولادته وقالت "لودميلا" إنها تلقت الكثير من الإساءات منذ بث المسلسل بسبب زيارتها لزوجها في المستشفى أثناء الحمل.

وأضافت: "قال الناس إنني قتلت طفلي، كانوا يسألون لماذا كنت إلى جانب سرير زوجي مع علمي أنني حامل في ذلك الوقت، لكن قل لي، كيف يمكنني تركه؟ ظننت أن طفلي آمن بداخلي، لم نكن نعرف شيئًا عن الإشعاع في ذلك الوقت".

ادعت "لودميلا" أيضًا أنها عرضت عليها أموال بعد تصوير تشيرنوبل، وقالت: "أعتقد أن شركة السينما تصرفت بشكل سيئ للغاية بعدم مقابلتي. كانت هناك مكالمة هاتفية من موسكو. قالوا إنهم كانوا يصورون في لاتفيا وكييف وأرادوا الاتصال بي لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. قالوا: نود أن ندفع لك 3000 دولار، وكان الفيلم قد تم تصويره بالفعل بحلول ذلك الوقت".

وقالت إنها عندما سألت عن الغرض من المال، قيل لها: "فقط لأنك موجودة"، وأردفت: "أخبرتهم: لا أحد يدفع المال مقابل لا شيء، وأغلقت السماعة. بالطبع اعتقدت أنها كانت مكالمة مزيفة، أو نوعا من الاحتيال".

ونفت كل من شبكة HBO و"سكاي" مزاعم "لودميلا" في بيان قائلين: "طوال عملية صنع تشيرنوبل بأكملها، كان المنتجون ملتزمون تمامًا بتصوير جميع الأحداث، بما في ذلك قصة لودميلا، وفاسيلي إجناتينكو، بأقصى قدر من الحساسية. قام فريق الإنتاج، من خلال ممثلين محليين، باتصالات متعددة مع لودميلا إجناتينكو - قبل وأثناء وبعد التصوير - بهدف صريح هو إطلاعها على المشروع وتصويرها لتجاربها كما تم توثيقها مسبقًا في العديد من شهادات الأشخاص على الأحداث".

كما تم منح "لودميلا" الفرصة للمشاركة في عملية سرد القصص وتقديم الملاحظات، لم تعرب "لودميلا" في أي وقت خلال هذه الاتصالات، أنها لا ترغب في إدراج قصتها أو قصة زوجها "فاسيلي"، بذل صناع السينما كل جهد ممكن لتصوير قصتهم، وقصة كل من تأثروا بهذه المأساة، بأصالة واحترام".

وسبق لـ"باكلي"، التي صورت "لودميلا" في المسلسل، أن أخبرت صحيفة الإندبندنت في السابق أنها كانت تحب أن تلتقي بالمرأة التي كانت تلعب دورها، مضيفة: "لكنني أحترم أيضًا أن الأمر حساس وعليها أن تواصل حياتها".