دعا رئيس إقليم كردستان العراق "نيجيرفان بارزاني"، السبت، إلى رفع الضغوط من فوق الرئيس العراقي "برهم صالح" في أزمة تكليف رئيس جديد للحكومة.

وقال "بارزاني"، في بيان له: "الواجب يحتم على الجميع التعامل مع الوضع بالتفاهم وبمسؤولية، وبعيدا عن الضغوط السياسية لاجتياز المرحلة، وفقاً للسياقات الدستورية".

وأضاف: "في موضوع تكليف مرشح لرئاسة الحكومة القادمة، يبدو أن رئيس الجمهورية برهم صالح، يتعرض لضغوط كبيرة وبخلاف الآليات والأسس الدستورية".

وأشار "بارزاني" إلى أن التطورات السياسية الأخيرة تكشف أن "العراق يعاني أزمة عميقة".

وقال إنه من أجل "اختيار مرشح مقبول من القوى المؤثرة، ينبغي الأخذ في الحسبان المطالب المشروعة للمتظاهرين ومصالح البلد، وأن تقدم المساعدة للحكومة القادمة لاجتياز المرحلة الانتقالية المقبلة والإعداد لانتخابات جديدة".

وشدد على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون قائما على أساس الدستور، ووفقا للسياقات القانونية.

والخميس، أرسل الرئيس العراقي رسالة إلى البرلمان قال فيها إنه يفضل الاستقالة، إذا لم يكن يملك صلاحية رفض مرشحين لرئاسة الحكومة، لا يحظون بتأييد الحراك الشعبي.

وذكر "صالح"، في رسالته أنه اعتذر عن قبول مرشح تحالف "البناء" محافظ البصرة "أسعد العيداني"، لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وأثار هذا الموقف، غضب القوى السياسية المنضوية في تحالف "البناء"، التي ترتبط بصلات وثيقة مع إيران، بينما عبر متظاهرون عن ارتياحهم من قرار "صالح".

كان "العيداني"، ثالث مرشح يقدمه تحالف "البناء"، بعد أن رفض "صالح" من قبله تكليف مرشحين آخرين كانا لا يحظيان بتأييد المتظاهرين وهما عضو البرلمان "محمد شياع السوداني"، ووزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة "قصي السهيل".

ويتردد حاليا ترشيح ‫الفريق الركن "عبدالغني الأسدي" لرئاسة الحكومة.

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 498 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق مصادر حقوقية رسمية وأخرى طبية وأمنية.

وأجبر المحتجون حكومة "عادل عبدالمهدي"، على الاستقالة، مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام "صدام" عام 2003.

كما يطالب المتظاهرون باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج، وخاصة إيران، يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية، تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة.